الصفحة الثقافية

الرئيسية

 

| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

الثلاثاء 31/3/ 2009

 

تكريم الشاعر بدل رفو المزوري في كازاخستان

د. محمد احمد برازي *

هل تحمل كوردستان وشعبها الاديب بدل رفو بين احضانهم؟ فما جدوى المنفى ؟؟؟
كرمت جمعية الصداقة الكازاخستانية الكوردستانية (هيفي للثقافة و الفنون) الاديب الكوردي المغترب بدل رفو المزوري في مدينة الماتا ،كازاخستان وذلك بعد الأمسية الشعرية التي أقامتها الجمعية بالتنسيق مع جامعة كازاخستان الحكومية. في بداية الأمسية ، قدم البروفسور منصوروف زولخير نائب رئيس جامعة كازاخستان الحكومية الاديب بدل رفو للجمهور قائلاً : يسعدني و يشرفني و يشرف جامعة كازاخستان الحكومية وجود الأديب و الشاعر و المترجم بدل رفو بيننا في كازاخستان ليقدم شعره ليس فقط للكورد بل لابناء الكازاخ و كل من على أرض كازاخستان , وأضاف: أنقل إليكم تحيات رئيس الجامعة نظراً لكونه غير موجود في ألماتا ، و لي الفخر بأن أقدم لكم الضيف نيابةً عن رئيس الجامعة ،حيوا معي الاديب الضيف بدل رفو.

بعدها قدم د. محمد أحمد برازي رئيس جمعية هيفي نبذة عن حياة بدل رفو بصورة مختصرة .
بدأ الضيف الامسية بالحديث عن تجربته مع الثقافة و الادب , التي أنطلقت من حي فقير من أحد أزقة الموصل القديمة ، و حكاية عشقه مع الأدب و ثقافة شعبه .وتحدث عن أولى قصائده في جريدة الحدباء الموصلية وعلاقاته الطيبة مع أدباء الموصل. وحكى عن المرحلة الثانية من حياته في بغداد مع ترجمة الشعر الكوردي إلى العربية و دور مجلة (الثقافة ) وأساتذته في كلية الآداب في صقل تجربته في مجال الترجمة و دور أصدقائه القدامى( نجيب صالح بالي , بهجت هروري, خالد عبدالرحمن الدوسكي ,محفوظ مائي.وأشار إلى الدور الكبير و البارز في مسيرته للأديب الكوردي و الشاعر صديق شرو الذي أهداه الضيف إحدى قصائده بعنوان (زيمان) . بعد حديثه عن تجربته الثقافية في المهجر و الوطن و الغربة ألقى الشاعر مجموعة من قصائده التي كتبها في الغربة و منها (حلم الغربة, و العسل, حين تتسمم القصائد, الكفوك, كوردستان،لحظات البكاء ، سلام إلى إبراهيم اليوسف و غيرها)و كذلك قصائد غزلية. و الجدير بالذكر أن بدل رفو لم ينس أن ينقل تحيات أدباء كوردستان و تحيات والداته إلى كورد كازاخستان. و بعد الانتهاء من القراءات الشعرية ، كرّم رئيس جمعية الصداقة الكازاخستانية الكوردستانية (هيفي) الدكتور محمد أحمد برازي الأديب بدل رفو بشهادة تقديرية لدوره الكبير في نشر ثقافة شعبه و من دون مساعدة من أي جهة رسمية . فتذكرت قول الكاتب المغربي إبراهيم القهوجي ( ضميره الثقافي هو الذي يدعوه إلى هذه السفرات )،وكذلك ما كتبه الأديب حسن السليفاني (رئيس اتحاد الادباء الكورد_فرع دهوك)في رسالة لي : نحن سعداء جدا باستضافتكم للكاتب والشاعر الكردي المبدع بدل رفو المزوري الذي هو مفخرة لنا لجهوده الجليلة في مجال الترجمة والتعريف بالأدب الكردي.
وكذلك أهدته الجمعية الزي الكازاخي التقليدي .

