| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

 

الخميس 8/2/ 2007

 

أرشيف المقالات

 

مظلة للعراقيين والوطن


حسين عبد المهدي

يدرك الشيوعيون ان فشل التجربة الشيوعية وأنهيار معسكر الدول الأشتراكية يعود لعدة أسباب . منها , الحرب الباردة وما رافقها من صراع وتآمر وأستنزاف لطاقات كبيرة , أنعكست بالشك والريبة لكل من يدعو الى التجديد , حتى وان كان يصب في مصلحة النظام . فقدان الديمقراطية بشكل عام , وبناء الأنظمة الشمولية التي لاتحتمل المعارضة حتى من داخل الحزب الواحد الموجود في البلد , جرد العملية السياسية من التنوع الذي هو جوهر الحياة .
أن أحد الأسباب الرئيسية لهذا الفشل هو طريقة بناء الاحزاب الشيوعية التي تعتمد على الطاعة الكاملة للعضو الحزبي , وما رافق هذه الحالة من تعطيل لقواه النقدية والأبداعية , وخلق الحواجز امام تطوير الوسائل والطرق الحديثة للنهوض بدعائم البناء الفكري والسياسي والتنظيمي المتماشي مع التطور العام , وعدم الأكتفاء فقط بالطرق والوسائل التقليدية . لقد غطت آليات العمل هذه مفاصل وأدارات الشبكات التنظيمية , وأصبح التقدم فيها يعتمد على الطاعة العمياء , مما حفز الروح الأنتهازية والوصولية لمن يمتلكون أرضية هذه الأخلاقيات المتدنية , والتي ساهمت في محاربة الكثير من المناضلين الحقيقيين , ودفعّتهم أثمان غالية في كثير من الأحيان .
لقد ترددت كثيراً في كتابة هذا الموضوع لعدة اسباب , ابرزها عدم الرغبة في العودة لأنشغالات أستنزفت أحلى سنوات العمر , ولست نادماً عليها , بالعكس أنا فخور بها , لأنني تمكنت من ان اساهم في محاربة الفاشية , وارسالها الى مزبلة التاريخ , عن طريق النضال من داخل صفوف الحزب الشيوعي وبيشمركته الأبطال .
الشئ الذي حفزني على الكتابة هو محاضرة الرفيق محمد جاسم اللبان عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي في يوتوبوري يوم الأحد المصدف 20070204 .
استعرض اللبان وبشكل مكثف طبيعة العملية السياسية الجارية في العراق , والصراعات الدموية التي تكتنفها , والصعوبات التي تواجه تحقيق الأمن وعودة الحياة الطبيعية , والفشل في ايجاد التفاهمات بين الأطراف المنخرطة في العملية السياسية ذاتها . ورؤية الحزب الشيوعي لمجمل الحراك السياسي العراقي . ثم وضح في نهاية المحاضرة الأستعدادات الجارية لقد المؤتمر الوطني الثامن للحزب .
وهذا سبب كتابة هذا الموضوع , فقد ذكر الرفيق محمد جاسم اللبان – وهذه اسمعها لأول مرّة على هذا المستوى من المسؤولية - : ان هناك رفاق خارج التنظيم أكثر حرصاً وكفاءة على سلامة الحزب من بعض رفاق في داخل التنظيم . بهذا الوضوح والشفافية والحرص على اعادة بناء الحزب وفق اسس حديثة , وعلى مداواة الجروح , واعادة الأعتبار للكثير من المخلصين والشرفاء الذين ذهبوا ضحية الخداع والتآمر من الأنتهازيين والوصوليين الطارئين على الأخلاق الرفيعة , بهذا الأدراك وهذه الروحية يمكن ان يعاد الأعتبار للذين كانت لديهم ملاحظات واعتراضات مبدئية على سياسات الحزب . ان الملاحظات التي اخذ بعضها طابع الأنفعال من قبل احد الحاضرين فوت الفرصة علينا لمعرفة المزيد من التوجهات الجادة في طريق اعادة بناء الحزب على الاسس الديمقراطية . وكنا نود ان نعرف الوسائل التفصيلية والمعايير التي استخدمت في الانتخابات التي جرت في أغلب منظمات الحزب في العراق كما اشار في ثنايا حديثه .
هذا الخطاب الجديد ينفي الحرفية الحزبية , والدفاع الأعمى عن كل شئ . وسيلاقي الصعوبات من كل الذين لايعرفون طريق النهوض بالعمل الحزبي من الدوكما واشباههم , حاله حال اي جديد في الحياة . الا ان الأمل كبير , وكبير جداً ان يعود الحزب مظلة لكل الطيبين , فهو حزب العراقيين والوطن .