الصفحة الثقافية

الرئيسية

 

| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

 

الأثنين 27/2/ 2006

 

 

 

رأي العين
مختارات شعرية لمنعم الفقير

 


تقديم جريته غوستبول وزيرة الثقافة الدانماركية السابقة

ستصدر عن دار آفاق للنشر والتوزيع في القاهرة مختارات شعرية للشاعر العراقي منعم الفقير المقيم في الدانمارك، بعنوان "رأي العين"، قدمّت لها الكاتبة ووزيرة الثقافة السابقة جريته غوستبول الأمين العام للمجلس الدانماركي للتعاون الثقافي مع الشعوب.
يضم كتاب رأي العين قصائد مختارة من المجموعات الشعرية التالية: "بعيداً عنهم 1983، المختلف 1986، كتاب أسئلة العقل 1990، أثر على ماء 1991، لا جسد في الثوب 1995، حواس خاسرة 1996، كتاب الرؤيا 1997، معاً 1998، نادراً 2000. وقصائد من مخطوطة "أنا الذي رآكِ فكان".يقع في 108 صفحة من القطع المتوسط.
فكتاب رأي العين المنتظر صدوره في ربيع هذا العام هو طبعة ثانية، إذ صدرت الطبعة الأولى في بغداد في صيف 2005 عن مطبعة جريدة الصباح. ويعدّ أول كتاب يصدر للشاعر منعم الفقير في وطنه الأم العراق، مسقط رأسه بغداد التي نفي عنها ربع قرن.



فيما يلي التقديم، قصائد من المختارات، هامش ثم نبذة عن الشاعر.



الشعر ينشئ الفهم


Grethe Rostboell جريته غوستبول *


منعم الفقير شاعر رفيع، ذو شعر يتخطى حدود البلدان، وقصائده الجميلة تحمل حكمة كبيرة عن الوجدان الإنساني. أما قدرته اللغوية فتشكل فهماً عميقاً عن العالم، المشاعر والأفكار.

ينطوي شعره على متضادات كثيرة، ولذلك فان إصدار مختارات من شعره سوف تتيح فرصة جميلة للقراء العرب للتعرف على جوانب مختلفة من تجربته. شعر منعم الفقير يشير إلى خلفية جلية عن الأدب العربي الكلاسيكي وعن الأفكار الصوفية. كما يعبر في قصائده عن الألم الكوني، وشعره يتوغل عميقاً في جذور تربة يحيا الشاعر بعيداً عنها.

في شعره يسافر منعم الفقير في بعد روحي بين عوالم متعددة. يقول: "الأرض حقيقتي"، وهو في الوقت ذاته، يجده "الخاسر الظافر". وقصائده تقوم على التعالي والتواضع في آن واحد. يكتب منعم الفقير عن قناعة روحية قوية عن الشعر، فالشعر هو أرفع مقاماً من هذا العالم الذي نعّده حقيقياً. فالإنسان ملقى في عالم لا يستطيع الفرد فيه أن يلمّ به، لكن الشعر يساعد على الفهم ويمكّن من تنظيم الفوضى التي تحيط بنا.

كأسراب عصافير مهاجرة دقيقة التنظيم، ينسق الشاعر منعم الفقير كلماته وأفكاره في كونه الشعري. الصور والمجازات تشكل عبر العين التي تقرأ القصائد وعبر الوعي الذي يدرك الفلسفة الكامنة وراء الكلمات.

والأفضل هو أن يستمع المرء إلى الشاعر منعم الفقير وهو يقرأ شعره، فهو يملك صفة موسيقية مؤثرة، ويتمتع بقدرة على التأثر وتحويل متلقيه إلى جزء من مشهده الشعري، هناك أداء متبادل، فبين النص وإلقاء الشاعر توجد وساطة رفيعة.

أتمنى أن تصل القصائد إلى أكبر عدد ممكن من القراء، كي يتعرفوا على تجربة شعرية عالية المستوى والجودة، نعم، شاعرية رفيعة، غير عادية، وذات نوعية عالية الطبقة.


* كاتبة دانماركية ووزيرة ثقافة سابقة


قطوف من قصائد المختارات:

الدمعة رأي العين

العين وطن الدمعة

ما تذهب إليه العين
لا تدركه اليد

*
العين وطن
أنا دمعة مسفوحة
على خد لمنفى

*
الدمعة التي تغادر
لا تعود أبداً

*
عيني تضحي بآخر دمعة
لأجل حزن لا آخر له

لو كنتُ عيناً لأنكرت دموعي
 


جسدي بيتي

العالم بيتي
العراق غرفتي

صناعة وطن

مرة أخذتُ:
قليلاً من التراب
قليلاً من الأعشاب
قليلاً من المياه
وكثيراً من الأسلاك
وصنعتُ منها وطناً
فهل أسميه "عراق"؟


الجندي

لم يكن هشاً حدّ الكسر
ولا ليناً حدّ الطي
كان يسبح
في وحدة موحشة، موحشة

في الإجازة الأولى:
عاد في شاحنة
في الإجازة الثانية:
عاد في باص
في الإجازة الثالثة:
عاد في صندوق


الفم وطن الكلمة والأذن منفاها

*
لن تجعلوا
من فمي زنزانة
يقضي فيها
مدى حياته
لساني


*
صوتي السائب
ينقب
عن مأوى
في أذن خربة

*
اسمع صوتاً مدوّياً
يعتذر
عن كلمات لم أقلها

في فمي يتآكل الكلام


كل صمت العالم لا يساوي كلمة

*
أنا صورة العالم
الذي هو ليس صورتي


*
ستأتي تلك اللحظة
التي أجدني فيها خارج العالم
عندها
سأعرف أي كهف مظلم
هذا الذي خرجت منه

