الصفحة الثقافية

الرئيسية

 

| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

الخميس 21/1/ 2010

 

انتظار ما لا يحدث .. وعفوية الانطلاقه في شعر فاضل الغزي

حميد شاكر الشطري

ليس فيه شيء من الغرابة لحالة الانتظار سوى الملل عند حالة التقصير في موعده إن كان معلوما أما إذا كان انتظاره غير معلوم وانتظار الشيء الذي مالا يحدث فكلنا على هذه الشاكة في نوع الانتظار :

حينما نفد الخبز والزيت
نفد الرز والماء
علس الفقراء .. بقايا البطاقة
حتى تضل الدماء

وعلينا إن نبحر في مياه وأعماق المجموعة الشعرية لفاضل ألغزي والتي تمخضت عن قصائد شعرية قصيرة حجما وكبيرة في المعنى كي نرى فيما اذا كان انتظاره هذا يجدي نفعا ام يحافظ على انتظاره المشؤم كي يجد فيه طريد ته في عالمه المجهول المغموس بالفوضوية وبالمفارقات والخفايا .

لنبحث سويتا في مجموعته الشعرية الموسومة بعنوان ((انتظار مالا يحدث )) والتي تحكي قصص الجياع والمتعبين وثورتهم على الواقع المقيت فاتخذ منها شاعرنا اسلوب خاص واساس قوي وصلد بخطى حثيثة لاتخلو من العثرات وذلك لبناء قاعدة شعرية مرتفعة يتكئ عليها ويقص علينا من على بناء هرمه الفرعوني حكاياتها المتداخلة الغموض ليقربها من ذهن المتلقي بالابتعاد عن المفردات والمصطلحات التي ترهق عقل المتلقي احيانا دون ما فائدة منها والتي سار في ركبها الكثير من اقرانه الشعراء ضانين من إن التزويق والتلوين في مفردات الجملة توهم المتلقي بان صاحبها على درجة من الثقافة الادبية  .

فقصائد الغزي السريالية - الرمزية جاءت من عفوية صادقة وشفاه ما إن تصل الى القلب حتى تثلجه فتشعر من إن هنالك زفيرا يخرج من اعماق قصائده ياخذنا بهوائه الحار عنان السماء :

عندما نطق الدم
اول مره
قال ياحسين
سمعته الارض
فتنفست بذرتها الاولى

وصرخ الغزي باحدى قصائده من الزمن :

هذا زمان التماثيل
فكن حجر
كي تعتلي صوة الحياة

بيد إن الزمان لم يكن يوما ما تمثالا متوقفا جامدا لاحياة فيه لانه في تغير مستمر وهذا الوصف المغموس بالخيال لايسعفه في تركيبته الشعرية فجاءت عارية خجلة .
وتحدث عن عراقيته .. عن المجهول في هذه الدنيا الفانية التي غذاها من نبعه الصافي بكلمات وسرد قصصي متكامل .
انتزع من مجموعته هذه ملابس السجين ارتداها بمجموعته السابقة (( قد يأتي )) التي صدرت عام 2008 ورماها خلف القضبان الحديدية والتي كرسها بوصفه الشاعري خواطر من شاعر سجين .. لكنها لم تخلصه من المأساة والمعاناة والصبغة السوداوية التي قضاها خلف القضبان والزنزانات ودهاليز السجن المظلمة الاانه تحول جاهدا والانسلاخ من شرنقتها فراح يغتسل جسده الحزين ويتخلص من رائحة السجن فجاءت مجموعته موضوع البحث لتمسح تلك المعاناة وارتكابه من أخطاء في مجوعته الشعرية السابقة فجمل فيه القبيح وخلع القفاز من يديه ليصافح ويبارك له محبيه مجموعته هذه .

عندما قلت
احبك
ظمأ الفرات
***
في العالم
نساء جميلات
وأنتي
احلى جميلات
العالم
**
قالت
ابتعد من اجل حبنا
أرجوك إن تبتعد
عند ذاك
صرت مجنونا
ونصف الجنون
البحث عنها في وجوه النساء

إن الغزي امتطى بمجموعته هذه مهرا جموحا عله يبلغ بها ذروة الوضوح فوجدت احيانا قالبا من السخرية والتمرد على واقعه :

الموتى في ذعر دائم
خشية احتلال
الإحياء

وهذه ألتركيبه ضعيفة المعنى وجائرة التعبير لان الموتى لايخشون من قدوم الاحياء بل يرحبون بهم وانما يخشون العذاب إن كان التعبير واقعيا اما العكس فهذا غير مقنع .

قصائد قصيرة اتخذ منها الغزي منفذا للولوج به للعالم شعري بمجموعة جميله فك عقد رموزها ببراعه فائقة فهي صرخة إنسانية من اعماق الشاعر ليعطي مثلا بارزا للانصهار بعالم الحب والمعرفه محاول في ذلك التخلص من وقوع قصيدته في مأزق  .

يبقى فاضل الغزي شاعرا يسير بخطاه الواثقة التأمل من اجل اثراء الحركة الادبية .




 

 

free web counter