آداب

 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

الأحد  26 / 1 / 2014

 

 شواطئ المستحيل

نسرين محمود
nesrinn282@gmail.com

جالسة على كرسيٍ بارد والخيال رفيقها الأول تراقص ألف فارس وتودعهم وهي تنتظر حلمها.......... فارسها المنتظر
وألتقيا..........

إنه هو من أضاء بنوره روحها ليخرجها من ظلمة الخيال إلى نور الحياة إنه هو من همس في أذنيها ورشف من جسدها رائحة الياسمين..من أشعل أعواد اليأس في نفسها ناراً أدفئ شتاءها هو من نسل من أزهار الربيع تاجاً وألبسها ..دغدغ بنسيم صباحٍ صيفي وجهها إنه من لملم دموعهها المتساقطة كأوراق الخريف وسكبها عطراً على جسدها المتعب من فرط الإنتظار  .

إنه رجلٌ يقف بين خريف العمر وشتاءه حقيقتها المنتظرة ،واقعها الجميل فارسها الذي حلق بها إلى السماء ورقصوا معاً مع النجوم  .

لكنها أدركت فجأة إنه لم يكن يوماً لها ،لم يكن سوى لحظاتٍ عابرة تسلل منها إلى روحها بشغف ،تحكم بضربات قلبها بحب ،صور لها ألف صورةٍ جميلة في عينيه .

مزقت حبال الخيال ونسيت في بريق عينيه كيف تحلم .

ها هي تتمسك بواقعها بحقيقتها الوحيدة تأبى أن تُخرج سموم عشقه من دمها احتفظت به رغم قناعتها بأنه سيقتل فيها الإحساس والحياة سيحرق أحلامها ويدمر قلاع مملكتها المنشودة .......

كيف تخرجه وهي التي أغمضت عينيها على جفونه وأبصرت الجمال من عينيه كيف تقتله وهي التي ألغت وظيفة الرئتين من جسدها وباتت تتنفس من أنفاسه ...

كيف وهي التي لم تعشق الحياة إلا من بعده .

بقيت على شواطئ المستحيل تنتظر وهي على يقين بأن المستحيلات ثلاثة فقط : الغول والعنقاء والخل الوفي .

 

free web counter