| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الجمعة 9/12/ 2011                                                                                                   

 

سنة مرت ونحن لا نصدق رحيلك
(ملازم فائز)

لطيف صالح

في الحادي عشر من هذا الشهر رحلت عنا ايها المناضل الشيوعي (سلام جليل) . .. مرت سنة منذ ان غادرتنا وانت في عز شبابك وفتوتك وحبك للرياضة. سنة مرت ونحن لانصدق رحيلك المبكر والمفاجئ. سنة مرت بكل ما حملته من عذاب ومرارة وحزن. سنة مرت وزوجتك واطفالك نزار وعادل لازالوا يتلفتون بمرارة فلا يجدون ابا كان بمثابة الصديق لهم .

اقاربك ورفاقك وطلابك والاساتذة اللذين شيعوك بيوم قاس ,صعب عندما هبت على السويد عواصف ثلجية قطعت فيها الطرق وتوقفت جميع المواصلات الا ما ندر... لكن مشيعوك صمدوا وسط الثلوج المتراكمة اكراما لك وامتنانا لصداقتك ووفاءك .

في المدرسة وفي غرفتك وضعوا صورتك وشمعة ودفتر للتعازي .

علاقتي المميزة بك تجعلني اشعر بالغصة عندما اتوقف عند بعض المحطات التي عشناها معا ,وذلك بسبب تميز علاقتنا ليس كرفاق واصدقاء فقط بل كنسب ايضا  .

في بغداد عندما كنت تزورنا في البيت انا وخالتك زينب فاول ما كنت تفعله تبديل ملابسك بملابس العمل وتذهب الى الحديقة الواسعة تشذب الزرع والورد وتحرث هنا وهناك رغم وجود فلاح يشرف عليها... وفي المساء كنت تهيئ الحديقة تحسبا لقدوم الاصدقاء حيث كنا نقضي امسيات رائعة تحت الاضوية المتالقة وثمار الاشجار المتدلية علينا .

وعندما هبت عاصفة الموت في سماء بغداد وبعد رحيلنا اختفيت لفترة انت واخوك كمال في بيتنا خوفا من البطش البعثي , التحقت بنا في بلغاريا وكان من الصعب قبولك في المدرسة الحزبية معنا بحجة عدم وصول الترحيل ولكن المسؤول الحزبي في المدرسة (ابو شهاب) في مدينة (ستارا زاكورا) دبر لك مكانا في مدرسة قريبة من المدرسة الحزبية وزود الغرفة باحتياجات بسيطة وكان من المحظور عليك الاقتراب من المدرسة الحزبية, وقد تعرضت للتهديد من قبل مسؤول المدرسة بالرحيل بعد انتهاء مدة الموافقة للسكن. عندما تقرر سفرنا الى عدن بقيت وحيدا الا من مبلغ من المال تركناه لك .

وبعد اشهر التحقت بنا ولكننا لم نستطع اللقاء بك لان المنظمة في عدن ارسلتك مع رفاق اخرين الى المحافظة الرابعة , بعد فترة سمعنا بالتحاقك وعدد من الرفاق بالكلية العسكرية العدنية وانقطعت اخبارك عنا .

واستمر هذا الانقطاع لثلاث سنوات فوجئنا بوجودك في دمشق استعدادا للرحيل الى كردستان للالتحاق برفاقك الانصار, عندها سمح للمرحومة خالتك برؤيتك فقط لدقائق وبعد الحاح منك لرؤيتنا معا ولكن منعت انا منعا باتا من ذلك .وبعد فتره جاءت رساله منك وبدأنا نتراسل  .

وبعد لجوءنا الى السويد اجتمعنا سوية وكنت انت وابن خالتك مظفر وخالتك نشكل عائلة رائعة حيث قضينا اياما وليال سعيدة مرحة, فقد كنت دائما حاضر النكتة وعمل المقالب ولم ينج منها حتى رفاقك وزملاؤك في البيت الثقافي العراقي الذي كنت سكرتيرا فيه في احدى السنوات .

وعندما انتقلت انت وعائلتك الى ستوكهولم مكرها بعد ان انهيت الدراسة للتخصص في كيفية القيادة والاشراف, فلم تنسني ولا رفاقك واصدقائك فكنت تتصل بنا كل اسبوع .

وفي احد المساءات وكان يوم سبت جاء الخبر المشؤوم المفاجئ برحيلك, وكان وقع ذلك علي مضاعفا بسبب اننا كنا نتحدث على الهاتف منذ بضع ساعات فقط وكان كالعادة حديث تتخلله النكات والمرح

عهدا علينا الا ننساك يا ابا نزار

 

free web counter

 

أرشيف المقالات