| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الجمعة 7/3/ 2008

 

حين احتفى الجواهري بيوم المرأة العالمي قبل نصف قرن

نسرين وصفي طاهر
nisob03@yahoo.com

قبل ستة وأربعين عاماً، وفي الثامن من آذار عام 1962 تحديداً، ألقى الجواهري فريدته الجديدة بمناسبة يوم المرأة العالمي، وذلك في جمع جماهيري عراقي وعربي حاشد بالعاصمة التشيكية براغ... وقد جاءت لتعبر عن قناعات وآراء وسياقات اعتمدها، وتبناها الشاعر العظيم قبل ذلك بعدة عقود، وضمنها العديد من قصائده ولعل من أبرزها مطولته عام (1929) والتي جاء فيها – وما أشبه الليلة بالبارحة – "غداً يمنعُ الفتيانُ من تعليمهم .. كما اليوم ظلماً تمنع الفتياتُ".
... واحتفائية الجواهري بالمرأة، وعيدها، شملت (35) بيتاً، وانطلقت من بدايتها تشيع قيماً ورؤى ترسخ مكانة المرأة الجواهرية: أماً وزوجة وشقيقة وبنتاً وحبيبة... وغيرهن من صناع المجد والجديد، والعطاء الذي لا ينضب في مختلف سوح الحياة... ولكي لا نطيل بلا ضرورة ننقل هنا بعض المقتطفات من القصيدة التي لا تحتاج أبياتها لمزيد عناء في قصدها - والمقصود منها:

* * *

حيَّيتهُنَّ بعيدِهنّة من بيضهِنَّ وسُودِهنّه
وحمِدتُ شعريَ أن يروحَ قلائداً لعُقودِهنّه
نَغَمُ القصيدِ قبسته من نغمةٍ لوليدهِنّه
كم بسمةٍ ليّ لم تكن ، لولا افترارُ نَضيدِهنّه
(1)
ويتيمةٍ ليَ صغتها من دمعةٍ بخدودهنّه
* * *
إنـّـا وكلُّ جهودنا للخير رهنُ جُهودِهنّه
وصمودُنا في النائباتِ مَرَدُّه لصمودهنّه
بنحوسِهنّ نحوسُنا ، وسعودُنا بسعودهنّه
التضحياتُ الغرُّ صنعُ شُموخهن وجُودهنّه
* * *
قالوا "الشهيدُ" فقلت: ويحَ ثواكل ٍ بوحيدهنّه
حُملنه تِسعاً وخِطنَ عليه سُمرَ جلودهنّه
(2)
أوجدْنَه وفدّينَه خوفَ الردى بوجودِهِنّه
لله أيّةُ رِقةٍ وقساوةٍ في عودهنّه
عمَّرننا بجهودهنه وهدمننا بصدودهنّه
خوفَ التناقض – لا أُلمَّحُ – عن سراب وعودهنّه
أنا أختشي منهنَّ فالسلطانُ عبدُ عبيدهنّه
زِنَّ الحياةَ بوعدِهنَّ وشِنَّها بوعيدهنّه
(3)
إني وإن سامرتهنّه ، وغَمَزتُ من أُملودهنّه
(4)
فلرُبَّما ليل ٍ سهرتُ مؤرّقا لبريدهنّه
كم فتنةٍ لقديمهنَّ ، ورثنها بجديدهنّه
الموت لَصقُ جُلودهنّه ... والنارُ تحت جَليدهنّه
* * *
حييتُهنَّ بعيدِهنَّ ... ولممتُ شملَ عديدهنّه
وحشدتُ أحسنَ ما استطعتُ ، أزُفُّهُ لحشُودهنّه
منهنّ مَحْضُ العاطفات ِ فهنَّ مَحْضُ قصيدهنّه
وقبست من سجعِ الحمام ِ ، الرجعَ ، من تغريدهنّه
السيداتُ الآنساتُ فقلْ بحالِ مَسُودهنّه

ـــــــــــــــــــــــــ
(1) النضيد: كتابة عن الأسنان، لشبهه باللؤلؤ
(2) ذكر العدد (تسع) لأنه أراد المطلق منه
(3) زن الحياة وشنها: من زانها وشانها
(4) الأملود: الغصن المياد، يريد به القامة


مع تحيات مركز الجواهري في براغ
www.jawahiri.com













 



 

Counters

 

أرشيف المقالات