الصفحة الثقافية

الرئيسية

 

| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

الأربعاء 27/1/ 2010

 

الكاتب المسرحي قاسم مطرود :
الغربـة منحتني مساحـة للبـوح والإبـداع

حاوره/ عدنان الفضلي

بين حنايا الظلم وطيات الموت وويلات الحروب يولد الإبداع لأدباء ونقاد ومخرجين وكتّاب وروائيين عراقيين، يكتبون صفحات من الألق عبر العديد من الكتابات والأعمال اللافتة، وليرفعوا بذلك من شأن بلادهم، في وقت قدر لأبنائه الطرد خارج أسوار الوطن من قبل الأنظمة الدكتاتورية، لا لشيء إلا لكونهم ناهضوا الظلم والاستبداد ورفضوا الحروب المجانية عبر أعمالهم التي أخذت حيزها، ولعل قاسم مطرود واحد من أولئك الذين احتفظوا بانتمائهم لوطنهم مصرا على البقاء سفيرا للمسرح العراقي يتحدث باسمه لا باسم الدولة التي احتضنته مغترباً.
وقبل أيام وأثناء زيارته العراق سنحت لنا الفرصة للقائه فكان لنا معه هذا الحوار:

* مقارنة بالمتحقق من الحرية كيف ترى المسرح العراقي اليوم؟
-
حال المسرح العراقي كحال أي شيء في هذا البلد كونه كائناً حياً ينمو ويتفاعل مع مجريات الأحداث التاريخية واليومية فان أتيح حيز ما من الحرية للمواطن أو للشارع أو إلى أي شيء فسوف يتمتع المسرح بذلك الحيز نفسه أو قد يختلف نوعا ما بمعنى أو بأخر، فالمسرح مرتبط بحياة ونمو المجتمع العراقي سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.

* الاحتكاك بالمسرح العربي والعالمي ماذا غير في توجهاتك المسرحية؟
-
كثيرة جدا هي التغييرات، ومن لم يتغير فهو من جماد وعلينا أن نلاقح أفكارنا مع المسرح العربي والمسرح العالمي لأنه لا يمكن لنا أن نعرف أين نقف إن لم نطلع أو نشاهد أو نلامس تجارب الآخرين وأنا من المحظوظين لأنني اعمل يوميا ست عشرة ساعة في المسرح واحضر الكثير من المهرجانات العربية والدولية وبمعدل خمس عشرة مرة لكل عام، مما أتيح لي فرصة المشاهدة والتواصل واللقاء مع الآخرين عن قرب ومعرفة واقع المشهد الثقافي والمسرحي والإبداعي عربيا ولنقل عالميا نوعا ما كي استطيع أن أقارنه مع المسرح العراقي، حقيقة الأمر أنا استفدت الكثير من مشاهداتي ومشاركاتي كناقد وباحث فانا أقمت ورشا في التأليف المسرحي وفي النقد المسرحي وكنت عضو لجنان تحكيم ومكرم عدة مرات، كل هذا أتاح لي الفرصة الطيبة بان أقارنه مع ما يحدث لمسرحنا العراقي.

* التشفير في بعض النصوص المسرحية هل يخدم العمل المسرحي؟
-
التشفير ليس بمتواجد في النص المسرحي فحسب بل التشفير موجود في الأدب والفن كله والتشفير يعني (الرمز) ويبقى الفن والأدب يحاكي ما هو غير مباشر، فإذا تحدثنا عن العرض المسرحي فانا بالضد تماما مع من يستخدم (اليومي) في المسرح وهذا على سبيل المثال لكون العمل اليومي لقمة سائغة نمضغها وتنتهي بعد المضغ، وأنا ضد من يستخدم الفعل اليومي في العرض المسرحي فمازال المسرح في تصوري لا يعمل لليوم فحسب بل انه ينطلق من اليوم ليبني الغد وهكذا نحن نرى الكثير من النصوص المسرحية الخالدة مازالت باقية مثلا هاملت بقي حيا ومات شكسبير لان شكسبير لم يكتب ليومه بل كتبها لتعيش خمسمائة عام وستبقى خالدة، فالمسرح الحقيقي هو الذي يناقش الفكرة ويناقش ما يحدث لواقعنا والمشاكل الكبيرة جدا ويطرحها بشكل فني وإبداعي كبير، لهذا لا نعني بالترميز أن نرمز فقط، فعلى سبيل المثال لا نريد أن نعمل ماكبث لنقول انه صدام بل علينا دائما أن نأخذ إطار الإبداع لان الإبداع يصف ولا يحكى عنه بهذا الشكل، والرمز ضرورة إبداعية في النص والعرض المسرحي.

