الصفحة الثقافية

الرئيسية

 

| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

السبت 10/7/ 2010

 

المسرحي قاسم مطرود يتحدث للزمن

حوار :  رحاب الهندي

- لست بطلا قوميا أو شهيدا مسرحيا
- الجمهور العماني يعيش حالة صحية نبحث عنها
- أعجبني في العروض المسرحية العمانية جرأة الطرح
- المسرح لن يجد من يدعمه لأنه سليط اللسان ولا يقبل المعوج          
- تجاربنا في الغربة فردية
- ما ينقص المسرح العماني ينقص المسرح العربي

الجمال هو استفزاز للمخيلة فتنتج شعرا ومسرحا مؤلفا وكتبا ونقدا ولأن الاستفزاز قاعدة لكل مبدع فإن ضيفنا لهذا العدد والذي يسكن ما وراء البحار في غربة ممتدة لسنوات. المبدع قاسم مطرود  يقدم لنا مجموعة فاق نجاحها مدن الغربة، ووصلت إلينا في بلاد العرب لنتفرج على: كيف يناقش المسرحي غربة الإنسان ووحدته وطموحه وأماله ونقد السلبيات التي تعيش في وطنه الكبير ( العربي ) أثارت مسرحيته  ( مجرد نفايات ) المخرج خالد العامري وفريق تمثيله ليقدمها في مهرجان المسرح الجامعي الخامس في السلطنة وتفوز كأفضل عرض وتمثيل. له مسرحيات عديدة قدمت في كثير من المسارح العربية منها.

(طقوس وحشية) (للروح نوافذ أخرى) (رثاء الفجر) ( الجرافات لا تعرف الحزن) (عزف على حراك الجمر) (صدى الصمت)( هروب قرص الشمس) (حاويات بلا وطن ) (ليس عشاءنا الاخير) ( مراسيم الازمنة) وعدد كبير من المسرحيات التي لم تنشر بعد.

وقد ترجمت أعماله للغة الهولندية والكردية والفارسية والفرنسية والانكليزية ، أسس صحيفة اليكترونية بعنوان (مسرحيون) وهو مؤسس لرابطة نقاد المسرح والبرلمان الثقافي العراقي في هولندا ورئيس مؤسسة مسرحيون في بريطانيا..

حاورناه سابقا والآن أيضا كررنا الحوار لأهميته عبر الشبكة العنكبوتية فأجابنا 

قدم لك في سلطنة عمان أكثر من عمل مسرحي  كيف رأيت المسرح العماني وفنانو عمان ؟
-
اقول وأنا لا أجامل: المسرح العماني له بصمه ونكهة خاصة وقلت هذا يوم كنت في السلطنة، ولا أغالي إن قلت: البلد الوحيد الذي شاهدت فيه بقاء الجمهور بعد نهاية العروض المسرحية للمشاركة والاستماع إلى مناقشة العروض ، وهذه حالة صحية جميعنا نبحث عنها.

وكما هو معروف بان رقي المسرح لم يكن مرهونا بالعروض المسرحية فحسب فهناك الجدل المسرحي وإنماء الذائقة الجمالية وإيجاد أجيال من الكتاب والمخرجين والممثلين والنقاد والمتذوقين واقف عند المفردة الأخيرة.

التي لفتت انتباهي في السلطنة يوم كنا نناقشهم ونقترح ونعترض عليهم وكانوا يسمعوننا بآذان صاغية رغبة منهم بالتطور واللحاق بمن لهم باع طويل في عالم المسرح وبمن سبقوهم في التجربة في الميدان.

أتذكر عروضا مسرحية جريئة لم أر مثلها في وطننا العربي واعني كسرها للتابوهات الاجتماعية وشاهدنا خطابا مسرحيا ناضجا وليس مدرسيا كما هو في بلدان خليجية أخرى

برأيك  ماذا ينقص المسرح العماني ليبتعد عن محليته ؟
-
النقص الذي سأذكر لا يعني المسرح العماني فحسب بل كل مسرحنا العربي، وهذه وجهة نظر.
أرى من الضروري أن يكون الإنسان قضيتنا والإنسانية همنا الأول ويوم أن نتخلص من العشيرة والقرية والقبيلة والمرجعيات الرثة التي ورثناها دون وعي منا واعتبرناها مبادئنا وقضيتنا وصرنا نهتف بها ونموت من اجلها وهي في الحقيقة ليست أفكارنا بل أفكار الآخرين التي عفا عليها الزمن وقرضتها الفأران، ويوم أن نتخلص من هذه الركام الثقيل ربما سنقترب من الآخر الذي تخلص ومنذ قرون من الروابط التي لجمته وحولته إلى بوق للآخرين وأفكارهم التي عفا عليها الزمن.