*
منْ ذا الذي عاقبني
لأكون:
على هذه الملامح
وبهذا الاسم
وفي هذا العالم
قطرة في بحر من البشر

*
من فمي يعرف البحر طعمه
ومني يتعرف الجمال على جماله

*
جوعان
يجوع بي الجوع
أنا الجائع الأبدي
جوعان
إلى
كل
شيء
وكل ما حولي جوعان
لا خبز يودي بجوعي ولا جوع
ألا يموت من الجوع الجوع
 


أنا الحاضر وسط من غابوا

*
مثلما لا ينفصل
الضوء عن النار
لن أنفصل عن العالم
 

الغرفة ثوبي الحجري

أنا تركة العالم المتروكة في حجرة

أنا
سليل غرفة
تنهي
سلالتها بي

*
في الشرفة المتطلعة
كرسيان صبوران
وطاولة قنوع
عليها فنجانا قهوة متوجسان
الأول انتهى للتو
الثاني يستغيث بالرائحة


*
البيت
لا يخرج إلى الحديقة
ولا يذهب إلى السينما
بل ينام بأشيائه
ليكسر شيئاً في روحي


*
البيت مثواي الأخير
كل مساء
أشيع إليه جثماني

*
فم باب البيت
يبتلع
جسده كل يوم

*
استولت عليّ الغرفة
شدّت قدميّ
وبجدرانها سورت
جسدي
وعلى بصيص شمعة
أمضت الليل
بتدوين اعترافاتي

*
في الغرفة القديمة
ذات الجدران المتآكلة
أنفض
جسدي كل يوم
كيلا يغطيه الغبار

*
إنا مأهولة بك
أنا خاوٍ منك
قالت الغرفة وقلتُ
 

العقل هفوة الجنون

حين
يتداعى العالم
يقوم العقل

1
العقل
خدعة
الطبيعة

2
العقل
أبن
العالم
العاق

3
نهاية
عقل
أمهلوا
الجنون

4
لماذا
يسكت الأصبع
على جريمة الكف

5
البحر رائع
عندما
أكون أنا
رائعاً

6
هل كان
للبحر لون آخر
فاغتاله الأزرق

7
حدود روحي
حدود وطني
 

بركة الجنون

الجنون خطوة نحو العقل

يا بيتر فيريك (1)
ما الذي تنتظره
من منظر "بركة الجنة"
في "نورثامبتون"

أما زلت تظنّ
أن قبلة واحدة
تصلح الجنون
والسور الذي يحيط
بمستشفى "ماساتشوسيس" (2)
لا يمتد أبداً

وبوصة واحدة
ستسع لطوفان العقل

أحياناً
سعةُ البحر
تشقي العينَ

بالطبع لا
لن نغتال الرغبة في المجهول
غداً
ستغدو المستشفى عاصمة
والأصحاء
ينتحلون صفة المرضى

والقبلة
ستتمرد على الفم

لأن الأذى
لا يذهب قطعاً بقبلة



1- بيتر فيريك شاعر أمريكي
2- مستشفى للمجانين والمصدومين ورد في قصيدة بالطبع لا للشعر فيريك
 

 

الحزن فرح مهزوم

من أين لي ساعة
تتوقف لترى فرحي
وتسرع إن اقبل حزني

الألم

لو كان الألم أبيض
لزينا به
واجهات المنازل
وصالات الاستقبال
لأنه أسود
فقد أخفيناه
في أسفل درج
من القلب

*
أيها الألم
الذي أتيت دون تمهل
علامَ تتمهل
عند المغادرة

*
يا فرحي
لن أنساك
مهما بعدت أو دنوت
لأجلك فقط
حزنتُ كل هذا الحزن

*
أنا
النغمة الحزينة
في سيمفونية العالم
المرحة

لولا الحزن لما عرفتك يا فرحي

ليس لي إلاّ أنا

*
العالم
يقتصد بالفرح
ويسرف
كيفما اتفق بالحزن

*
الفرح منّة العالم
الحزن هبة البشر

*
الحزن شبيهي
والفرح شبهتي

*
أنا نشيد فرح
لا يتوانى
عن ترديده الحزن

*
تسرّب إليّ الحزن
كالمطر الغزير
عبر
مظلة
فرحي
المثقوبة

لولاي لا حزناً كان
ولا فرحاً سيكون

الحزن عقوبة على فرح

*
أنا
منطقة نزاع
يتنازع عليها
حزن
منزوع أنا عليه
وفرح
منزوع أنا منه


*
يتركني الفرح وشأني
فيما
يتركني الحزن وشأنه

*
أي فرح
هذا الذي تعيش من أجله
لا فرح لكَ
أنتَ الذي أغويت كل الأحزان

*
أي فرح هذا الذي تنشده
أنتَ الفرح الأبدي
الذي تطوف من حوله الأحزان

*
دللتِ أعضائي بمتعة رغباتكِ
قلتِ:
ألم الكون حمل الكائن على التكوين
لا تتألم فتؤلم لذّتك
من اللذّة كنت ومنها كان الكون ويكون

لا تتهافت على فرح لا يهفو إليكَ



أنت كلمة معناها أنا

قلت لي:
الصحيح منْ يقدر على تصحيح نفسه
ثم اعتذرت قائلاً
منْ صحح نفسه فقدها

*
كل منْ ذاق عرف إلاّ أنت
أنت الحاسة والمحسوس
أنت الطعم واللسان، الصوت والأذن،
الأنف والرائحة
لا تبسط العقل وتطوي القلب

*
لا تدع ما يفسد صباحك
ويضيق رحابك
ضع في يدك يدك
وامضِ الوقت في الحديث
عن ذكرياتك التي لا تحدث

*
ميلك استقامة
لا تحزن، فنفسك معك
أينما كنت وأنى ستكون
لا تضلّ عنها
الضلالة عبارة الخائفين
الضلالة نزهتك في متنزه
لا ينزّه إلاك

