الصفحة الثقافية

الرئيسية

 

| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

 

الأثنين 5/2/ 2007

 

 


( پريزاد ) شاعرة تحلم
بمتر من ارض كوردستان
لرفاة والدها الشهيد شعبان برواري


حاورها دانا جلال

في محاولتها لإعادة تشكيل الوطن من خلال قصيدة ترفض الاستقرار في بحور الشعر تكتشف الشاعرة بريزاد شعبان إن الضفاف متحركة ، والأحلام متجددة ، فتلجا بأجنحتها الكوردية صوب موروث الألم الجمعي والمتبقي من الذكريات لتقول (إني ها هنا ضمن الجموع التي خلقت التاريخ).
تبحث عن جغرافية جديدة لعالمها الشعري الذي يعج بجبال تقتبس منها وزنا جديدا وقافية تنتهي دوما بوطن مؤجل ( كوردستان ).
هربت بريزاد من عالمها الرقمي وتجارة درستها لتجد في آلهة الشعر( ابولو) مملكتها كبقية قوم الشعر من الشعراء الذين شملهم الطرد من ممالك تخاف الكلمات وتابو دعاة الفردوس الأرضي والمطلق .
قصائدها مباشرة كعشقها لكوردستان وواضحة كحبها للإنسان، لِمَ لا فهي التي رأت الأمور بوضوح تخمة الحزن والمنفى الذي صار وطنا.
حينما سمعتها لأول مرة تلقي قصائدها بين عدد من الكتاب والمثقفين العراقيين في العاصمة السويدية ستوكهولم شعرت إنها تخاطب الآخر وتضعه في مفترق الطرق (أما أن تكون إنسانا كي تشعر بإنسانيتي أو تكون الامتداد الذي قتلني وقتل أحلام طفولتي ) .
في تلك الأمسية قالت :- أحبكم وأنا جزء منكم ، فهل تبادلونني المشاعر وأنا كوردية واحلم بوطن كبقية البشر ؟ .
قُلت لها ( دماء اليسار العراقي ، دماء عربية ، تركمانية ، كلدانية ، آشورية ، سريانية ، مندائية ، في جبال كوردستان البؤرة والقلعة راياتنا و جوابنا التاريخي للتاريخ ) .
تَذكرتُ ابن طويريج الشهيد الشيوعي محمد الذي كان يدافع عن القرية الكوردية في كرميان ، وكان في جيش الأنفال مرتزقة كورد ومستشاري أفواج خفيفة وصار بعضهم بمقربة من السلطة وآخرون يريدون التطهر بالكتابة بعد تركهم مهنة الاستشارة لا في الوزن الذري أو الشعري ، بل مستشارين في الخيانة .
نهض الكاتب والمفكر الدكتور عقيل الناصري وقال لها ( كنا وسنبقى معكم ) مَسحت بري دموع قصائدها وغبار زمنها المتراكم لأنها أدركت بعفوية قصائدها ، من إن هناك رفقة الحلم الإنساني المشروع والمُشَرَع .
ودعتها مع زوجها ازاد على أمل أن نلتقي في كوردستان حينما نعقد المؤتمر التأسيسي للاتحاد الكوردستاني للإعلام الالكتروني .
انعقد المؤتمر والتقينا بعيدا عن الوطن الذي َرفَض وقال ( لا ) عبر صوت لم يعلو أو يصدح إلا بعد انجلاء غبار معاركنا القومية والطبقية .
لم نخضع أو نساوم وقلنا لنلتقي في ستوكهولم وكان لقاء إعلاميو كوردستان والمؤتمر التأسيسي .
قلت لها ولبقية الزميلات والزملاء ( اعترف بذكاء أجهزة المخابرات في أنقرة ودمشق وطهران لأنهم أدركوا معنى أن يتوحد إعلاميو كوردستان .
هل كانوا اذكي من المسئولين عن الملف الثقافي في كوردستان العراق ؟ أسئلة لا نريد الدخول في تفاصيلها ) .
