الصفحة الثقافية

الرئيسية

 

| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

الخميس 5/2/ 2009



مهرجان الفن العراقي الهولندي ، حوار بين ثقافتين

مجيد خليل

افتتح مهرجان الفن العراقي الهولندي يوم 27/1/2009 ، وذلك على قاعة متحف المأثورات الشعبية بمدينة "لايدن" . جرت مراسم الاحتفال في قاعة المتحف الكبرى والتي يتوسطها معبد مصري فخم ، حصلت عليه هولندا هدية من الحكومة المصرية في الستينات ، وأصبح المعبد خلال هذه الأمسية مسرحا للعرض وخلفية للعروض الفنية من رقص وموسيقى و تشكيل .

كان المهرجان حصيلة تعاون ثلاث جهات ، عملت على إنجاحه وإظهاره بما يليق بحضارة وادي الرافدين و إنجازات مبدعي العراق في مختلف الفنون ، الجهات الثلاث هي : مؤسسة سين آرت ومتحف المأثورات الشعبية بالتعاون مع السفارة العراقية في هولندا .

افتتح الحفل بكلمة للسيد سيامند البناء سفير العراق في هولندا ثم كلمة السيد فيم فايلاند مدير متحف المأثورات الشعبية ؛ بعدها بدأ حفل الافتتاح بعرض فني أخاذ ، حيث قدمت راقصة هولندية رقصة عرس جميلة بعنوان "ذكريات كلكامش" على أنغام الناي التي عزفها الفنان ستار الساعدي ، تقدمت الراقصة العروس وهي تسحب غلالتها البيضاء باتجاه مدخل المعبد ، تصل المنصة ثم تحلق بجناحيها الذهبيين إلى داخل المعبد الذي أصبح جزءا من العرض ، وبمرافقة إيقاعات طقوس دينية ، تكمل المشهد وتمنحه أبعادا صوفية . ومن المعبد أيضا انطلقت الحناجر بغناء عراقي شجي ، أداه الفنانان بيدر حميد البصري و ألان جورج ، وتوحدت أصوات العراقيين والهولنديين وهي تردد بفرح ونشوة "طالعة من بيت أبوها....." و "فوق النخل فوق...." كذلك أبدع الفنانون ستار الساعدي و صفاء الساعدي و مولين توالفهوفن بتقديم مقطوعات موسيقية متميزة بأجواء الشجن والشوق جسدت للحضور لوعة الحنين إلى الوطن وشوارعه وأفيائه و ناسه .

بعد هذا الافتتاح الفني الباهر للمهرجان ، افتتح المعرض التشكيلي والذي ضم أعمالا عدة لمجموعة فنانين هولنديين و عراقيين . الفنانون التشكيليون العراقيون هم : قاسم الساعدي ، عفيفة لعيبي ، محمد قريش ، بالا صالح ، كولار مصطفى ، كوران رشيد . وقد استخدم الفنان قاسم الساعدي المعبد المصري أيضا لعرض عمل له في مدخله بعنوان "تعويذة حب" وهو عبارة عن ورق شفاف كأنه قصيدة من نسيج القلب وتحته بساط من الرمل عليه طريق من قطع سيراميكية باتجاه القصيدة ، كما عرض أعمالا أخرى منها : وجهان لبغداد ، ما بين الألم و الأمل ، مستخدما المسامير لإظهار آلام مدينة مصلوبة ما تزال حية .

كان الافتتاح المتميز والعرض المتنوع الجميل لأعمال وتجارب وخبرات مختلفة ، والحضور البهي لجمهرة واسعة من أبناء الجالية العراقية ومن الهولنديين ؛ قد أضفى على المهرجان بهجة و رونقا ، فكان بحق مهرجانا للفرح والثقافة و الفن .

كان المهرجان بتنوع نشاطاته نافذة أطلت منها ثقافة وفن العراق لتقدم الهولنديين نموذجا وصورة غير تلك الصورة السلبية التي يعرفونها من وسائل الإعلام . كانت الفعالية جسرا لربط الثقافتين والتواصل بينهما ، فقدم هذا النشاط المشترك صورة زاهية عن العراق هي غير صورة القتل و والإرهاب و الدمار ؛ لقد حضر العراق بالصورة المشرقة التي يتشوق إليها العراقيون بعد طول معاناة من الديكتاتورية و ويلاتها .

تجدر الإشارة إلى أن المهرجان شهد إعلان مشروع تأسيس جمعية للصداقة الهولندية – العراقية ، تدعمها السفارة العراقية ، برئاسة السيد فان ايكلين ، وزير الدفاع الهولندي السابق ، ومن المؤمل أن ينعقد اجتماعها التأسيسي في 24/3/2009 .

 

free web counter