الصفحة الثقافية

الرئيسية

 

| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

 

الأثنين 29/5/ 2006

 

 


لماذا هذا التجني على اتحاد الأدباء ؟



فاضل ثامر

من المؤسف ان نسمع ونقرأ هذه الأيام الكثير من الأحكام المجانية التي تصدر بحق الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق وقيادته دونما وجه حق او مبرر ، ومعظم هذه الأحكام تعتمد على آراء الآخرين التي تفتقد في الغالب الى الأمانة والموضوعية وتنطلق من منطلقات ذاتية هدفها تصفية حسابات خاصة مع قيادة اتحاد الأدباء لأسباب ذاتية مختلفة .
ومن المؤسف ان يتضمن الاستبيان الذي نشرته الصفحة الثقافية في جريدة " البينة الجديدة " الغراء بعض الأحكام المجانية التي تمثل إستعداء مكشوفاً ضد قيادة إتحادنا .
اذْ يقول الزميل الشاعر زيارة مهدي بالحرف الواحد " اتمنى ان يكون المجلس المركزي خارج المحاصصة الحزبية والطائفية ، فهو الأن تحت سيطرة الحزب الشيوعي العراقي وبعض الإسلاميين ولا أعلم من اين جاء هذا التوافق بين هاتين الطائفتين" وأود ان ابين للزميل بان المجلس المركزي لم يكن صفقة من الصفقات السياسية التي تمت بصورة محاصصة طائفية ، اياً كان نوعها ، بل هو ثمرة إنتخابات شرعية قرر فيها الناخبون ، بحرية ودونما ضغوط مرشحيهم وكان المجلس المركزي هو الثمرة التي أفرزها صندوق الاقتراع ، حيث أنتخب عدد كبير من الأدباء الذين يمثلون مختلف الاتجاهات الثقافية والفكرية والقومية ، من خلال آلية ديمقراطية ايضاً تم إنتخاب المكتب التنفيذي الذي يمثل الهيئة القيادية المباشرة في الاتحاد وأقول ثانية إننا في المكتب التنفيذي نعمل جميعاً بروح الفريق الواحد ، على الرغم من تباين المنطلقات الفكرية والمذهبية ، ورائدنا دائماً خدمة الأدباء والدفاع عن حقوقهم ومصالحهم والسعي للارتقاء بمستوى العمل الثقافي ، ولا يوجد أي نفس للتعبير عن توجهات حزبية ضيقة كما ان الاتحاد ليس تحت سيطرة الحزب الشيوعي أواي حزب آخر ، ولا أفهم سر إنزعاج الزميل الشاعر مما أسماه بهذا " التوافق بين هاتين الطائفتين " يعني الشيوعيين والإسلاميين ، فأي تحالف يريد ؟ هل يحن الى تحالف البعثيين والفاشيين والتكفيريين ؟ ، ثم لماذا هذا الإستعداء المشبوه ضد بعض الحركات الوطنية النظيفة التي ناضلت بشرف ضد الدكتاتورية ورفضت الاحتلال ، وأسهمت في إنتاج ثقافة عراقية إنسانية وديمقراطية مشرفة . اية ذهنية سوداء وضيقة تلك التي يحملها مروجو أفكار العداء للفكر التقدمي ويتحدثون بوقاحة ضذ تاريخ ثقافي كبير أسس للوجه المشرق للثقافة العراقية . ومن الغريب ان يتكرر هذا الادعاء في تصريحات الزميل الشاعر حسن عبد راضي الذي يتباكى على حال إتحاد الأدباء في " عهد الرفاق " . اذا كان بعض الزملاء يرفضون إنتخاب الهيئة العامة لعدد من المحسوبين على اليسار والديمقراطيين والليبراليين والاسلاميين ، الحريصين على وحدة الثقافة العراقية ومؤسساتهم، والذين يعملون بنزاهة وتجرد وتطوع ودونما مقابل مادي محدد او رواتب شهرية ، فما هي مواصفات القادة الميامين الذين يقترحونهم اذن .