التقينا بغياب أسماء لامعة في بقية أجزاء الوطن الذي كان بوابة حوار تبادلنا فيها المواقع فكنت أسالها وتسألني وكان الهم المشترك مشتركا .
قالت :- نعقد مؤتمرنا نحن إعلاميو أجزاء كوردستان بعيدا عن الوطن الذي يتعرض إلى هجمة من أعداء امتنا ، أين فيالق كتابهم لمواجهة الهجمة الشوفينية ؟
قلت :- في المدى وفي سوق عكاظ الذي صار أسبوعا بعد انتقاله إلى شيراتون سنسمع الكثير ). وما الفرق يا شاعرتنا ، ومتى كان للعمال وطن ، ونحن شغيلة الفكر .
قالت :- نعم العالم قرية خضراء ، وحدود المدن انهارت بفعل العولمة ، ولكنها عشق القصيدة التي تتجه دوما صوب الوطن ، كركوك وهولير ، السليمانية و دهوك التي ولدت فيها عام 1970، دهوك التي احتضنت أحلامي المتحققة منها والمصلوبة .
حدثيني عن المتحقق والمصلوب ، وهل تعود الأحلام بعد مراسيم الصَلبِِ؟
حلمتُ بان ادرس الإعلام حينما كان شعار البعث الحاكم آنذاك ( أن تكون بعثيا جيدا ستكون إعلاميا جيدا ) لذا لم يتحقق الحلم .
سألتها عن المسافة مابين الحلم والواقع ، بين النظرية وعدم تطابقها مع خطوطها وتفاصيلها الذي َصدَمَ واصطدم به مايكوفسكي الذي انتحر لرفضه الواقع ومسافة تباعده عن تحقق النظرية .
قالت :- الأحلام قد تكون بسيطة جدا ولكنها إنسانية ومشروعة فتحقيقها جزء من واجبات المجتمع ونظامه السياسي ، ولكن حتى تلك البسيطة كانت بعيدة المنال في الواقع العراقي وبالأخص الكوردستاني .
س :- هل يمكن أن تتوارث الأحلام ؟
ج :- لا يمكننا الحديث عن وراثتها بمفهومه البايولوجي أو القانوني ، ولكن يمكننا الحديث عنها كجزء من تواصل المسيرة ، أو لنقل وفاء الحاضر للذين رحلوا ، فمثلا أنا ورثت وصية مازالت تؤرقني وتقتلني في اليوم ألف مرة .
س:- يورثون ويتوارثون المال والثروة ، أي أوجاع ورثتيه ؟
ج:- ورثت وصية والدي ( الشهيد شعبان برواري الذي اعدم في21 /9/ 1977 في سجن الموصل مع زملائه‌ (الشهيد محمود الخلبيشي والشهيد عابد عبد الله‌ والشهيد قادر پى ده‌ي.) . والدي الذي اعدم بسبب نضاله ضمن الحركة التحررية الكوردية ( وكان منتميا للحزب الديموقراطي الكوردستاني ) . كانت وصيته ورفاقه ‌أن يتم دفنهم في کوردستان .
س:- هل دفنوا في كوردستان ؟
ج:- سلمنا الوصية للقيادة وقالت والدتي وهي شاعرة وصاحبة عدة دواوين شعرية أثناء لقاءنا برئيس الإقليم الأستاذ مسعود البارزاني ( أسلمكم وصية ‌هؤلاء الشهداء ، ورغبتهم بدفنهم في دهوك وفي مقبرة ( بروشکى ) وتحت ظل أشجارها لأنهم قد عقدوا أول اجتماع سري هناك ).
س :- أمازلت تحلمين بمتر من تراب كوردستان يحوي جسد الشهيد شعبان ، وحينها ماذا تقولين ؟
ج:- کل ما أتمناه‌ أن ازور قبر والدي سواء کان هذا القبر رمزي أو يتم إعادة رفاتهم إلى کوردستان...ويومها سأزوره وأقدم له‌ باقة من النرجس وبعض كلمات ، وأقول له ولرفاقه :-

