الصفحة الثقافية

الرئيسية

 

| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

 

السبت 9/7/ 2006

 

 

توهج النص والإبداع في مكننة الأزمنة عند الشاعرة ميادة العاني


محمد الحافظ
m_alhafz@yahoo.com


إن أجيالا من البشر يغمرها مد الزمن ولكنه يترك ملامحها الخاصة ثابتةً أبداً - ( بليك )

مكننة الأزمنة في فضاء النص، هي صياغة جمالية يضيفها الكاتب ليرتفع بالنص إلى أعلى درجات الإبداع.وهذا ما نراه عند الشاعرة العراقية ميادة العاني في(موعد مع الانكسار) وهي تحاور ذاتها لترتفع إلى الزمانية المطلقة و باقتدار المتمرس على الخوض في صراعا ته النفسية .فنراها تضع يدها على الجرح لتخلق من معاناة الفرد لوحة شاعرية تشرك القاريء في بناءها ،لتصبح أزمنتها الخاصة،أزمنة لا حدود لها.تجبرنا على المشاركة معها ،لتكون فضاءلت عامة تتماهى فيها الخاصية الفردية.
ـ هي الساعات /تمضي/ الليل / طويل /سأستقل / الرحيل / وهي تصبغ النص بالزمانية اللا محدودة ،تؤكد هنا أيضا على وحدة القصيدة.
وعلى شاكلة نصوصها الأخرى.حين تضع نفسها بمحاذاة النص ليأخذ انسيابيته دون الانفراط عن ملامسة أناملها والتحاور معها .ونراها أيضا تمنح الزمن
حريته للتلاعب بمحاور النص ،لتعود الساعات فتجر النص مرغما يمضي معها ليقع في دائرة التداخل الزمني،يختلط الليل بعقارب الساعة ،يشكل هذا الاختلاط وحدة زمنية تنظر الشاعرة منها إلى أفق آخر يحيطه الغموض رغم أشراقة النص وجماليته. أفق لا يقترب بالمرحلة الآنية فحسب وإنما يتعداها ليكون عنصرا تبنى عليه موضوعة النص.بإشكالية يصعب على المتلقي الإمساك بشمولية القصيدة دون التنقل بين عرائش التضاد الزمني ،سكون /ضجيج/.... العقم/ خصوبة/نقطة الم/ تشع وجدا/. وها هي الشاعرة تدخلنا إلى فضاءات زمنها والتي ما أن برحته حتى سرعان ما عادت إليه ثانية . /اشد جزعي للنوم / سأستقل الرحيل / الغد القادم /وداع الأرواح/ .ومن النظر برؤيا واقعية للنص نرى هناك أزمنة فكرية تتماهى تدريجياً مع أزمنة عاطفية في الإحساس الروحي لدى الشاعرة تختزل الكثير من المسميات لتضع عليها سطوعها بعبق إنساني شاعري ،تحدد فيها مسارات وحدة القصيدة ،فتخلق جوا ًخاصاً بها تغلفه بانفعالية حادة في بعض الأحيان كما هو الحال في ،/لنخنق الأحلام في زنازين الانتحار / تسقطها هذه الانفعالية في فنتازيا شعرية جميلة ، تؤرخ للكثير من عناوين مسيرتها الذاتية. تتأرجح بين الحب وبين الخوف منه ،وبين ألذات الممتلئة بطفولة عذبة وبين قادم مجهول يحمل بين دفتيه عذابات مؤجلة،ونحن نعيش لحظات زمن كتابة النص مع الشاعرة نحس بدرايتها المتمرسة في هذا الواقع المؤلم لتضع سطوعها عليه بحلول ترتضيها هي،رغم إن قلق الشعر يؤرقها وخوفها الدائم من غدها .فيثير عندها روح الإبداع والتألق رغم انكسارها المعلن أمام واقع مؤلم ، فتعاجلنا في نهاية النص برسم خطوط ذلك الانكسار ببراءة طفل وإحساس شاعر .
ـ أسفا ً لقلبي .....
أنه قد كان على موعد من ألانكسار .