الصفحة الثقافية

الرئيسية

 

| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

الأحد 4/5/ 2008



إتحاد أدباء بابل:
(رؤيا خريف ) ومحاضرة نقدية

عادل الياسري

ضمن برنامج إتحاد الأدباء في بابل قدم الناقد الدكتور علي إبراهيم محاضرة جديدة في أمسية يوم الاثنين 28 /4 /2008 تناولت النهايات القصصية في (رؤيا خريف) المنجز الإبداعي للكاتب المبدع محمد خضير ، ابتدأها المحاضر بوصف التسمية لرؤيا خريف بأنها ذات مدلول رمزي ، وإنه لا يظن أنها قد اختيرت اعتباطا ، بل منح الكاتب رؤاه الجديدة صفة سلبية ، من خلال بعض الإشارات الموحية ، فقد جعل من النهر الذي يمثل شريان الحياة "مقطوع الرأس". ثم عرج على التفاصيل التي اعتمدها محمد خضير عبر إسترجاعاته التي نقل لنا من خلالها صورة المدينة إبّان الاحتلال البريطاني ، مستعرضا سمات الحروب ومنها " الفوضى " وما رافقها من نهب وسلب للدور وسلب للممتلكات ،حيث سلط المحاضر الضوء على أن أجواء القصة جاءت لتؤكد حقيقة الركود والخمول والحياة الخالية من الحركة والتطور وكأنها بركة مياه آسنة.
بعد ذلك اعتمد المحاضر أسلوبا أكاديميا في تناول المكونات القصصية للمجموعة وارتباطاتها المغلفة بالزمان والمكان وبالشخصيات المتفردة في خصوصيتها، حيث تناول قصص( رؤيا خريف، الحكماء الثلاثة ، رؤيا البرج ،داما دامي دامو، أطياف الغسق،صحيفة التساؤلات ) معرجا على نبوءته بحدوث الحرب دون تشخيصها مؤكدا على أن كل الدلالات تشير إلى أنها الحرب العراقية الإيرانية ، مشيرا إلى أن القاص استخدام تقنية صعبة يتعذر على القارئ العادي فهمها،وعلى وجود خلط زمكاني ، حيث أن التداعيات التي أوردها على لسان الراوي والتي تتسم بالحلم والتفاؤل تتعارض مع النبوءة القاتمة التي طفت على الصورة الإجمالية للمجموعة، مشيرا إلى أن القاص وظف قصة النبي سليمان القرآنية مستلا منها حضور الهدهد وما له من دور في بعض المفاصل الحكائية كونه متهما بالقتل ((هدهد سليمان من أرسلهم إلى البئر)) ، وفي عبارة " في نهاية كل اجتماع لأعضاء الجمعية يرسل هدهد سليمان واحدا منهم إلى حتفه ". ومن جهة أخرى فهو صوت الحق والمرشد لأبناء المدينة.
وأشار الناقد إلى أن القاص استخدم لغة شعرية مكثفة تذكره بلغة الشاعر الفلسطيني محمود درويش وهو يبحث عن وطنه. مختتما المحاضرة بالتأكيد على أن القصة تنتهي بأسئلة أكثر مرارة حيث تبقى المدينة التي بنيت مشروع زوال ، وأن الكل زائل "كفقراء بصرياثا وأطفالها المشعين". بعد ذلك كانت مداخلات الحضور ومناقشاتهم التي شارك فيها كل من (الدكتور موسى الموسوي الذي أشار إلى أن ظاهرتي الزمان والمكان كانتا غائبتين عن المحاضرة وأجوائها،وعن عوالم القصص المتناولة. والناقد زهير الجبوري الذي أشاد بالمحاضرة والمحاضر وبين أن إشتغالات محمد خضير ومنجزه الإبداعي اكتسبت الصفة العالمية من خلال ترجمة بعض من أعماله وفي طليعتها( المملكة السوداء،و45 مئوي) وغيرها لعدد من لغات العالم. كما كانت هناك مداخلة أخرى للشاعر حسن لطيف تصب في المحاور ذاتها ، انبرى المحاضر للردّ على أطروحات أصحابها بين مؤيد لرأي هذا ومتوافق معه وراد لذلك الذي تحدث عن غياب الزمكانية عن عالمي الكاتب والمحاضر .كما كان للناقد باقر جاسم الذي قدم المحاضر باستهلال أشاد فيه بجهده النقدي،وتحدث مطولا عن الكاتب ومنجزه الإبداعي،وما خصه به من الدراسات النقدية ولقاءاته به.
وخلاصة بودي من خلال هذه المتابعة ، أن أتمنى على الناقد الدخول أعمق في منهج النقد الحديث ، لاسيما أنه عرف ناقدا جادا على الساحة الأدبية، ويمتلك أدوات نقدية تأهله لخوض غمار هذا البحر الواسع .

 



 

Counters