هل يشاركك بعض الفنانين العمانيين في الكتابة لواحة مسرحيون ؟  
-
يقينا للعمانيين المساهمة الواضحة في واحة مسرحيون ولكنني دائما احفز المسرحين الناطقين بالعربية أينما حلوا بان يكونوا أكثر نشاطا وان يعتنوا بالتدوين لأنني أمنت وبشكل قاطع بان:لا يؤرخك غيرك، أنت وحدك المسؤول عن رسم صورتك وبناء خارطتك وخاصة في وطننا العربي بسبب غياب الفعل المؤسساتي وتجاهل السلطات إلى الثقافة واعتبارها أمرا هامشيا وربما يعتبرون المسرح مخلا بالأخلاق.

وعليه نحن مطالبون أمام أنفسنا والزمن الذي نعيش والعصور القادمة بان ندون منجزنا ونقول قولتنا، وما سوقي لهذا إلا لتحفيز إخوتي في المسرح العماني بان يدونوا كل منجز لهم عبر عالم ألنت

هناك حيث كنت في هولندا قبل بريطانيا هل أسستم لمسرح عربي في بلاد الغربة ومدى تقبل العرب في تلك الدول لتجربتكم وتقبل الأجانب أيضا
-
وهل هناك مسرح عربي في وطننا العربي كي نؤسس نحن المحاصرين مسرحا عربيا. الإجابة واضحة كلا ولكن.......

هناك العديد من التجارب الفردية التي يمكننا الإشارة إليها والقول بان الفنان الفلاني له بصمة في السويد مثلا وآخر أثره واضح في النمسا وهكذا.

 والإجابة مرتبطة بالسؤال الذي سبق نحن عزل في المنفى ننضال وحدنا ليس لدينا من يقف خلفنا ليمدنا بالدعم لا وجود لدول أو مؤسسات تفخر بانجازاتنا أو تؤرشف ما ننجز فكيف يمكننا تأسيس مسرح وأرضنا هشة

بلا شك تملكون حرية الرأي وحرية التعبير في تجاربكم المسرحية هناك هل هذا أحد أسباب عدم زيارة الفرق المسرحية العربية في الدول الأجنبية ؟ للدول العربية  لنقل جرأة وشفافية الطرح
دمر موقعك المسرحي مسرحيون هل تعتقد أن سبب  تدمير الموقع كونك عربيا وعراقيا تحديدا ؟
-
لا أريد أن أكون بطلا قوميا أو شهيدا مسرحيا وأبالغ لكنني أقول هناك في كل زمان ومكان من يكره النجاح ويقف حائل أمامه وربما يوجد ممن هم مرضى ولديهم رغبات عدوانية

أقول هذا لأنني لست متأكدا من جهة التخريب وقد أكون ساذجا في نهاية الأمر ويتضح بأنه فعل مدبر.

ولكنني أحب أن تكون الأمور أكثر بساطة طالما لدي القدرة لإعادته وبأفضل من قبل بكثير وهم يعرفون باني أجابه الهجوم بالعمل وأنا من المؤمنين بان لاشيء يقف أمام عمل 17 ساعة يوميا، والتدمير الذي حصل ليس الأول ولا الأخير، وسأعترف لهم بقوتهم فقط عندما الفظ أنفاسي الأخيرة  

أنت أحد المغتربين الذين يسكنهم الوطن هل تفكر بالعودة للعراق وتقديم نتاجك الإبداعي هناك ؟
-
هذه من البديهيات وأقولها ليس للمتاجرة بالوطن أو التحلي بالحس الوطني قلتها وأقولها أنا مسكون بالعراق بالرغم من أني من دعاة الإنسانية لكنني اشعر باني اعمل في الوحدة الطبية العسكرية التي تشارك في المعركة وأمام عيني أشاهد وطني يسقط جريحا، فكيف لا اهرع بالوقوف إلى جانبه، وربما لأسعف نفسي للأسف وطني وأنا نسكن تحت وابل الرصاص.

سأعود حتما وليس هناك ما يصبرني على قضاء يومي في الغربة غير الحلم الطويل بالعودة والعمل ولكن بشكل مستقل بعيد عن كل المؤسسات التي تلوثت مع المحتل .

في الغربة كلنا واحد بمعنى أن الفنانين العرب قد يتآلفون ويلتفون حول بعضهم أكثر بينما وهم في أوطانهم قد يحاربون بعضهم  ، رأيك بهذه المقولة ؟
-
أتمنى أن تكون صحيحة ولو كانت كذلك لكان حالنا أفضل بكثير وأنا اعني الثقافي وليس السياسي الذي صرنا نخجل منه لكثرة الثقوب التي اخترق عباءاتهم.