بين العين والدمع
بين العقل والقلب
بين الرفض والقبول
أذوب بصمت کالشمع
بين وحدة المحروم
بين شوقي المجنون
استقبل أيلول
عقل رغم الألم
يرضى ويستسلم
وقلب يرفض القبول
ينادي باطل .. باطل
أنت يا أيلول
يا من تقتحم أفکاري
وتحرق سجل أشعاري
وبوقاحة تکسر قلمي
تعتدي على أوراقي
وتقتل الإلهام
أنا وأيلول
وسطور قصتي الحزينة
وليل الخريف الذي لا ينام
وأشجاره‌ التي لا تستحي
فتتعرى أمامي
وتقذف في وجهي أوراق الأشجان
فأرى ذکرياتي مبعثرة في الطريق
وقد نامت عليها تراب السنين
وسحقتها أقدام الزمان
يضحك مني أيلول
يستهزأ بي ويقول
أنا لعنت الفال
أنا لعنت الفنجان
أنا القاتل
وأنت المقتول
أنا سيد الشهور
أنا ملك الأعوام
إنها ليلة الثاني والعشرين من أيلول
يا أيلول
إنها ليلة الثاني والعشرين
من صفحة کتابي الحزين
من لهيب الشوق والحنين
من وداعي لأب دون قبلة الجبين
حيث يرقص الموت حول أعناق البشر
ويسخر من الحياة
ويعلن انه‌ البطل
هو المنتصر
هو من نهى
هو من أمر
يغتصب طفولتي
ويغرقني بين أمواج القدر
ويعلن انه‌ البطل
إنها ليلة الثاني والعشرين
حيث تقترب الساعة من الثانية عشر
دقات.. دقات
وحبل الموت
يدنس طهارة الحياة
يدنس طهارة الأرواح
أفواج ... أفواج
سعداء لأنهم شهداء
ينادون بأعلى صوتهم ( مستعدون للموت)
ويزهق الصوت
يقر‌أون ( يس...والقران ألحکيم انك من المرسلين.....)
ويزهق الصوت
ينادون...ينادون
(که‌س نه‌ لى کورد مردوه‌ کورد زيندوه‌)
ويزهق الصوت
أصوات ..أصوات
اتذکر ما فات
واعدم أنا بحبل الآهات
هيهات...هيهات
لن يتوقف الزمن
جاء أيلول
وذهب أيلول
وسيأتي أيلول
وأنا لا حول ولا قوة لي
إلا أن اعدم في کل يوم من أيام أيلول.