*
لا تبتهج من الخوف ولا تخف من البهجة
لا تساوِ بين البهجة والخوف
إن أبهجك مشهد البحر، فلا تخف إن غمرتك مياهه

*
بعدما صار حضورك غياباً
أخذت تنصرف عن فرحي
وتقبل على حزني

الثقة الباب الذي يصعب إقفاله

*
يفضح نومي حلمي عنك
بلا كلمات نسرف بالحديث
لا تكن وردة في مزهرية سواك
فيأتي عليك ذبوله
اقتصد بالثقة وأسرف بالحذر
حذرك ثقتك

لا تكن مرفوضاً منك
ومقبولاً من سواك
لا تكن تراباً فيحط منك
ولا ذهباً فتحسد عليك
كنْ أنت
فيكون منك الكون


المستقبل

المستقبل خيبة الحاضر

بعيداً
ذلك الذي نطلق عليه المستقبل
مثل كائن أسطوري أو مهرج
يلعب بمهارة بالخيال والحقيقة

بعيداً يبقى
يتوعد شموع يومنا
بهواء غده
انه من هناك
يدخن أيامنا
بهدوء
وبهدوء يقضم الحاضر

ماضي الكون مستقبله

*
سأهرب منكِ
إلى أعلى نقطة
من قمة مستقبلي الشاهق
من هناك أتطلع إليكِ
كيف
تغدين نقطة لا تذكر
في ذكرياتي
أيتها اللحظة القاسية

*
كجدار مشروخ
أقف أمام حاضر متداع
ماض شامخ
يشيد صرح ذكريات
يتجاهلها النسيان
مستقبل عجول
يتوّجني غباراً
على أطلال مصير


البحر ثوبي المبلول

سأشي بمساوئ اليابسة إلى الماء

*
على اليابسة
يجفف البحر
أحلامه

*
يحدّق
هذا البحر المتحفز
كأنني مطلوب له
بنجاة

كلما رآني الماء أحس بالعطش

*
يتركني
مسمراً على شاطئه
ويهرب
بنظراتي البحر هذا
ليندهش
بها من منظر شمس
تفضل
الغرق على التشبث بالسماء