وثانية لا أريد أن أكون راهبا ولا رجل لسوبرمان ولكني ومنذ وصلت أوربا كنت أو الداعين للم الصف الثقافي وبالخصوص المسرحي ولم يكن هناك أي ممنوعات على النشر لا بسبب خلاف شخصي أو عرق أو دين أو قومية أو عشيرة لأنني قد تخلصت منها ومنذ زمن مذ عرفت أن الإنسان هو الأهم في هذا الوجود 

 حدثنا عن آخر أعمالك
-
الحديث عن آخر الأعمال صعب جدا لأنني لا اعرف والحقيقة إنني اعمل كما أسلفت حوالي 16 إلى 17 يوميا بين الانشغال في مشروعي الأول كتابة النص المسرحي ومشروعي الثاني إدامة وتحديث مجلة مسرحيون بعد الإطلاع على ما يرد إلى بريدي الذي يصل يوميا 150 رسالة يوميا.

والصعوبة تكمن في مشروعي الأول كوني أشتعل على أكثر من نص مسرحي في الوقت الواحد لأنني اهرب من النص الذي يحاصرني ولا يمنحني مفاتيحه واذهب إلى النص الذي يسمح لي بالدخول إلى عوالمه وتدوين حيثياته ولهذا استوطن في النص الواحد أحيانا 3 سنوات أو أكثر وبعد إتمامه، اعتقله لعام أو اقل حتى يأتني الشعور بأنه قادر على العيش خارج مملكتي وبإمكانه الدفاع عن نفسه في فضاء المسرح الرحب عندها فقط افتح له الباب ليخرج ويعلن عن اسمه.

وفي مطلع هذا العام أدخلت مشروعا ثالثا في إحداثيات يومي القصير ألا وهو كتابة السيناريو للدراما التلفزيونية والحقيقة هو ليس جديدا عليّ لأنني كنت قد عملت عليه في العراق منتصف التسعينيات ودرسته في جامعة هلفرسم في هولندا وعسى أن افلح في احد من هذه المشاريع

الفنان المسرحي كاتب مخرج ممثل أقل حظا من الفنانين في السياقات الأخرى ترى ما الأسباب ؟

يكون السؤال صحيحا إذا قارنا ميداننا مع التلفزيون والسينما والسبب أكثر من واضح كوننا نعيش عصر الميديا وللتلفاز سلطة كبيرة ألهمت إن لم اقل جننت الساسة والعسكر وجميع أصحاب رؤوس الأموال والمتحكمين في عجلة التاريخ وبين هذا وذلك يضيع المسرحي الذي يرفع راية الكلمة الصادقة والصورة المعبرة.

ولا اعتقد يأتي اليوم الذي سيدعم شخص أو مؤسسة أو دولة المسرح لأنه سليط اللسان ولا يقبل المعوج بالإضافة انه غير مربح ومنذ متى كان الفكر والتنوير الحضاري للشعوب مربحا؟

 ولكننا لو أتشغلنا على ما عملت عليه العديد من الفضائيات بخطابها إلى العقليات الساذجة عبر السحر واستخدام الإغراء والإغواء لأصبح للمسرحي الحظ الأوفر ولكنه يأبى أن تسقط كلمته من المترفع ذلك الذي نسميه خشبة المسرح المكان الأكثر قدسية.

بعض فنانين المسرح الكبار يعترفون أن المسرح العربي كمشروع هو فاشل تعليقك
-
لو انك عملت استبيان وحصرت جميع هذه الأسماء ستجدينهم جميعا ليس لديهم منجز إبداعي أو ليسوا أهلا لهذا المناخ أو حاولوا مرارا ولكنهم فشلوا لذا يصبوا جام غضبهم على جهد حضاري لعقود طويلة.

اختلف معهم جملة وتفصيلا وأطالبهم وأرجو منهم ومن غيرهم أن يركزوا على تجارب المسرحيين المنتشرين على هذه البسيطة وسيرون حتما بان كل واحد منهم هو مؤسسة بحد ذاته إن لم اقل دولة متنقلة

أنكم تقدمون أعمالكم في دول أجنبية لكن نفس هذه الأعمال قد لا تقدمونها في دول عربية ما هي الأسباب
هل الحرية والرقابة  مع الفارق بينهما بين الغرب والشرق
-
هناك الكثير من العروض المسرحية التي قدمت في المنافي، قدمت أيضا داخل الوطن العربي وهناك الأكثر التي لم تقدم والسبب ذكر في منطوق السؤال، وما عاد هذا سرا فجميع يعرف الحيف والتابوهات التي تحد من الإبداع العربي
.

 بودي أن أتوسع وأقول الأمر ليس مرهونا بالعروض المسرحية، بل هناك كتب لنا أصدرنا في أزمنة الاغتراب لم تلق قبولا يوم كنا في الوطن وهذا حال اغلب الكتاب العرب، ولكن دور النشر وصالات العروض في أوربا تنظر أو لا تنظر إلى أسباب تقديم المنجز وفي النهاية تقول هذا لك وهذا لنا والباقي من شأنك.

نحتاج إلى ثورات كبرى في التغير في وطننا العربي على العادات والتقاليد والقوانين والأنظمة التي تفرضها السلطة والطائفة والعائلة، نحن في وطننا العربي مكبلون بقوانين بعضها من تشريعنا أنفسنا

 

 

free web counter