* تكرار مشاركة أسماء معينة في المهرجانات بماذا تفسرها؟
-
أقول جملة: (لا يصنع تاريخك غيرك) لكنني ضد الانتهازية، ولست ضد من يشارك بشكل دائم لكون الذي يسعى للمشاركة لم يرتكب الخطأ وليس عيبا، فمن حقه أن يقيم علاقات واسعة مع العالم العربي والعالم بأجمعه وإذا استطاع فهذه نقطة تسجل له ويفترض على كل فنان أن يفتح افقه الإبداعي والفني والإنساني على الآخرين ويعرف كيف يتعامل معهم، أقول واكرر لست مع الانتهازية والنكوص بالشخص وأنا ضد التملق لكن عندما يكون لديك عمل أو تكون تجارتك رابحة أو مخزونك نفيس فسيستقبلونك في كل مكان، وعندما تكون واقفا على ارض هشة فلن يستقبلك احد، كن قويا يستقبلك الآخرون وكن مبدعا سيرحب بك الأخر، كما اعترف إن هناك محسوبية في بلداننا العربية، وكثيرة هي الأسماء التي ترشح نتيجة (الواسطات) أو العلاقات ولا أريد أن اضرب مثلا بذاتي إلا انني خرجت خارج اللعبة لأني غير منتم ربما لدائرة السينما والمسرح أو أي دائرة في هذا البلد إلا انني انتمي للوطن فقط فانا كاتب مسرحي وليس هنالك مهرجان عربي ليس لي فيه نصا وهذا لا يعني أنهم يخافونني أو انني صاحب سلطة، ولكن كل ما هنالك أن نصي فرض ذاته، وأخر نص شاركت فيه كان في مهرجان قرطاج وقبله (التجريبي) في مصر وفي وسطهم كان هناك نص باسم (حاويات بلا وطن) والكثير من النصوص التي شاركت في المهرجانات العربية والدولية.

* المخرج العراقي مازال يتعامل مع النص العالمي هل يعني ذلك إننا نعاني من أزمة نص؟
-
هذا افتراض أقف ضده فلايزال الكثير من المسرحيين يقدمون نصوصا عربية وعالمية وليس العراقيين فقط من يتعاملون مع النص العالمي بل العرب كلهم لديهم عقدة (الخواجة) وربما لو سألت أي شخص غير المخرج العراقي هل تفضل اقتناء المنتج الوطني أم الأجنبي فيجيبك عن تفضيله المنتج الأجنبي، ولكن لنعترف أولا بان هناك نصوصا مكتملة لكتاب كبار مثل اربال وبيكت ويونسكو وشكسبير وكتاب عالميين لا حصر لهم، لكن هذا لا يعني بأنه ليس لدينا كتاب نص مسرحي عرب أو عراقيين فهناك من لديهم بصمتهم في المشهد المسرحي العربي والعالمي ويمكنني أن اذكر لكون اللقاء معي، إني كتبت أكثر من (35) نصا مسرحيا ولي نصوص ترجمت إلى عدد من اللغات مثل الانكليزية والفرنسية والهولندية والسويدية وقدمت بكل هذه اللغات وقد كتب أديب بدرجة بروفيسور عن تجربتي المسرحية قائلا:ها نحن لدينا كتاب معاصرون .

* النقد المسرحي العراقي كيف تراه الآن ؟
-
النقد ليس في العراق فقط وإنما في العالم العربي هو نقد متراجع أمام الإبداع والأسباب كثيرة منها انه ليس لدينا مجلات متخصصة في النقد المسرحي كما إننا لا نملك معاهد وكليات تعنى بتخريج دفعات مختصين في النقد المسرحي أو الأدبي. لدينا في أكاديمية الفنون الجميلة أقسام الإخراج والتمثيل والأزياء وغيرها ولدينا في معهد الفنون الجميلة الأقسام ذاتها ولكن ليس لدينا قسم لتخريج نقاد، فنحن اليوم نعتمد على النقد الصحفي أو النقد التصويري بمعنى إن هنالك من يأتي ويشاهد العرض المسرحي ويكتب قناعاته التي تتوافق مع العرض المسرحي وسيقول عنه كان عرضا سيئا أو جيدا وهذه معايير شخصية.