*
رأيتُ
خصلات شعر عائمة
كفاً مبلولة تلوح
فماً يستغيث
صرختُ:
كيف ينقذ غريق غريقاَ

الماء حديث الكون السائل

*
أمضي
إلى البحر يومياً
لأروي بزرقته
عطش عيني
إلى لون

قبل أن أنتهي من محو اليابسة غمرتني المياه

أقاوم مدناً محتلة بالغياب

لا مدينة تصنع من حلم
ولا حلم يقوم من مدينة

أصنعُ مدناً
وأتوهم لها سكاناً

أصنعُ شوارع
وأتصنعُ لها مارة

أصنعُ زحاماً
وأتصنعُ التذمر منها

أصنعُ أرضاً
ثم
أسحبها في غفلة
من تحت من الأقدام

أصنعُ كراهية
وأتصنعُ الحب

أصنعُ أحزاناً
ثم
أدعي الفرح

أصنعُ موتاً
ثم
أتنكرُ له بالحياة

أصنعُ روحاً
لأتمرد عليها بالجسد

أصنعُ ذنوباً
ثم
أتصنعُ المغفرة

أصنعُ شمساً
وأحتج عليها بالظل


أمنيات أخيرة

سأصير هواءً كيلا يراني أحد

آه
لو كنتِ شجرة
كلماتكِ الأوراق
يداكِ الأغصان
مرفوعة أبداً

كم تمنيتُ أن أكون سماءً
كيلا تتشرد النجوم

السماء ليست لنا
إنها للنجوم

وتمنيتُ أن أكون صخرة
ليتحطم عليها الهواء

كم تمنيتُ أن يعثر عليّ الليل
وأنا متلبس بماء البحر

حين أكون بحراً
سأحرق القفطان الأزرق

كم تمنيتُ أن أكون محيطاً
لأطوق وإلى الأبد الأرض
بذراعيّ

كم تمنيتُ أن يكون للأرض قدمان
لأحثها على السير
وتمنيتُ للأرض فماً لتصرخ

أيتها الصرخة
أين فمك

كم تمنيتُ أن أكون فرحاً
كي يعرفني الجميع
لو كنتُ حزناً لانتحرتُ

كم تمنيتُ أن أكون أملاً
كي أسكن الجميع
لو كنتُ يأساً
لما عرفت أحداً سواي

كم تمنيتُ أن أكون خوفاً
لأسكن الخونة

وتمنيتُ أن أكون ضحي
لتسكع الكون

لو كنتُ شمساً
لأمضيت الوقت في الزنازين

كم تمنيتُ أن أرى الليل
يعانق النهار

وتمنيتُ أن أكون مرآة
لأقول ما أراه

لو كنتُ مرآة
لتشمتُ بوجه القتلة

كم تمنيتُ أن أكون إلهاً
لأصنع منْ أحب

كم تمنيتُ أن أوجدكِ
أنىّ أكون ومتى أشاء

وتمنيتُ أن اسرق أثوابكِ
لأضعها على مشجبي

تمنيتُ أن أراكِ كل صباح
لأقص عليكِ أطياف الليل

والآن ما من أحد
حتى هذا الكتاب
يا له من صديق
يصمتُ
كلما أشحت عنه بصري


الوجه حديث المرآة

تتملى
المرآة وجهي
فتملي
عليّ ملامحه

*
كل صباح
تقترح
عليّ المرآة وجهي
فأقبل على مضض
هذا الاقتراح

*
كل صباح
تتراجع عني خطوة
هذه المرآة

*
لم تعد كتوماً
فكل صباح
تفشي المرآة
تجعيداً جديداً

*
المرآة حزينة
على وجهي
الفرح بها

الوجه محنة المرآة

*
كلما ضيّعت
التجاعيد وجهي
عثرت عليه
في مرآة

*
شوهد هذا الصباح
ابتسامة غربية
تواقع فماً غريباً
في مرآتي

التجاعيد ورطة المرآة

*
استيقظت مبكرة
أخذتْ حمامها الصباحي
فرشت أسنانها
واتجهت نحوي
هذه المرآة

*
المرآة تتهم
وجهي بالتجاعيد
لتبرأ منها أعواماً
تنتحل صفة عمري

*
أخون المرآة
فتقتص مني
بالتجاعيد

*
أودع
المرآة وجهي
فلا تدع
على وداعته وداعة

*
ما رأيته
بالأمس أخافني
رأيت
صورة وجهي قد خلت
من البراءة والوداعة
تألمتُ
كيف نمت هذه الملامح البربرية
دون أن أدري

التجاعيد ذكريات المرآة


النسيان قصاص الذاكرة

الذكرى فعل منْ لا فعل له

*
أيها اليوم الجميل
امنحني فرحة
لا تكون في الغد
مجرد ذكرى

*
إثر كل لقاء
أصنعُ
ذكرى عني
وأخرى عنك
ثم أودعهما
في خزانة ذاكرتي
خوفاً
عليها من نسيانك

*
كل يوم يمضي
أخرج من علبة الذاكرة
ذكرياتي، ذكرى، ذكرى
أرممها
أنظفها مما يعلق بها
أخشى
عليها من صدأ النسيان

*
لن أكون في مكان
لا تدين لي ذاكرته
بذكرى

*
هذا الحزن
يتناول
بشراهة ذكرياتي
لا يترك
ذكرى واحدة
يسدّ
بها النسيان جوعه

*
امضي وقتاً طويلاً
في الحديث إلى نفسي
أتحدث عن ذكرياتي
تلك التي لم تحدث

أجمل ما فيّ ذكرياتي عنكِ


أنتِ فرقي عن سواي

أنا الأمل الوحيد
الذي
لا تبخلين عليه باليأس

*
أبحثُ فيكِ عنكِ
فيما
تبحثين أنتِ فيّ
عن سواي

*
أريدُ
أن أحطّ عليكِ
كما تحطّ النوارس على البحر
وأتعلق بكِ
كما تتعلق النجوم بالسماء

1
الندى الذي حطّ على وجهكُ
براحتيّ مسحته

2
الآن وجهكِ خالِ من الندى
ومن لمستي

*
هذا المساء
سآتيك عارياً
لا تزيدي
عريي عرياً
بإغماضه عينيك

*
يا لسعادته
يأخذك عارية
بين جدرانه
هذا البيت

*
كل نظراتي ودائع
في خزائن جسدك

*
فيضي بغزارة
اغمريني
من أعلى رأسي
وإلى أسفل قدمي
دعيني
أذوب فيكِ كلياً
حتى
لا يبقى شيء مني
عداكِ

*
بفرح واثق
اخترقت حشودهم
مهربة تحت القميص
لمساتي

أنا الذي رآك فكان

*
سأشيع الفتنة
بين جسدي النقي بالإثم
وروحي الآثمة بالنقاء

كوني أنتِ لأكون أنا

*
لا أعرفُ
كيف حدث ما حدث
رأيتُ
ليلة البارحة
امرأة تنهض منكِ
ورجلاً ينهض مني
وعلى مرأى منا
راحا يتعانقان

أنوثتك تصلب العالم لليونة

*
كل ليلة
أنا وأنتِ
نخلع أثوابنا
نقفز
في بحر النوم
نعوم
نغطس
وحين يهددنا الغرق
يصنع
كل منا، بعيداً عن الآخر
حلم نجاته

من ليل إلى ليل أنوء بك

أنتِ أنا حين أحب أن أكون امرأة

*
رسولك الهواء
فتحت له
أبوابي ونوافذي

بحفاوة استقبلته

هذا الهواء
حدثني عنكِ
بمنتهى الرائحة

*
أنتِ الوردة
وردتي الأولى والأخيرة
علام
تسيئين إليّ بالذبول

أنتِ ثناء الكون عليّ

*
سآتي ليلاً
بمعطفي المبلول
ووجهي الشاحب
أنقرُ على الباب
لا تفتحي الباب
أنقرُ على النافذة
لا تفتحي النافذة

وحين أمضي، انظري إليّ
عبر الستارة
أو من ثقب المفتاح


انتظار

لما مرت على انتظاره لها
ساعة وساعتان ولم تأتي
تركَ
خده يلامس المصطبة بهدوء
وقال:
أيتها المصطبة، هل يمكن أن
أراكِ غداً بنفس المكان

استبدلني بكِ لأقع في حبي



كل شيء من الأمس
وإلى الأمس كل شيء يعود

علامة وجودي أضوائي

*
على مشجب الليل
يتدلى:
النوم
الحلم
العالم
الرغبة
وأنا

*
سأحكم إغلاق
الأبواب والنوافذ
تاركاً إياه
يتسكع وحيداً
هذا الليل

*
أيتها الليلة
أية أحلام صنعتها من أجلي
بعد أن غامرتُ
من أجلكِ بالنوم

*
بلا دعوة
زارني الليل
جلس عند حافة السرير
تحدثتُ إليه فأصغى
عرض عليّ النوم
واعتذر عن الأحلام