من المخجل وغير الموضوعي ان ينبري عضو في المجلس المركزي مثل الزميل حسن عبد راضي للتطاول على قيادة اتحاد الأدباء ومكتبه التنفيذي لإعتبارات ودوافع ذاتية بحت ،فبعد انتخاب المكتب التنفيذي من قبل المجلس المركزي وفشله في الصعود الى عضوية المكتب ، لجأ الى مقاطعة عمل الاتحاد ومحاربته . اذْ كان من المنطقي ان يكون جزءاً من عمل الاتحاد أو ان يمنح فرصة لزملائه في المكتب التنفيذي للتعرف الى طبيعة عملهم ومدى جديتهم وطبيعة توجهاتهم وبرامجهم ، لكنه بدلاٍ من ذلك ادار ظهره لعمل المكتب التنفيذي وراح يتباكى على مصير الاتحاد الذي اصبح كما يعتقد تحت سيطرة " الرفاق " ، متأسياً على تهميش دور المجلس المركزي وكان يحاول دائماً الانتقاص من عمل المكتب التنفيذي ويسلك مختلف السبل الانشقاقية لضرب وحدة الاتحاد ،مع ان المكتب التنفيذي كان بإمكانه ان يرد عليه امام الهيئة العامة لكننا عملنا بروح الوحدة داخل الاتحاد ورفضنا الانجرار الى مزايدات لا تخدم العمل النقابي والمهني وتجاوزنا على مخالفات كان يمكن لها ان تضعه تحت طائلة القانون إضافة الى العقوبات الادارية من قبل المكتب التنفيذي والمجلس المركزي ، ومنها مثلاُ قيامه شخصياً بالتجاوز على الزميل الفريد سمعان الأمين العام للإتحاد بالقذف ومحاولة الاعتداء عليه بالايدي داخل مكتبه لولا تدخل بعض الزملاء وهو فعل يحاسب عليه قانوناً وقد عملت شخصياً على تطويق الأمر واحتوائه حفاظاً على وحدة الأدباء العراقيين ، واغلقت القضية بصعوبة كبيرة ، بل ورفضت عرضها على اجتماعات المكتب التنفيذي والمركزي ، وهناك اشياء اخرى ، لا اجد مبرراً للخوض فيها ، الا اذا اقتضت الضرورة ذلك في المستقبل !
إن كل حكم تقييمي أو تقويمي تجاه اتحاد الأدباء يجب ان يكون نابعاً من تجرد وموضوعية ونزاهة ويهدف الى تحقيق المنفعة العامة ، اما اذا كان نابعاً من مواقف ذاتية ونرجسية غير موضوعية ولتصفية حسابات خاصة فهو أمر يتنافى والقيم الثقافية والفكرية الأصيلة التي راكمتها الثقافة العراقية ، ويجدر بالصحافة العراقية ان تميز الصادق عن المزيف من الأدعاءات والأقاويل : فشعار حرية التعبير ينبغي ان لا يساء له من خلال منح الفرصة لذوي النوايا الشخصية للتعبير عما يحلو لهم ، لأن ذلك يمثل إستهانة بذكاء القارئ وثقافته ومتابعته .
ومن المؤسف ان تنطوي إجتهادات الزميل حسن عبد راضي على مجموعة من المغالطات التي يعلم قبل غيره بانها مزورة ومضللة فهو يدعي ان " كل موارد الاتحاد سخرت لخدمة المكتب التنفيذي " وهذا حكم زائف لأنه يعلم بان المكتب التنفيذي يرفض ان يخصص اية مبالغ لعمله ، فعمله تطوعي ودونما مقابل مادي أو " رواتب " من تلك التي كان يتقاضاها !!! الزميل حسن عبد راضي عندما كان عضواً في الهيئة التحضيرية للإتحاد ـ وهذا الحكم يمثل تطاولاً مقصوداً ومع سبق الاصرار على نزاهة جميع الزملاء في المكتب التنفيذي الذين يمتلكون القدرة ايضاً على الرد على مثل هذا الأفتراء واذا كان من مثلب يسجل على المكتب التنفيذي فهو حرصه