* تحويل مسرح الرشيد إلى مقر لفضائية بماذا ترد عليه؟
-
أرد ردا احتجاجيا كبيرا، فلو حولوه مقراً للرئاسة فانا ضد ذلك وأتمنى أن يبقى مسرح الرشيد صوتا إبداعيا للمسرح وان تحول إلى قناة فضائية أو سفارة أو أي مؤسسة لا علاقة لها بالمسرح فسأقول حينها أنها جريمة العصر.

* الغربة ماذا أخذت منك وماذا أعطت؟
-
الغربة أخذت وأعطت.. أخذت مني شوقي الكبير إلى أهلي وأحبتي وأصدقائي وأعطتني الكثير الكثير المساحة الواسعة للبوح والإبداع من دون خوف وأعطتني مجال التواصل مع الآخرين لأنني لو كنت هنا لغاب صوتي عن الوصول إلى الآخرين ربما لصعدت أسماء لا تستحق ليبقى اسمي غائبا.
لأنني دائما مع المعارضين (معارض لتيارات المحسوبية) والغربة أعطتني المساحة في أن اكتب ما أريد وقد أنشأت مجلة مسرحيون، وهي أول مجلة عربية متخصصة وانأ رئيس تحريرها ولو أني بقيت هنا في العراق أمام هذا الدمار فلا اعتقد أني سأحقق شيئا ليس لذاتي فقط وإنما للمسرح العراقي وبإمكانكم استرجاع أرشيفي وسوف تجدون قاسم مطرود مازال سفيرا للمسرح العراقي في المهرجانات على الرغم من انني احمل الجواز البريطاني والجواز الهولندي. وعندما ادعى لمهرجان أو أكرم فاني ادخل بصفتي (مسرحي عراقي) وقد كرمت مؤخرا في عمان بتسلمي درع الإبداع العربي كوني مبدعا عراقيا وليس مبدعا بريطانيا أو هولنديا ومثله درع الإبداع العراقي وللسبب نفسه.

* موقع (مسرحيون) كيف تقرأ تأثيره بالواقع المسرحي العراقي؟
-
أتمنى أن يحول هذا السؤال لغيري ومع ذلك أنا عندي رد ربما تعتبره مبالغاً فيه فأقول :لا يوجد مسرحي عراقي لديه انترنت لم يرتشف من (مسرحيون) بل ويمكنكم الذهاب إلى أكاديمية الفنون الجميلة وتسالون طلبة الدراسات العليا وسترون إنهم اعتمدوا على (مسرحيون) في دراسة الماجستير أو الدكتوراه هذا ليس في العراق فحسب وإنما في العالم العربي أيضا.

* هل تتابع مسرح المحافظات حاليا؟
-
نعم مسرح المحافظات مسرح نشط واخص بالذكر مسرح الناصرية والبصرة والديوانية وأنا في مكتبي انتظر ما يسفر عنه مسرح المحافظات من نتاجات وقد وجدت مسرح الديوانية والناصرية والبصرة يتنقل بشكل جيد وهم يراسلونني ويطلعونني عن منجزاتهم الإبداعية وهذا يفرحني كثيرا.

* تجربتك في الغربة كيف ترسمها؟
-
هناك نصوص وقعت بيد الآخرين مما أتاح لهم فرصة الكتابة عنها وقد كتبت عن تجربتي خمسة مؤلفات منها
1- ( الواقعية في المسرح العراقي/ قاسم مطرود نموذجا)
2- (قاسم مطرود في مرايا النقد المسرحي)
3- (المرأة في مسرح قاسم مطرود) وهذه كانت باللغتين العربية والعبرية لأنها دراسة دكتوراه في جامعة القدس
4- (قاسم مطرود الحب والحرب والمنفى) وكتب أخرى لا أتذكرها  .
أما الكتب التي الفتها كانت تسعة كتب ولدي أكثر من (35) نصا مسرحيا.

 

 

free web counter