| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

 

الخميس 7/6/ 2007

 

أرشيف المقالات

 


حتى حكومتنا الأخيرة إغتالت ثورة 14 تموز


 أحمد السيد علي

لماذا وبصمت مخجل صادق البرلمان العراقي والحكومة على اليوم الوطني العراقي الجديد 3 تشرين الثاني( نوفمبر1932) يوم إنتهاء الإنتداب البريطاني وبقاء الوصاية على العراق من خلال الملك ومن ثم لاحقا بالوصي ونوري سعيد من خلال الاتفاقيات والمعاهدات المستمرة التي تربط وصاية بريطانية على العراق حتى فجر 14 تموز ، والأدلة على بقاء الوصاية وعدم نيل الاستقلال دامغة أكثر من نفيها ولذلك لم يقتنع الشعب العراقي بها ولذا جرت عمليات رفض من خلال الحركات العسكرية والشعبية إبتداء من حركة بكر صدقي 36 والضباط الاحرار41 والانتفاضات الشعبية كورباغي والوثبة وغيرها ، وكان التدخل البريطاني ماثل للعيان فضلا عن إرتباط العملة العراقية بالجنيه الاسترليني وحلف سيئ الصيت حلف بغداد وإحتكار النفط للشركات الاجنبية وغيرها. فلماذا إغتالوا عن عمد ثورة القضاء على كل وصاية الانتداب وحلف بغداد وارتباط العملة بالجنيه الاسترليني وتأميم النفط العراقي من الشركات الاجنبية، إن القوميين والاسلام السياسي الشيعي منه والسني إتفقوا على محاولة مسح وطمس ملامح نصب الحرية لجواد سليم ومدينة الثورة التي شيدها ورعاها الشهيد الزعيم عبد الكريم قاسم كذلك حي جميلة بوحيرد وقانون الاحوال الشخصية وتأميم النفط وقانون الاصلاح الزراعي وحق الاضراب والتظاهر وغيرها. أنا لا أعرف من هو الذي إقترح وأي قائمة تبنت وكيف صوّت أصحاب الضمائرالحية على ان يكون اليوم الوطني العراقي هو 3 تشرين الثاني ولا أعتقد ان في الذاكرة العراقية من يحي هذا اليوم.....إنها إنتكاسة أخرى بعد العلم، يقول المؤرخ الفلسطيني الجليل حنا بطاطو في كتابه القيم لمحات من تاريخ العراق....إن كل المعطيات التي حدثت في صبيحة 14 تموز 1958 والخروج العفوي للشعب العراقي في كل أنحاء العراق ومنجزاتها الكبرى في فترتها الوجيزة نسبيا والكبيرة في مكتسباتها النوعية...إنها حقا ثورة وليس إنقلاب مثل الذي تلاها لاحقا....إنها المأساة حقا وأي حق أضاعوه، ولكن أصحاب الضمائر الحية صنعوا تمثالا لمفجر الثورة بغض النظر عن أخطاءه الصغيرة نسبيا بحسناته ولو قارنا بين الاثنين لوجدنا حسناته بعيدة بعد الثرى عن الثريا. إن كل الذين عاشوا 14 تموز 1958 يعرفون أي يوم كان وأي صباح مشرق هو.....لنا أن نحزن ونرى أمانينا تتكسر الواحدة تلو الاخرى وكنا نتمنى ومازلنا نحلم في دولة عصرية ومجتمع حر مدني يسوده الاحترام والاعتراف بالاخر على صعيد القومية والعرق والدين والطائفة ونحلم بهوية واحدة لا غير هي الهوية الوطنية إبن العراق وكفى. أنا أشعر اليوم لو أجريت الانتخابات دون قهر وتهديد وإقصاء الاخر لحدثت مفاجأة كبرى وبعيدة جدا عن سلطة العمائم بكافة تلاوينها وحجم لفاتها، ورغم ذلك فهم في صراع دائم على النفوذ وهذا جلي في جنوب العراق بين هذه الاحزاب ومحاولة اقتسام النفط والشارع الجنوبي خاصة والعراق عامة لم ينعم لا بالامان ولا العيش السوي ولا نقول الرغيد، فالاسلام السياسي أتعبنا وأتعب الوطن بالطائفتين الشيعية والسنية وإنشغالهم بالمحاصصة اللعينة ونسوا الانتماء الى الاكبر العراق،  اما الكرد فقد ذكر الزعيم الكردي مسعود البرزاني وتبيانه للعرفان بالجميل والوفاء ان أفضل من حكم العراق هو الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم، كذلك قال الرئيس جلال الطلباني عندما كنت مع وفد انقلاب1963 تأسف كثير جمال عبد الناصر على قتل الزعيم وأنب الوفد وقال لماذ لم تحاكموه، ولا ننسى رغم الاشكالات التي حصلت بعد 14 تموز فقد أعطى الزعيم بيت نوري السعيد للزعيم الكردي الراحل مصطفى البرزاني وكذلك راتب شهري 500 دينار*. أما التوافق السنية والإئتلاف الشيعي هم في الحقيقة دعاة إقصاء هذه الثورة ومسحها من الذاكرة العراقية سيما والحكيم الكبير أبو السيد مهدي قد بارك لانقلاب 1963،والتوافق بصيغته التقليدية القديمة إعتبروا الزعيم طائفي ولم يكن قومي عروبوي السلوك على الرغم من ان الرجل لم يبدي في حياته أي ممارسة طائفية فهو ابن المذهبان لأب سني وأم شيعية ويحب العرب ولكن ليس على طريقة عبدالناصر في تصديره للناصرية فقد ساعد الثورة الجزائرية عينيا وماديا كذلك الشعب الفلسطيني ومأثره يذكرها الفلسطينيون الأوئل في حرب1948. إن هناك محاولة لتحالف خفي غير برئ لطمس ثورة14 تموز، فالبرلمان وهو في عامه الثاني لم يستطع الافتاء بإلغاء علم 8شباط سئ الصيت وكان سهلا عليهم الغاء اليوم الوطني العراقي لثورة14 تموز المجيدة...انها التراجيديا الحقيقية والمأزق والعار الذي سيلاحقنا ما حيينا، ففي بلدان العالم أجمع تحتفل وتحتفي بيوم إستقلالها الحقيقي الذي هو يومها الوطني ونحن نحتفي بالبروتوكول الذي وقع بأنتهاء الانتداب البريطاني ودخولنا عصبة الامم والقواعد البريطانية كانت في الحبانية مع بقاء الاحلاف والمعاهدات مع المستعمر...أي معضلة هذه...نحن قتلنا الحقيقي السوي ونحتفي بالمعوق....إنها الكارثة بعينها.

 * من كتاب حسن العلوي رؤية بعد العشرين