النهار الجانب المضيء من الليل

*
هذه الليلة
دونما سبب
وهبتني نومة هادئة
لا يوقظني فيها حلم

*
سيأخذ بيدي الليلُ
لنطوف معاً في أرجاء النوم
عسى
أن تعثر عليّ أحلامي

*
أيها الحلم
من أجلك فقط
سألقي بنفسي
في بئر عميقة من النوم

*
هذا النوم يقف أمامي
فاغر الفم
يحدّق بي،
ولا ينقّض عليّ

*
أحمل أحلامي الأجمل
وأمضي إلى النوم

أي امرئ أنا
ما ألتذ به
أنني أقطف أحلامي
حلماً
حلماً
من شجرة النوم

أني الآن في بلاد موحشة
فرت منها الأشجار
أمامي تراكمت قدماي
فيما يجثم على صدري قلبي

ها نحن
أنا والحلم
نحن الاثنان
وحيدان في غابة النوم

*
جردتُ
الليل من النوم
فجردني
من الأحلام

*
عندما ينفرد بك الليل
لا تمنِ نفسك بالصباح
إنما بزوال الليل


المختلف

أنا المختلف
ميثاق خطته:
البحار والأرض والعواصف
بالماء والتراب والريح
ونقشته:
الجبال والقمر والشمس
بالحجر والضوء والنار

لم أزل
وجهة لا جهات لها

النهار شمعتي
الليل عباءتي
الأرض كرتي
وأنا سارقها من يد الماء
تضيق بي ولا أضيق بها

كل ما أراه ملكي

النار فرقتها الأرض
فجمعتها
والضوء آويته
في مصابيحي

في العتمة
يختبئ الضوء

ظلي في الضوء رهينة

(أيها الظل عد
كيلا يخدّشك الصخر)

وقفت في الظلال
كيلا تنكرني الشمس
أنا أعصي العاصفة
وأطيع الهواء
في كياني الكلمات حجر
وفي الفضاء، هواء

جعلني
السهل أرى
والغناء أسمع
والأحلام
أغرتني بالنوم

(الليل
حجاب
المرايا)

الليل ما يفصل

تنام الأشجار دون أن تطفئ المصابيح
وتصحو دون أن تزيح الستائر

(ما تراه العين
لا تلمسه اليد)

لم أسئ للنار
بحبي للماء


الأرض

سأرفع الأرض بيدي
أنفض عنها الغبار
ثم أضعها على كتفي

أنىّ اتجهت
فالأرض بيتي
أدعو
الماء
والشجر
إلى وحدتي


تيه الأعضاء

أنا الناطق الأوحد
والنادم على نطقي
أنا المقبل دون نداء
أنا منْ يسأل
ولا يجيب سواي
سأجمع ما قلته
من أذن الهواء
أنا ضيف روحي
التي ما استضافها جسد
لم أعد قامتي للسجود
ولا قدميّ للهرب
ولم أختر الجسد
للروح منفى

منْ لا يرى وجهي
لا يراني
منْ لا يعرف اسمي
لا يناديني

(لم ابعد فلِم ترفع صوتك
يا منْ تناديني)

مقامي جسدي
جلسائي أطرافي

الجسد تيه الأعضاء

رأسي البائع
السوق جسدي
والبضاعة أعضائي

أيها الجسد
سأتركك نائماً
وأهرب

أثقل ما بي أثوابي

لماذا أصغر
ما في جسدي رأسي


الباب

منْ ذا الذي يقف
على بابي ليسأل

أنا صانع
الأبواب وأقفالها
لا باب لي
لكي يطرقه أحد
ولا طريق يؤدي إليّ

أنا الغائب
منْ أرشدهم


المختلف

أنا لا أمحو غيري
ولا أثبت نفسي
الطمأنينة بئري
والخوف دلوي

لم أنكر على الأشجار خضرتها
ولا على الجبال صخورها
فلماذا
ينكر جسدي روحي

أنا العزيز المعز
أنا الذليل المذلول

الحكمة
عصاي

النوم يخطفني
ويرشوني بالأحلام

لئلا أغرق صنعت قارباً
حين أتيه أو أغرق
فشواطئ نجاتي، انتحاري

الغضب
متنزه
الروح

(منْ يشي بالقلب
غير النبض)

لم أحمل هراوة
فعلام يفرّ السراب

في هذا العالم الشطرنج
يحلم الجندي بالعصيان

لا غرور للهزيمة
ولا تواضع للنصر

أنا سميت الهوّة
لأحذر منها

لماذا
لا يعتذر الخطأ
إلى الصواب

إلى الرقدة الأخيرة
تقود الإبرة الخيط

حين
تكفّ الأشياء
عن الوجود
لن أستيقظ

منْ بيع الهدوء
في سوق الضجة

الأمل يأس
في حالة عجز

الرضا ليس صفتي

(منْ يشقي المرض
غير العافية)

من أجل الخلود
تتبدل هيأتي

لماذا يكتبون أسماءهم بقلمي

وباء الأحكام المغفرة


خاتمة

والآن
هل تعيرني
الأشجار ظلالها
وتمنحني الأرض قلبها


مفر

أشجار المنفى دائماً رمادية

سألك طريقاً
غير طريقي
قد
آخذ الغيمة عربة
والهواء جواداً

الزجاج والمرايا
سأضللها
وبعيداً عن الضوء
أودع هيأتي

لا أحد يراني
سأبدل
السماء كالقميص
والأرض كالسروال

أمضي حافياً
وربما عارياً
لن أقول
لمقبل أهلاً
ولا لمدبر وداعاً

سأختفي بأثوابي
أغطي جسدي بالماء
وأضيء وجهي بالعتمة

لا أفتح بابي
لا أزيح ستائري

لن اطرق باباً
لا أخطو
ولا يخطو
نحوي صديق

سأجالس نفسي
واحتفل بها
سأفرح، أفرح
أفرح لأحزاني

سأخبئ آلامي بتجاعيدي
لن أطيل النظر بجريدة
كيلا تدقق بقسماتي

سأجمع بصماتي
وأطوي آثاري

سأختار
الأيام الماطرة للنزهة
وسأصطحب
الضباب إلى المصطبة

سآوي باكراً
وأنهض باكراً

سأعطي
الأرض خطواتي
ثم اسرقها

سأصنع ورقاً
لا يشي بكلماته
أضيء ليلي
واعتم نهاري

سأنكأ جراحي
كيلا تهدأ آلامي

البكاء نشيد البرابرة

*
كم مرة
ارتديت
سروالاً ليس سروال
وقميصاً ليس قميصي
كم مرة
قطعت
شوارع ليست شوارعي
وعشت أياماً ليست أيامي