س:- من خفف عنك أوجاع أيلول ؟
ج :- زوجي الرائع ازاد ، وأطفالي الثلاثة .
س:- كنت متفائلة بعقد المؤتمر في كوردستان ، والآن ونحن في ستوكهولم ماذا تقولين ؟
ج:- ماذا نفعل إنها ليست نهاية العالم ،لقد اقترحنا عقدها في كركوك أو كفري أو خانقين ولكنهم رفضوا . ولكن قل لي كيف تفسر الأمور ؟
قلت لها هل خانتك نبؤات الشاعر وبوصلات الفكر ، هل نسيت إن الإنسان نتاج مجتمعه ، وهذا يعني بالضرورة إن البعض مازال يحمل ثقافة وسياسة موروثة وان كانوا معارضين لها ، مازلنا نؤمن بالمهرجانات الاحتفالية والدعائية ، مازلنا نفكر ببث ساعة ولا نعرف أن نخطط في مجالنا الثقافي وفضاءنا السياسي .
س:- كانت والدتك الشاعرة ( صبرية هه‌کاري) حاضرة في المؤتمر فهل لك أن تحدثينا عنها كأم ، لأننا نعرفها كشاعرة ومناضلة .
ج :- 9 أولاد وزوج رحل نحو عوالم الشهادة ، فرض عليها القدر أن تكون صلبة كحجر كوردستان ورقيقة كجدائل نساءها ، کانت هي الأم والأب والمعلـم .
س :- ماذا عن صورة الأب ؟
ج:- التجأ للشعر ولأحاديث أخوتي الكبار كي اعرف عنه المزيد لأنه اعدم حينما كان عمري 7 سنوات . اسألهم عن ضحكته ، مشيته ، حديثه ، انفعالاته ، أحلامه ، ثم أعود بعد كل سؤال إلى عالمي الخاص واُناجي ابولو كي يلهمني بصورة شعرية ارسمها بفرشاة الم طفلة عمرها 7 سنوات .
س:- أراك متعلقة بالوالدة كما كنت في عمرك حينما استشهد الوالد ؟
ج :- كيف لا أتعلق بها ، فهي الشاعرة وصاحبة ديوانين للشعر ، هي الكادحة التي عملت بعد استشهاد والدي من اجل أن نحيا بعز وشرف ، عملت في مديرية بلدية دهوك موظفة في قسم الواردات وعانت کثيرا من اجل أن توفر لنا مستلزمات الحياة التي نحتاجها هي رمز الأم المناضلة ، فمن خلال الوالدين تعلمت أن أحب وعندما أحب لا أتنازل عن هذا الحب بأي ثمن .
س:- ما سر استخدامك اللغة العربية في أعمالك الأدبية ، أهي رغبة أم قرار ؟
ج:- جميلة هي اللغة العربية ، عميقة كالبحر وقبل هذا أو ذاك فهي لغة القران الكريم ، ولكن المشكلة إننا ضحايا اللغة ، فالنظام المقبور فرض علينا اللغة العربية مع شيء من الكوردية وبطريقة غير علمية كي لا نتقن اللغتين فكانت النتيجة إن جيلنا أصبح يعاني من مشكلة اللغة وأدوات التعبير في مجاله الثقافي والفكري وان كانت هذه النتيجة ليست مطلقة .
س:- ألا تجدين تناقضا بين كلامك بكون جيلك ضحية اللغة وكتابتك للشعر باللغة العربية ؟ .
ج :- قد يكون الأمر وراثة شعرية أو تحدي من نوع خاص ولكني أؤمن بان للوراثة والبيئة الاجتماعية تأثير كبير على الإنسان فانا اشعر إن والدتي أرضعتني شعرا من صدرها الطاهر النقي لأنها شاعرة .
س :- وماذا عن بداياتك الشعرية ؟
کتبت الشعر وأنا في الثالثة عشر من العمر وأول قصيدة كتبتها‌ کانت بعنوان الحلم والشتاء وکانت عن والدي الشهيد شعبان ..ثم بدأت مشاركاتي الشعرية في المناسبات وخاصة في المدرسة التي فرضت علينا أن نحدد مشاعرنا وأفكارنا حتى في عالم الشعر ، ولا أنسى نصيحة أساتذتي بعدم كتابة الشعر اوعلى الأقل الشعر السياسي الذي كاد أن يسبب لي مشاكل كثيرة لولا أستاذي الجليل والمربي الفاضل رشيد ميرزا اليزيدي الذي منع اعتقالي من قبل أجهزة البعث رغم صغر سني آنذاك .
س:- ما تأثير ألمنع على الشاعر ؟
ج :- اعتقد إن الشاعر كالطير، أنه يبتكر فضاءات جديدة كي يحلق ، مثلا يلجا للرمز في التعبير عن المباشر.
س :- من أية ارض تنطلقين حينما تكتبين الشعر ؟
ج:- حينما اكتب اشعر إن ذاتي مجزأة ، مقسمة مابين دياربکر وقامشلو ومهاباد . الشعر يكتبني قبل أن اكتبه ، الشعر ولادة جديدة وخاصة بالنسبة لي ككوردية لأنهم أنفلوا كل شيء ، أنفلوا الأشياء ألجميلة ، أنفلوا قلوبنا التي کانت تحمل الحلم الجميل والحب المخلص ،أنفلوا لغتنا وتراثنا و أنفلوا الفرحة والابتسامة والحياة بل أنفلوا حتى الموت فينا .
س :- هل التكنلوجيا والحضارة التكنولوجية تقتل الشعر؟
للأسف نعم ، أجد إن الشعر في تراجع أمام صوت الماكنة التي حولتنا إلى أجزاء صغيرة منها .
