الصفحة الثقافية

الرئيسية

 

| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

 

السبت 29/4/ 2006

 

 

 

حسرة البصري هي حسرة كل المغيبين
 


هادي الخزاعي

دلالة الدمعه : العين التي لا تدمع ليست جميله........

بذات الحسره التي اطلقها الفنان حميد البصري في كتابته المضمخه بالألم " حسرة المبدعين العراقيين " اطلق حسرتي الفنيه والآدميه رغم تواضع عمري الفني الذي يمتد لأكثر من ثلاث عقود ونصف العقد والذي لايشكل ازاء الخبره والنتاج الأبداعي للفنان البصري سوى نقطة في بحر هذا المبدع الأصيل، ان تلك الكتابة اشعرتني بواحب ان اجلي حنجرتي لأصرخ بأعلى مداها بأنا المبدعين المغيبين في حسرة، منذ وطأت جزم المداحين حرم الأبداع العراقي منذ قرابة الأربعة عقود، والذين نشكل جمهرة واسعه من ذوي الضمير العراقي الحي الذي لم يهادن او يساوم على اصالته الوطنية والأبداعيه قد ركنا على ناصية لا تسمى ولا يقربها من ينفض عنها وعنا غبار الحيف الذي اوجعنا به النظام المقبور فسيد علينا الطبالين والمصفقين . ومنذ ثلاث سنوات منذ فر النظام البائد بطباليه وزماريه، استبشرنا خيرا ، وقلنا في سريرتنا سقط النظام وسيطلق العنان لصبواتنا الأبداعيه مثلما اطلق شعبنا من اقفاصه الحجريه، ولكن حدث ما لم يكن في حسبان احد ممن ترك كل شيء من اجل العراق فاما عاش نصيرا في كردستان العراق او مقيما في الشتات يتعيش الكفاف او انه رحل بمحفة غير محفته، حتى بدون ان يسمع العراق حبه و نبضه المتواتر، لقد اقفلت كل الآفاق وتسيد من جديد الطبالون والزمارون ومن لايضنيه اللهاث وراء الذي يدفع أكثر. اعرف ان حسرتي سيغص بها كثيرون مثلما غص بحسرة البصري الكثير ، ولا اشعر بالحرج ان غص بهذه الحسرة كل السياسيين الذين مهدنا لهم ان يكونا فتركونا على قارعة الطريق بعد ان تريشوا بقصور صدام وبطاناته .
ايها المغيبون ممن شكلتم جسر عبورا لسياسيين منتفعين، وطبالون لا يقلون عن سياسيهم قباحه ووقاحه، ان تجلو حناجركم لتصرخوا بوجوههم بحسراتكم المكتويه بسياط التهميش لننفض عنا رماد عنقاءنا التي نحرناها حرقا من اجل العراق.
اتعاطف بكل محبه مع كتابة الفنان حميد البصري والتي تشكل ضميرا حقيقيا للمبدعين العراقيين الذين لا يجدون ما يمكن ان يغطي تكاليف اعمالهم الأبداعيه فاجلوا مشروعاتهم لحين شروق الشمس على العراق ، او الذين أقعدهم المرض والكبرفعاشوا ولا زالوا بفاجعة الحسرة.