| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

السبت 7/2/ 2009



جملة ملاحظات
حول نتائج انتخابات مجالس المحافظات
(مقاعد الكوتا المسيحية مثالا)

المهندس نامق ناظم جرجيس

بادىء ذي بدء اتقدم بالتهاني القلبية الى كل الفائزين متمنيا لهم التوفيق في عملهم الجديد لخدمة ابناء شعبنا في المحافظات الثلاث التي فازوا بمقاعدها والعراق عموما ولا يجب ان يأخذنا الحماس ونشوة الفوز والحديث موجه لاحزابنا القومية تحديدا وارجو ان لا يأخذوا هذه الملاحظات من مرشح دخل الانتخابات ولم يوفق بها كأنها تبرير لخسارته او تشفيا من الاحزاب او التقليل من شأن الفوز ولكنها والله العظيم كلمة حق يجب ان تقال لتصحيح المسيرة والنظر في السياسات المتبعة من قبل احزاب وقوى ومنظمات وشخصيات شعبنا علها تشعل شمعة في النفق المظلم (اشعل شمعة ولا تلعن الظلام).

كلنا نعلم وان هذه حقيقة موثقة بالارقام عن النسب المتدنية للاصوات التي حصلت عليها قوائم شعبنا في المحافظات الثلاث ولم لم تكن الكوتا قائمة لما تحقق لممثلي شعبنا اي مقعد في هذه المحافظات الثلاث وبرأي ان الاسباب تعود الى مايلي.

1. عدم ايمان ابناء شعبنا والمكونات الدينية والقومية المسيحية الاخرى بامكانية احداث اي تغيير عن طريق قوائمنا القومية بسبب معاناتهم ومما تعرضوا له من قمع وارهاب لذا صوتوا الى القوائم الوطنية او لم يذهبوا الى التصويت اصلا لعدم ايمانهم بجدوى عملية الانتخابات لاحداث تغيير يمس حياتهم. ولكن الذي يطالب بالحقوق عليه ايضا ان يؤدي الواجبات.

2. الهجرة الكبيرة لابناء شعبنا خارج الوطن مما ادى الى تدني عدد الاصوات.

3. دخول قسم من ابناء شعبنا الى القوائم الوطنية مما ادى الى تقليل اصوات القوائم الخاصة بالكوتا.

4. التناحر والخلاف الشديد الموجود بين القوى السياسية الممثلة لابناء شعبنا وهذا امر ليس بخاف على احد مما ادى الى عدم ثقة الجزء الاعظم من ابناء الشعب في مصداقية هذه القوى وخاصة في هذا الظرف المؤلم الذي يعيشه المسيحيون بشكل عام من تهجير وهجرة وخوف وعدم امان بالرغم من التحسن النسبي في الوضع الامني ولكن الجميع خائفون من امكانية تدهوره بعد فرز نتيجة الانتخابات ولجوء القوى الخاسرة التي تملك السلاح الى العنف لاسامح الله .

5. عدم قيام الاحزاب القومية واجهزة الاعلام ومواقع الانترنيت الخاصة بابناء شعبنا والكنيسة بالتوعية اللازمة لابناء شعبنا بضرورة ذهاب ابناء شعبنا والتصويت للقوائم القومية لبيان مدى الغبن الذي لحق بشعبنا جراء تخفيض نسبة الكوتا (حقيقة انا اؤمن ان الكوتا محاصصة ولكن في هذا الظرف الذي يعيشه شعبنا وللعوامل الكثيرة التي يعاني منها فأنها ضرورية ولهذه المرحلة فقط).

6. سوء التنظيم الذي قامت به المفوضية العليا المستقلة للانتخابات باعتمادها قوائم الحصة التموينية والعائدة لسنوات سابقة وعدم اعتماد قوائم سنة 2008,مما ادى الى حرمان اعداد لا بأس بها من حق التصويت. وعدم توفير بدائل ملائمة وعملية لهذه العملية كتوفير محطات خاصة بالمهجرين غير المسجلين في مراكز الاقتراع, والقاء اللوم على المواطن الذي لم يحدّث سجله الانتخابي كأنه عقاب له.

7. عدم قيام الناخبين من ابناء شعبنا المهجرين داخل بغداد او نينوى او البصرة او المهجرين خارج محافظاتهم بتحديث سجل الناخبين وهذا يعود الى عدم الاهتمام او ضعف الدعاية من قبل المفوضية وعدم التوعية من قبل الجهات الاخرى ذات العلاقة (احزاب ,وسائل اعلام كنيسة.الخ).

ماهو الحل وما العمل:
1. عقد مؤتمر يشمل جميع القوى السياسية والمفكرين والمتخصصين ورجال الاعلام ورجال الدين ومنظمات المجتمع المدني وان لا تأخذهم العزة بالاثم بعدم المشاركة بداعي الاختلاف السياسي وان تكون الدعوة من قبل قوى مستقلة او غير صاحبة مصالح بالعملية الانتخابية ,لدراسة الاسباب ووضع الحلول المناسبة وان يتحمل المشاركون جميعا التكاليف لكي لا نعطي مبررا لاي شخص او حزب دعوة التأثير في سير اعمال المؤتمر و النتائج المتمضخة منه.