س:- وماذا عن الكتاب الكورد الذين يكتبون باللغة العربية ؟
ج:- اعتقد إن الكتاب الكورد الذين يكتبون باللغة العربية في غرب كوردستان ( كوردستان سوريا ) ليست لديهم أية مشكلة فعمقهم الثقافي مازال عربيا وان كان عمقهم القومي والسياسي كوردستانيا . المشكلة في جنوب كوردستان ( كوردستان العراق ) فبعد سقوط الفاشية ، بل وقبلها بدا الاهتمام باللغة الكوردية وهي مسألة طبيعية ومشروعة ويجب أن نكون مع هكذا توجه ، ولكن ذلك أدى إلى ضعف الاهتمام بالكتاب الذين يكتبون بالعربية على صعيد النشر والانتشار، إننا مظلومين مرتين في كوردستاننا الحبيبة وفي الفضاء العربي الذي يتصرف بشكل عام بنفس شوفيني مع الكتاب الكورد وبالذات الذين يعبرون بصدق عن مشاعرهم الحقيقية كونهم جزء من امة لها حق تقرير مصيرها كبقية الأمم .
س:- ألا تعتقدين إن في ذلك فوائد رغم ما ذكرتيه من سلبيات ؟
ج:- بالتأكيد ومنها خطوط تواصل جديدة مع أهلنا في غرب الوطن ومنهم الكاتب سليم بركات الذي يملك مفتاح اللغة العربية كما قال معين بسيسو ، وان أردت الصدق فأني اشعر بقرب يقترب مع الأستاذة والمبدعين في غرب الوطن مثل الصحفية اللامعة لافا خالد وأستاذنا الكبير إبراهيم اليوسف وهما من الأعضاء الكبار للاتحاد ومعهم أسماء كبيرة وكثيرة في غرب الوطن .
س:- وعن وضع المرأة الكوردية .
ج:- بالتأكيد وضعها أفضل من أختها العربية في العراق ولكننا بحاجة إلى الكثير ، إن تحرر المراة مقياس لتطور المجتمع ، واعتقد إنها هي التي يجب أن تحرر ذاتها ولا تنتظر الرجل . في مجتمعنا الكوردستاني أمثلة رائعة عن قوة المراة ، مثلا الاميرة ألکوردية الفيلية ( قدم خير ) هذه‌ المرأة المناضلة والقوية التي تمثل بصدق المرأة الکوردية بشجاعتها وصمودها والتي انتفضت بعد مقتل أخيها أمير إمارة اللر... وکيف واصلت المسيرة وتحدت الشاه‌ رضا الپهلوي الذي عرض عليها الزواج فرفضت وقالت له‌ بکلماتها المأثورة ( إنني لست امرأة حتى أتزوج...بل أنت امرأة).
س:- من يقرا قصائدك يعتقد انك حملت أشرعة السياسة ودخلتي موجها وبالذات مدها القومي .
ج:- لا يمكننا فصل السياسة عن أية ممارسة اجتماعية وحتى الثقافية منها ، السياسة صار سماء ومشترك كل شيء في كوردستان ، ولكني لا أحبها وبشكل أدق لا أحب الالتزام التنظيمي .
س:- في الكثير من قصائدك تذكرين القائد الكوردي مصطفى البارزاني ، أهي مشاعر قومية أم توظيف سياسي ؟
ج:- البارزاني الأب أكثر من رمز أو مادة للتوظيف السياسي على الأقل بالنسبة لي ، منذ طفولتي قالت والدتي انه جدك ، نعم ، في احد الصباحات الكوردستانية حيث القران والبكاء جزء من حياتنا ، نهضنا وأخوتي نسأل الوالدة ( أشهيد جديد في طريق الوطن ؟ ) قالت :- رحل جدكم البارزاني ، وطلبت منا أن نمکث في المنزل وألبستنا جميعا ملابس سوداء ولم تسمح لنا أن نذهب للمدرسة ذلك اليوم وقالت عليکم أن تجيبوا کل من يسالکم ماذا حدث ولماذا القران فقولوا لقد مات جدنا البارزاني .هکذا عرفت ذلك القائد العظيم الخالد إلى الأبد الذي هو مدرسة الکوردايتي .
س:- وماذا عن الكتاب العرب ؟
ج :- لي زميلات وزملاء عرب اعتز بهم ، وهنا لا بد أن أشير إلى الأقلام العربية التي تکتب عن القضية الکوردية وتساندها فمن منا لايعرف المرحوم ( هادي العلوي ) الذي کتب براءة لأطفال کوردستان أو‌ القاضي زهير كاظم عبود والدکتور منذر الفضل و البروفسور عبد الإله الصائغ الذي كتب أجمل قصيدة في حلبجة والكاتب الفلسطيني د. احمد أبو مطر و الأستاذ سمير سالم داود وعبد المنعم الاعسم وكامل السعدون ، وآخرون اعتذر منهم فهي آلية الذاكرة التي لاتتقصد في اختيارها .
س :- ماذا عن ديوانك الشعري ؟
ديواني الأول بعنوان ( أنا وأيلول ) انه تحت الطبع .
س :- ماذا تقولين ونحن على وشك الانتهاء من الجلسات الختامية للمؤتمر؟
ج:- شكرا للذين حضروا ،وضعفها للذين حلموا كي يحضروا ولم يتمكنوا لظروف كانت أصعب واكبر من الحلم .