الصفحة الثقافية

الرئيسية

 

| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

 

الأربعاء 19/4/ 2006

 

 

 

وقفة في حضرة المربد

 

عباس الجوراني * - البصرة

على مدى ثلاثة أيام , عاشت البصرة أيام فرح و أعراس افتقدتها في معمعان الخراب و الاغتيالات و سيادة شريعة الغاب و مؤسسات اللا قانون , كانت على موعد مع أجمل المتمردين , ممن لم تعتد قصائدهم و قصصهم و مسرحياتهم و لوحاتهم على التصالح مع الواقع بعد , كما لم يمنع الرحيل حضورهم فقد غمر أريجهم أرجاء المكان السياب و الجواهري و البريكان و مصطفى جمال الدين و الرصافي و الزهاوي و غيرهم الكثير و أزدان المكان شرفاً و ألقاً بحضور محمود عبد الوهاب و محمد خضير و قصي الخفاجي , الذين طرز حضورهم هالة الفن التشكيلي التي احتضنتهم بين حناياها ليتكامل تأثيث الروح مع شعراء البصرة , عبد الكريم كَاصد المحتفى به العائد بحقائبه الأولى ليعيد النقر على أبواب طفولته , طفولتنا , بزهيرياته التي اجتاحت وجداننا دون استئذان , و كاظم الحجاج الذي لم يكل من إسداء النصح لخليفة استهواه خلط المفاهيم فلم يعد يفرّق بين بيت الله و بيت المال و عبد العزيز عسير الذي لم تزحزحه الأهوال عن سيدة الذاكرة و عادل مردان الذي لم تحضره السكينة يوماً , ولكن صديقه الشفاف عمار علي كَاصد فرضها على الحضور بقصيدته التي انسابت نسيماً تسلل لوجداننا , و مقداد مسعود الموزَع الذي لا يفتأ أن يترك له بصمة أينما حل و كذلك صبيح عمر و عبد السادة البصري و سامر سعيد و خضر حسن و كاظم اللايذ و غيرهم الكثير من كرام النفوس ممن ارتضوا أن يكونوا جنوداً مجهولين لإنجاح المهرجان ليس إلاّ , اشتغلوا عمالاً لتعليق ملصقات المهرجان , بعد أن عاشوا أياما ً على سندويج ( الفلافل ) قبل بدءه و عملوا بنكران ذات أثناءه , وكذا هيئة تحرير صحيفة المربد , ممثلة بالأساتذة جاسم العايف , و مقداد مسعود و مجيد الموسوي , و عبد الكريم السامر و زملائهم , الذين كثّفوا عمل أيام بسويعات معدودة هي كل وقتهم لإصدار صحيفة المربد اليومية على مدى أيام المهرجان , و قبلها جهود الأساتذة مجيد جاسم العلي و رمزي حسن و ناصر قوطي في تهيئة ( فناراتهم ) المضيئة .
هذا ما عامَ من جبل الجليد لجهود أرواح نبيلة تسامت على البناية الهرمة للمقهى الذي تقاسمه الأدباء مع أصحابه , و ليحصلوا على نصف مربد بعد أن ارتكب القيمون عليه من هناك الخطيئة الكبرى بحرمان المرأة من حضوره .
حقاً أن المرء ليحار في التماس العذر للمتواطئين من حملة مشاعل التنوير و الحرية !! و ألف تحية لمن أبحرن عكس التيار فجئن على مسؤوليتهن (!!) , الشاعرات رسمية محيبس , نجاة عبد الله , و المسرحية الدكتورة شذى سالم و كريمة نداء كاظم , و هي مناسبة تستحق منا المناداة بـ( كوتا ) شعرية للمرأة في المرابد القادمة إن أقيمت في البصرة , في بلد يتنفس المحاصصة في كل شئ .
و جاءت الخطيئة الثانية ممن نصّبوا أنفسهم قيميّن على المهرجان ( بدنانيرهم ) و هي بالحقيقة دنانيرنا التي لم يقبض الأدباء منها شيئاً بعد , و ضاع معها 45 مليون دينار و هي مقتطعة من الـ 200 مليون دينار المخصصة للمهرجان كأجرة للطائرة التي أقلت كادر الوزارة بقضه و قضيضه التي لم تبخل حتى على جلب ( جايجي الوزارة ) كما أسّر بذلك بعض الشعراء ممن حالفهم الحظ بالمجئ بالطريق البري , و في خطبته التي ارتجلها السيد مدير العلاقات الثقافية في الوزارة عقيل المندلاوي ذكّرهم بأفضال الوزير عليهم و مكرمته القادمة من (( الدنانير التي ستنعمون بها هي ثمرة جهود السيد الوزير و وكيله )) ليكتمل المشهد المؤسي بلقاء الهيئة الإدارية لإتحاد الأدباء في البصرة مع ممثل الوزارة السيد مظفر الربيعي .
سادتي : قليلون من يتبرعون لوجه الله , فإن لهم أولوياتهم واشتراطاتهم و جلسة الختام خير شاهد.
و شكراً للواعدين من الشباب عارف الساعدي و محمد السراج و أحمد عبد الحسين .

* صحفي