2. اقترح عقد المؤتمر في بغداد او بغديدا او القوش تحديدا ولكن خيار بغداد افضل للتسهيلات الموجودة ولا يأخذنا الوضع الامني سبيلا لعدم المشاركة فالوضع قد تحسن واذا لم تحضر القيادات الى بغداد فمن سيثق بها مستقبلا وخاصة اننا نعيش ونتحرك بها والله الحافظ ومن لم يتمكن من الحضور بامكانه ارسال مساهمته الى اللجنة التحضيرية (وانا مستعد للقيام بالتنسيق ان وافقت القوى السياسية على شخصي المتواضع وان لم ترغب فلا ضير فشعبنا مليىء باصحاب الكفاءات والخبرات في هذا المجال) للمؤتمر التي ستشكل حال موافقة القوى السياسية القومية والتي من واجبها قبول جميع المشاركات وعدم توجيهها خوفا من اتهامها باستبعاد او تهميش اطراف من المشاركة وواجب اللجنة التحضيرية التوصل الى القواسم المشتركة ولو بالحد الادنى ما بين القوى السياسية العاملة في الساحة القومية وبمشاركة الشخصيات المستقلة من كل مكونات ابناء شعبنا الكلداني الاشوري السرياني للتحضير الجيد لخوض الانتخابات المقبلة للاقضية والنواحي ومن ثم لانتخابات البرلمان القادم اواخر هذه السنة وفق الدستور والسعي لموقف يتفق عليه لتعديل الدستور والعمل الجاد لاصدار القانون وفق المادة 125 من الدستور العراقي ودستور الاقليم بتثبيت الحقوق الادارية والسياسية والثقافية والتعليمية .

3. مؤتمر بلا فخفخة ولا ولائم ولا فنادق راقية مؤتمر للتفاهم والمصارحة وايجاد الحلول ورسم صورة للمستقبل لابناء شعبنا دون الدخول في الصراعات السياسية الحزبية غير المجدية من قبيل من هو الاكبر والاكثر تأثيرا وليعلم الجميع اننا امة صغيرة مهددة بالانقراض من العراق وستكون انذاك القيادات بلا قواعد واذا لم نبادر الى دراسة واقع حالها فمن يقوم بذلك.

4. يجب ان يتحلى المؤتمر باستقلالية عالية ولا يهم عدد المؤتمرين من الكيان السياسي الواحد انما يمكن التمثيل ولو بعضو واحد مخول لعرض وجهة النظر واتخاذ القرار لان المؤتمر يبغي التوصل لحلول عاجلة وليس لبيان مدى التأثير السياسي لهذا الطرف او ذاك او استعراض المهارات الخطابية ,مؤتمر يشارك به الجميع بطرح الحلول والافكار العملية وليس بمؤتمر مستمعين ومصفقين لما يطرح (جماعة الرأي رأيك سيدي والشور شورك سيدي). انا لا ادعو الى مؤتمر للنخبة حاشا الله ولكن حضرت كثيرا من هذه المؤتمرات ورصدت تلك الظواهر ,مؤتمر ليس فيه كبير ولا صغير بل الكل متساوون والطرح الجيد والمفيد مقبول من الكل اذا كنا نعمل حقا لصالح شعبنا.

5. انا لا اريد من هذه الدعوة تحديد الخيارات السياسية للقوى الحزبية القومية ولكننا نمر بمنعطف خطير قد يعصف بالكل ويرميهم خارج دائرة التأثير وعندها سوف نسمع صرير البكاء ولات ساعة ندم. وخاصة اننا مقبلون على استحقاقات دستورية اقل او اكثر اهمية من هذه الانتخابات مثل انتخابات مجالس الاقضية والنواحي وانتخابات مجلس النواب.
ولنتذكر بيت الشاعر دريد ابن الصمة

         امرتهم امري بمنعرج اللوا      فلم يستبينوا الرشد الا ضحى الغد

وهذا بيت الشعر(المثل) يضرب ولا يقاس فأني لست بموضع النصح او الارشاد او الامر ولكنها كلمة صادقة خارجة من القلب لشخص يحب شعبه حاله حال بقية الشعب بلا زيادة او نقصان ولا يدّعي بأنه قدم الكثير لابناء شعبه او خاض النضال الصعب من اجلهم ولكنه عمل ما بوسعه ومقدرته لاجل العراق وشعبه في مجال اختصاصه وكفى بالله شهيدا.
ولنتذكر كلنا اننا كنا اصحاب ارض واصبحنا شركاء فيه ثم اقلية (مكون صغير) لذا يجب علينا السعي بأتجاه الحفاظ على ارض الاجداد من خلال موقف يتفق عليه ،، والسعي لايجاد لوبي للمطالبة بحقوقنا وتوعية ابناء شعبنا لوقف الهجرة وعودة المهجرين وتعويضهم سواء كانوا من ابناء شعبنا او من بقية المكونات الاخرى للبقاء على ارض الاباء والاجداد في الوطن الحبيب العراق بلاد ما بين النهرين .
اللهم اني قد بلغت اللهم فأشهد


بغداد - العراق
 

free web counter

 

أرشيف المقالات