وبعدها فتح باب الحوار بين الضيف و الجمهور ، واستقبل الضيف أسئلة الجمهور بصدر رحب. كما تلقى دعوات لإقامة أمسيات شعرية أخرى في كازاخستان و لكن ضيق الوقت لم يسمح له بالمشاركة. و كذلك أهدت الجمعية هدية تقديرية للاديب الكوردي المخضرم جلال زنكابادي على دوره الكبير في إحياء ثقافات العالم باللغة الكوردية و العربية .و في نهاية الأمسية التقط الجمهور صوراً تذكارية مع الأديب الضيف, وودعنا على أمل أن نلتقي في مناسبات القادمة...
حين وجهت الدعوة للاديب بدل رفو كنت شارد الذهن والفكر ،فهل بوسعي أن البي ما يناسب هذا الاديب الذي كتبوا عنه الكثيرون من الكتاب و النقاد ,من دون ان يلتقوا به ،
و حين أقترب موعد هبوط طائرته كنت اسال نفسي كيف سأستقبل هذا الاديب المغترب و هل سأستطيع البي ما هو متحمس لرؤيته؟ ,
و لكني عندما رايته يخرج من باب المطار و الشرطة الحدودية يرحبون به و هو يبتسم و يناقشهم بلغة روسية شفافة ،حينها عرفت بأن أبتسامته هي جواز سفره , و عندما سلمت عليه و هو يبتسم و يقول أهلاً كاك محمد و كأني أعرف هذا الاديب البسيط و البشوش الوجه منذ سنوات طوال، نعم حقاً ما كتب عنه صحيح و لكني أقولها بصراحة بأنه رجل محبوب و لطيف لدرجة لا يتصورها أحد .
توجهنا إلى المدينة و الابتسامة لا تفارقه و هو يردد كلمته دائماً كم من الجمال في هذا البلد أنه يشبه جبال كوردستان حقاً بأن مدينة الماتا متخمة بجبال شامخة و مغطاة بثلوج طوال فصول السنة,
وحين كنا نتنزه في المدينة كان يسأل عن المتاحف و المعارض و الحدائق ، و كان يقول بأن الأدب و الثقافة عنوان لحضارة الأقوام فمن ليس له مثقفون ليس له حضارة. و حين سمع أسماء الشوارع و خاصة غوركي و بوشكين و غوغول ، قال لي : يا أخي أنظر هناك كان شارع باسم لينين وكارل ماركس تغيرت أسماؤها ولكن أسماء الذي كرسوا حياتهم للثقافة والادب بقيت كما هي .
وخلال تجواله في البلد كان موضع ترحيب من الجميع و كان يقابلهم بابتسامته الدائمة .وقال إن والدته كانت تسرد لهم بأن أبناء جلدتنا في القفقاس و روسيا ،و ها أنا اليوم ضيف على أبناء قوميتي .و عندما كان مقرراً أن يلقي باقات من قصائده للجمهور الكوردي و الكازاخي توجهنا إلى جامعة كازاخستان الحكومية حيث رحب بنا نائب رئيس الجامعة. و قال السيد منصوروف زولخير: إن السيد بدل يدخل القلب دون استئذان .

حين ودعت الاديب بدل رفو عائدا الى منفاه النمساوي تألمت كثيرا لفراق هذا الرجل عنا، فقد أحبه أكراد الكازاخ وشعب الروس والكازاخ. وتذكرت ثانية ابراهيم القهواجي حين كتب : كل ما يكتب عن بدل رفو قليل بحق رجل يحمل وطنه وشعبه في قلبه ويطوف بهما العالم . واما انا فأتساءل: هل تحمل كوردستان وشعبها الاديب بدل رفو بين احضانهم؟ فما جدوى المنفى ؟؟؟


*
رئيس جمعية هيفي في كازاخستان


 

free web counter