*
لو أودعوا
كل المرايا في العتمة
كفنوا
الزجاج بالأسود
ساقوا
جميع الأمشاط إلى الموت
ومنعوا
أن تحدق عين بعين
وصادروا
النظر إلى الماء
هل سينتفض الوجه
ويتمرد الشعر


أنا تعريف الخطأ

أنا خطأ لا رجعة عنه

أنصرف عن صواب
لا يصرفني إلى خطأ

في الخطأ
أكون كما أكون أنا
في الصواب
أصير كيفما يكون سواي

الخطأ تلذيذ
الصواب تأليم

خطأ الكائن
من
خطأ الكون

أخالفني
في الصواب
وأختلف إليّ بالخطأ

الخطأ صوابي
والصواب خطأي

أصيب في خطأ
وأخطئ في صواب

من شدة الصواب
أكاد أفقد أخطائي

لا ينازع القمر شمعة على بصيص

*
لو أن القمر
بحاجة لهذا الضوء
لما منحنا إياه

القمر طاولتي المستديرة للتفاوض حول الأحلام

*
الخطوة ما أملك
أين الطريق

التأنيب شجرة يابسة في غابة الضمير

*
الفم بيت
الكلمة
والأذن منفاها

الفم أولى بالصمت من الكلمة

*
القبلة أولى
بالفم من الكلمة

في البدء كان المعنى فكانت الكلمة

*
قال الجبل للوادي
اعرني عمقك
أمنحك قمتي

سأشي بمساوئ اليابسة إلى الماء

*
لا تصنع سكيناً
ما دام لحمك ساكناً
ورداؤك ممزقاً

أقسى الأسئلة تلك التي يستحيل طرحها


الخوف تخويف الكائن

أنا والخوف من معدن واحد

يسمني الخوف بسيمائه
ويسميني باسمه
كلما أخطأتُ قوّمني الخوف
رأيتُ أن الخوف جمالي وتجميلي الأمن
اختلف
إلى الخوف، فأختلف وأخلف
الخوف تركة البشر
الخوف صورتي

رأيتُ أن الخوف تحدي
الخوف إرادة
الخوف صحتي وصحيحي
أخاف
على الخوف من خوفي

رأيتُ أن مخاوفي متعلقاتي
رأيتُ أن خوفاً واحداً لا يتسع لمخاوفي
أنا حضرة الخوف وهو حضوري
مخالفة خوفي مخالفتي
رأيتُ أن الخوف يجمعني ويشتتني الأمن

حين
أخيف خوفي، أخافني
فأقول:
خوفني يا خوفي

أرى أني أستعين على الخوف بالخوف
أرى أن الخوف كفوي

أنا أولى
بالخوف من الخوف

كلما تمكنني الخوف تمكنتُ

لا تخف
لا تخف من الموت، لا ترتعد، لم يعد الموت واحداً،
يتعدد بتعددك، أنت العديد المتعدد لا تدع واحداً يستبد بك.
الموت لا يتحول عنك، ولا حيلة تحول دونه. لا انقلاب فيه أو عليه،
من اجله جئت وإليه ستعود. أنت تأويل الموت. الموت حيلة الحياة
لا تعذب نومك بالأحلام.
الموت لا خلاص ولا محنة، لا تمت قبل الأوان ولا بعده
الحياة موت، فيما الموت موت. لا تنأ عنه، ولا عنك هو بمنأى.
جسدك له مأوى وروحك رهينة.
كيف تهربك من قربك المعلوم إلى بعدك المجهول
لا تسئ إلى الموت برعبك منه

*
في الطريق إلى وليمة الموت
قلتَ لي: "كنْ خطراً عليهم في مماتك لا في حياتك"
في منتصف الطريق اعتذرتَ عن الدعوة

*
يدعوني إليه
تنسدل الستائر وتنهمر العتمة
اقتربُ
الآن لا فرق بين ضوء وعتمة
أتقدمُ
حاملاً شمعتي، أتجنب هواءً لا يتجنبني
يتملكني الخوف مرة ومرة أتملكه

لا تخف
أنا مأهول بالخوف

أنا من دعا النوم إلى سريرك
لا تخف من وهن أو إشارة زوال
من العدم جئنا وإليه سنعود

منْ أنتَ
أنا الذي يراك
منْ تكون
أنا الذي ستؤول إليه
أحقاً تراني
ما دمت لا تراني
تقدمْ نحوي
إذا رأيتني ستعرفني
وتتعرف عليك أول مرة
أنا أقيم في جسدكَ
وآخذ روحك رهينة
أنا منْ لا تحتاج
إلى ضوء أو عتمة لإدراكه

بصيص شمعة يجرح جبروت العتمة
يأتي على شمعتي الهواء
يحتويني ظلام لا أحتويه
اقتربْ
أنا أقرب منكَ إليكَ
هل عرفتني
أزيح الستائر، يتدفق الضوء
السرير بئر عميقة يغمرها النوم
لا تحزن، مضى وقت الحزن
لا تخف، لا خوف يخيفك الآن
أنا من دعا النوم إليك الليلة
تقدمْ
كل الطرق تطوى بالخطو، لا خطوة بلا طريق
أنتَ الخطوة والطريق أنا
أيها السائر، لا ملكة فيك على التراجع
تقدمْ، ها قد قطعتني