المتطرف على اموال الاتحاد التي زادت ولم تنقص ، ثم يروح الزميل يتباكى على الايفادات التي تمت كما يقول على حساب الفقراء من الأدباء الذين يحلم بعضهم ان يرى طريبيل مرة واحدة قبل ان يوافيه الأجل ، متهماً رئيس الاتحاد والأمين العام بالاستحواذ على "السفرات والآيفادات " مع اننا قلنا اكثر من مرة ان إتحادنا لم يتلق حتى اليوم اية دعوة رسمية تدخل ضمن باب "السفرات والايفادات " وإن ما تحقق حتى الأن هو دعوات شخصية لا علاقة للإتحاد بها ـ لا إدارياً ولا مالياً ،وما زال سجل الإيفادات خاوياً .
اما إتهام وضع الاتحاد حالياً بالهزال فهو امر غريب فهو اولاً لا يحق له الحديث عن هذا الأمر لأنه ظل بعيداً عن ولوج باب الاتحاد او المشاركة في انشطته ـ اللهم الا في حضور بعض اجتماعات المجلس المركزي لتصيد الأخطاء وإثارة المزيد من الشقاق ـ وثانياً لأن هذا الأمر يتنافى والواقع ، ذلك ان وضع الاتحاد ـ ادارياً وتنظيمياً ومالياً وثقافيا ًـ قد إرتقى الى درجة كبيرة ـ ولست بمعرض بيان ذلك الآن ـ اذْ أصبح الإتحاد مؤسسة ثقافية يشار اليها بالبنان وتحظى باحترام الأعداء قبل الاصدقاء ، وقد بذل الزملاء في المكتب التنفيذي مجهودات كبيرة وبتفان ونكران ذات من إجل الأرتقاء بالعمل الثقافي والمهني للأتحاد ، وهم لا يريدون ان يزايدوا على الاخرين ولا يتبجحوا بما انجزوه فذلك ضمن واجباتهم المهنية والنقابية ، وما مسألة النضال من اجل الحصول على رواتب واراضٍ الا جزء يسير من جهودهم التي لم يوظفوها لتلميع صورهم أو لكسب مجدٍ زائف لا يستحقونه، فهم نخبة خيرة من مثقفي شعبنا الشرفاء الذين تساموا على المكاسب الرخيصة ونذروا حياتهم لخدمة الحركة الثقافية والنقابية في العراق دونما حسابات أو رغبة في اقتناص مكاسب خاصة وشخصية .
وأخيراً لا يسعني الا ان أعبر عن استغرابي وانا اعود في الختام الى ما بعض ما قاله الزميل زيارة مهدي ـ سامحه الله ـ والذي اعلن فيه " ان اتحاد الأدباء اكثر قسوة على الأديب العراقي من الاتحاد البعثي " ولا افهم سر هذا الحنين ( النوستالجي )الى الاتحاد البعثي الذي يترحم عليه الزميل الشاعر بعد أن ذاق ـ كما يبدو ـ الأمرين من قسوة الاتحاد الحالي ، ولا اعرف ما هي المقاييس التي اعتمدها الزميل الشاعر في تحديد قسوة اتحاد الأدباء اليوم ، فأبواب الاتحاد مفتوحة أمام الجميع ،دونما تراتب أو بيروقراطية ، والزملاء في المكتب التنفيذي يقدمون خدماتهم الى الجميع ويرفضون أي تجاوز ـ مهما كان ـ على زملائهم من اعضاء الاتحاد ، فاين يا ترى يكمن مظهر القسوة الذي يتباكى عليه الزميل الشاعر .
نحن أيها الأصدقاء نعمل بشفافية وفي ضوء الشمس وليس لدينا ما نخفيه أو نخطط له في الخفاء ، ولا نطمح للإستئثار بكراسي الاتحاد ، ولا نريدها وسيلة لتحقيق الوجاهة والربح الشخصي فنحن أغنياء بما نمتلك من طاقات ثقافية ونزاهة وتاريخ وطني مشرق ، ونحن نتقبل كل نقد موضوعي نزيه ، لكننا في الوقت نفسه نرفض وبشدة كل محاولة للتزوير والإفتراء على اتحاد الأدباء وقيادته ونطالب دائما بحقنا في الرد .