آداب

 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

الخميس 10/6/ 2010



أسطورة حب سومرية
1

سعد الحجي

هي : (كانت الرفعةَ والوقار..
قيلَ أنها كانت أميرةً من أور، وقيلَ: بل من آشور!
هجرتْ عربتَها الملكيةَ المضمّخةَ بعبقِ التاريخ، حين تفشّى في سومرَ وباءُ "النحرِ بالسكاكين"! ، إلى أرضٍ يتطاولون فيها بالبنيانِ فرأتْ فيهمُ متَفشّياً وباءَ "النحرِ بانحدار النفوس"! ..
غادرتْ على عجلٍ حتى أدركتْهُ ، هو ، فأطرقتْ وابتسمتْ وعزَمتْ، ثم.. صمتتْ ! )

هو : (لم يكن مسافرَ البدنِ رغم رحيله! روحُه هي التي كانتْ هائمةً لا يستقرّ لها حال..
قيلَ أنه ظنّ نفسهُ "أوتنبشتم"، وقيلَ: بل "كِلكامِش" !
حين اقتربتْ كان منهمكاً بملاحقة كلماتِه المتسرّبة.. عصافيرٌ مشاكسةٌ لا تتوانى عن الهروبِ من قفصِ سُطورِه..
كان يريدُ أنْ يسوّدَ ، بمداد روحهِ، آخرَ وريقاتِهِ اللاتي لم يرسلهنّ إليها ،
كان يعلمُها ستأتي.. حدَسٌ لم يفارِقهُ مثل احساسهِ الأزليّ بسَعْدٍ يلازمهُ أينما حلّ..
لذا فقد كتبَ لها على بابِ دارهِ إشارةً بيّنة: "أقولُ امْكُثي" !
يبحثُ عن أوراقِ شعرهِ التي ذبُلتْ واصْفرّت وقلمِهِ المفقودِ فيما لا يتذكّرهُ من حروبٍ وأسفار ،
يريدُ لكلماتهِ وسطورهِ أن تكونَ بهيةً كبهائِها حين تصِلْ..
متألقةً كتألّقِها يوم ستكلّمهُ أول مرة.
عذبةً كعذوبةِ رحلتِها الأسطورية،
يريدها تنسابُ كأنغامِ أغنيةٍ في صبحٍ نديّ..!)

هي: غريبةٌ عن أهلي وعن وطني !

هو: غريبةٌ روحي و.. على كفّيكِ أرى وطني نما، فتلاشى الرحيلُ !

هي: ربما حرّكتْ نسمةٌ سومريةٌ ركودَ أيامِكَ.. غير أنّ قلمَكَ راسخٌ لن يضيع!

هو: تأخّرتِ ... وحين ذبحني انتظارُكِ من الوريد الى الوريد..
لم أنْـبس بـــ "آه" ..
رسمتُ تأوّهاتي على أوراقي واصطبرتْ! .. ألا تُجيبين !؟

هي: صمتي عميقٌ تنبعُ من غوره الحروف.. أنصِتْ إليه !

هو : (رنا... ثم دنا...
كان أسداً لبابلَ وُلِدتْ من جديد!
اشرأبّ... تنفّس... ثم انتشى...
كان ثوراً مجنّحاً لنينوى لم يُعثَر عليها في مجاهل التاريخ!
لامسَ خيالُهُ ظلّها فثمِل ثم لم يُفِق ...
كان كـلكـامشَ الذي وجدَ إكسير الخلود ! )

هو: لكِ عندي ما تعلمينَ، ثابتٌ ويزيدُ ..

هي: لكَ عندي ما لا تعلم، والله يعلم..

هو : (استمعَ الى سقسقةِ عصافيرِ الصباحِ في صدرهِ تشدو أنغاماً تختلطُ فيها أصواتُ فيروزَ مع ألحانِ موزارت وفيفالدي..
ثم انتبهَ الى نفسه، كان يحلّق عالياً مع سرب السنونو المسرع..
كانت الشوارعُ والأشجارُ تمرّ أمامهُ مسرعة..
حلّق السربُ عالياً فرأى المدنَ والانهارَ صارتْ ربىً وحقولاً وسواقٍ صغيرة، وكانا ،هو وهي، يلعبانِ عند ضفةِ الساقيةِ صغاراً !
لم يبالي بالسرب الذي كان يتجهُ شمالاً.. كان يريدُ أن يصلَ الى حيثُ كان حُلمهُ يدعوه.. بعيداً وراءَ المحيطاتْ! )

 



 

 

free web counter