الحياة رهينة الموت

رأيت أن الموت اغتيال

*
أنا الحي الميت
أحيا
أينما أحيا
يحيا على حياتي
موتي

*
موتى أحياء
يحيون
على إحياء الموت
يموتون
ليحيا موت
لا يموت

الموت وديعة الحياة

*
الحياة
تحسن إليّ بالموت
فأسيء إليه بالرعب

*
يخطئني الكون
مرتين
مرة في وجودي
وأخرى في عدمي

*
حياتي
ليست هدية
ليقبلها أمس
ويعتذر عنها الغد

*
الموت
اعتذار متأخر
على خطأ مبكر
يدعى الحياة

*
يزحف
عليّ الموت
لا مفر منه
بالملاذ في حياة
دور
ينسخ عن دور
مشهد
يكرر مشهداً
من أجل أن:
ينعدم الوجود
وينوجد العدم

*
أنا المحكوم
عليه مسبقاً بحكم الموت
إلى متى أبقى المرشح
للعب دور الحي
دونما سبب
تتساقط الأيام
من شجرة الزمن
لا أعرف لأي زوال
يدخرني هذا البقاء

*
تعال لنموت
هذه الليلة معاً
أيها الموت

لا تطلقوا على موتي موتاً
إنما اعتزال قلب

*
بعد قليل
سأضع عصابة حمراء
على عيني العالم
ثم أطلق النار
على رأسي
 


وفاء لذكرى الكاتب عزت الغزاوي آثر الشاعر منعم الفقير على إبقاء تقديمه المنشور سابقاً في كتاب "أخيراً" للشاعر منعم الفقير الصادر عن الهيئة العامة للكتاب في القاهرة، في متون الطبعة الجديدة من كتاب رأي العين. وعزت الغزاوي كاتب روائي، ناشط حقوقي ومحاور بارز. رحل في العام 2003 اثر أزمة قلبية، خلّف وفاءً يصون ذكرياته من غدر النسيان، غيابه لا يكف عن تسريب الدهشة إلى حضورنا، تغمده ورد الوجود بعطره، كما قال الفقير عنه، فيما قال الغزاوي عن الفقير في تقديمه:

قابلته لأول مرة في كوبنهاجن. كان المقهى الثقافي الصغير وسط المدينة يحتفي برواده الذين جاءوا من أرجاء المدينة يصغون إلى قصائد الفقير العبقة بحزن قديم، والمؤشرة إلى نبل الصراع مع القلب وسط غربة طاغية• شتاء كانت الدنيا• وبرد كوبنهاجن يزحف بقسوة وراء النافذة• لكن حميمية من نوع مختلف تجعلك تتصالح مع برد الدنيا• جاءوا عرباً ودانماركيين، شربوا قهوتهم واستمعوا، وصمتوا، وصفقوا. احترت بمشاعري وأنا أسمعه لأول مرة. أنا منحاز إلى القصيدة رغم أنني لا أكتبها، بل لا أستطيع أن أحتمل ارتباكي في حضرتها، تساءلت، ما الذي يشدّ المرء إلى قصائد هذا الرجل الذي يغني قصائده، كأنه يرثيها لحظة ولادتها؟ ما المختلف في أشعار منعم الفقير، ولم تكون لدي إجابة ساذجة أو عميقة، الشعر يهب الحياة للطين، ربما تكون تلك الحياة التي يهبها الفقير للقصيدة هي التي تأخذنا معه إلى النبع الأول• بمنجاة من الشكل أو التقاليد. أو الاحتفالات الرسمية بولادة الأشياء، على أن منعم الفقير يشدّنا إلى جملته بما يشبه لحظة الاكتشاف بأن الفحوى عابث أزلي موجود في أعماقنا.
ثمة أناقة نافذة إلى عمق غابتنا. ثمة أسئلة كونية كبرى تحاول أن ترى قامة الإنسان أمام حقائق وجوده وخطواته العابثة. علّ منعم الفقير ينهض بقصائده إلى قمة تحدي الذات ويخرج عليها بالكلمة الساحرة والصورة التي تبعث على الدهشة. إنه شاعر بحجم القصيدة العظيمة، القصيدة الكونية التي لم يكتبها حتى هذه اللحظة سوى القلة القليلة من شعراء العالم• إنه يهزنا من الأعماق إذ يسير بنا في ثنايا الجميل والمدهش، النابض بالحياة والمنصرف عنها، المتلهف على لحظة الفرح والمِسروق من إنصاف الحياة. بفرح إنساني عظيم واعتراف بشاعر يملك حصانة الجمال نقرأ قصائد منعم الفقير ونجد له مكانة على خرائط قلوبنا تضاهي الفرح بالقصيدة العالية• إننا نكتشف شاعراً كبيراً.


Muniam Alfaker
منعم الفقير

في العراق عمل في جماعة المسرح الجديد كاتباً وممثلاً. غادر العراق عام 1979 لأسباب تتعلق بالإرهاب.
في بيروت عمل في الصحافة الثقافية وكتب قصائده الأولى هناك. غادر بيروت إلى دمشق إثر الاجتياح الإسرائيلي لبيروت عام 1982. عمل في دمشق في الصحافة الثقافية. انتقل من دمشق إلى كوبنهاجن عام 1986.

صدر له: الشعر
بعيداً عنهم دمشق 1983، المختلف دمشق 1986، كتاب أسئلة العقل كوبنهاجن 1990، أثر على ماء كوبنهاجن 1991، اللوعات الأربع القاهرة 1994، لا جسد في الثوب كوبنهاجن 1995، حواس خاسرة القاهرة 1996، كتاب الرؤيا الدار البيضاء 1997، نادراً دمشق 2000، أخيراً القاهرة 2002، رأي العين بغداد 2005. صمت متأخر بيروت 2006.

صدر له: النثر
رواية مقهى مراكش. قطار الطفولة (مسرحية ورواية) عملان مشتركان مع الشاعرة الدانماركية مريانه لارسن.

صدر عنه:
منعم الفقير أخطاء كونية (دراسات ومختارات شعرية). إعداد الكاتب عزت الغزاوي. منشورات مركز اوغاريت – رام الله بالتعاون مع إتحاد الكتاب الفلسطينيين – القدس.

الجوائز
جائزة الشاعر بول سورنسن. جائزة الكاتب، يمنحها سنوياً إتحاد المكتبات العامة في الدانمارك. جائزة الإنجاز الفني، يمنحها صندوق الدولة لرعاية الفنون والآداب. جائزة فنان القوميات عن مسرحية (قطار الطفولة). جائزة الإبداع منحتها استثناءً منظمة مساعدة اللاجئين الدانماركية. جائزة السلام والتفاهم مع الشعوب، يمنحها إتحاد الكتاب الدانماركيين. جائزة البنك الوطني الدانماركي للآداب والفنون. جائزة فنان العام بدرجة شرف 2003. درع الثقافة العراقية أسندته إليه وزارة الثقافة العراقية 2005. فضلاً عن العديد من المنح الثقافية والأدبية.

انثولوجيا
حرر وأعدّ باللغة الدانماركية انثولوجيا "بطاقة حب" مختارات شعرية وبطاقات بريدية عن الحب والشعر في عام 2000، ضمت 55 شاعراً دانماركياً.

اختير شعره في الانثولوجيات التالية:
انسكلولوبيديا الأدب الدانماركي كوبنهاجن، انسكلولوبيديا الشعر العالمي لندن، انثولوجيا الشعر العربي الحديث بالألمانية ميونخ، انسكلولوبيديا كاد الأدبية كوبنهاجن، انسكلولوبيديا يغوندم كوبنهاجن، بيوغرافيا تاريخ الأدب الدانماركي، انثولوجيا شعراء الشمال الأوربي، انثولوجيا الشعر الدانماركي بالإسبانية، انثولوجيا الشعر العراقي الحديث بالفرنسية، موسوعة الأدب العربي المهجري، الولايات المتحدة، انثولوجيا الشعر والإنسانية بالماليزية، انثولوجيا قصائد الحب كوبنهاجن.
أقر شعره في المناهج الدراسية ضمن الانثولوجيات التي يصدرها اتحاد المعلمين؛ قصائد النهار، مختارات شعرية لطلبة المرحلة الابتدائية، قصائد الليل، مختارات شعرية لطلبة المرحلة الثانوية. هذا بالإضافة إلى انثولوجيات أخرى منها: أدب بلا حدود، جناح الطائر، اقرأ قصة عاليا،ً بين وطن وطن، شعراء من القرن العشرين، السماء قبعتي.

ترجم له:
المحتلف إلى الفرنسية عام 1988، غيمة على سفر (مختارات شعرية) إلى الدانماركية كوبنهاجن 1988، إلى الفرنسية عام 1995، إلى النرويجية 1995. كتاب أسئلة العقل (عنوانه بالدانماركية الصراخ خيول الروح) كوبنهاجن 1990. أثر على ماء كوبنهاجن 1991. لا جسد في الثوب إلى الدانماركية 1995. معاً إلى الدانماركية 1998. اعتزال قلب (مختارات شعرية) إلى الفرنسية طبعة أولى باريس 1988، طبعة ثانية مراكش 1999. كتاب الرؤيا إلى الدانماركية كوبنهاجن 2001، إلى النروجية 2001. نادراً إلى الفرنسية الرباط 2001.

كما ترجمت مختارات من شعره إلى الاسبانية، الانجليزية، الألمانية، المقدونية، الاستونية، الماليزية والهولندية.

النشاطات:
مدير تجمع السنونو الثقافي في الدانمارك. رئيس تحرير مجلة السنونو (مجلة بالعربية تعنى بالثقافة الدانماركية). رئيس تحرير مجلة ديوان (مجلة بالدانماركية تعنى بالثقافة العربية). عضو جمعية الشعر في إتحاد الكتاب الدانماركيين. عضو لجنة العلاقات الدولية في إتحاد الكتاب الدانماركيين.

الفعاليات الثقافية:
أشرف على الفعاليات التالية: أيام الثقافة المصرية الدانماركية في القاهرة، أيام الثقافة الدانماركية المصرية في كوبنهاجن، أيام الثقافة السورية الدانماركية في دمشق. أيام الثقافة الدانماركية العراقية في كوبنهاجن. رئيس مهرجان الثقافة العربية الدانماركية الدوري في كوبنهاجن. مسئول عن الفعاليات الفصلية: ثقافة في مقهى، أمسيات السنونو الشعرية، أصوات من العصر، العالم في كلمة، حرية بلا حدود، وجه وأقنعة.

المشاركات الثقافية:
شارك ومثل الدانمارك في العديد من الندوات والمهرجانات منها: مهرجان الشعر العالمي في مقدونيا، مهرجان الشعر العالمي في النرويج، مهرجان الشعر العالمي في استونيا ومهرجان الشعر العالمي في ماليزيا، مهرجان ربيع الفنون الدولي في القيروان, معرض أوسلو الدولي للكتاب، معرض كوبنهاجن الدولي للكتاب، معرض القاهرة الدولي للكتاب ومعرض أبو ظبي الدولي للكتاب.


العنوان:
ASSUNUNU
Att.Muniam Alfaker
P.O.BOX 1048
1007 Copenhagen K
Denmark
TEL 0045 25 30 25 26
FAX 0045 35 85 18 16
alfaker@assununu.dk