الصفحة الثقافية

الرئيسية

 

| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

 

الجمعة 19/5/ 2006

 

 

 

رحلة ابن فضلان

 

دراسة وتعليق وترجمة الكاتب سهر العامري

صدر في السويد ، وعن دار نشر فيشون ميديا (Visionmedia ) كتاب : رحلة ابن فضلان ، دراسة وتعليق وترجمة ، للكاتب سهر العامري ، وقد بذل الكاتب جهودا جمة في إعداد الكتاب ، وإخراجه ، هذا بالإضافة الى تقديم دراسة عن بعض المواضيع التي تحدث عنها ابن فضلان ، وقد جاء في مقدمة الكتاب ، ومثلما كتب الكاتب نفسه الآتي : كشغفي بصنوف الأدب الأخرى شغفت بأدب الرحلات الذي أخذ شطرا من وقت القراءة عندي ، وكان أول كتاب قرأته في هذا اللون من الأدب ، وشدني إليه بقوة ، هو كتاب الرحالة العربي الشهير ، ابن بطوطة ، المعروف بــ ( تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار ) واختصارا بـ ( رحلة ابن بطوطة ) . لقد قرأت هذه الرحلة ست مرات ، وفي أكثر من بلد نزلت به ، وقد قادني شغفي ذاك ، وقراءتي لهذه الرحلة ، الى كتب رحالة آخرين سبقوا ابن بطوطه الى هذا الميدان ، أو جاءوا إليه من بعده ، فقرأت ( صورة الأرض ) لابن حوقل ، و ( السفر نامة ) ، لناصر خسرو ، و ( رسالة اعتبار الناسك في ذكر الآثار الكريمة والمناسك ) المعروفة بـ ( رحلة ابن جبير ) ، لمحمد بن جبير الأندلسي ، و ( أعجب الرحلات في التاريخ ) ، لأنيس منصور ، وأخيرا ( رسالة أو رحلة ابن فضلان ) لأحمد بن فضلان ، هذه الرحلة التي يضمها كتابي هذا بين صفحاته ، والتي كان صاحبها من أوائل الرحالة العرب والمسلمين ، أولئك الذين رحلوا بسفارة لملك ، أو خليفة مثل ابن فضلان نفسه ، أو الذين رحلوا من أجل التجارة ، والسياحة مثل ابن حوقل ، وابن بطوطة ، ورغم اختلاف مقاصد الرحلات تلك ظلت مواضيعها واحدة ، تجسدت في كنز من المعلومات عن أماكن ، وأزمان ، وبشر حل هؤلاء الراحلون بهم ، وبها ، فكتبوا عنهم ، وعنها بصدق ، وموضوعية ، وبإثارة أحيانا ، وذلك لما احتوته تلك الكتابات من وصف لأحداث ، وغرائب ، ومغامرات منقطعة النظير. .
لقد استهوتني مضامين تلك الرحلات كثيرا ، وصرت لا أكتفي بقراءة واحدة للرحلة الواحدة منها ، ولكنني ، ومنذ أن وقعت بيدي رسالة ابن فضلان قبل سنوات ، رحت أبحث عن كل حرف كتب عنها ، وقد تيقنت ، فيما بعد ، أن العرب لم يكتبوا إلا شيئا نزرا ، مقارنة بما كتبه الأوربيون عنها ، وبلغاتهم العديدة ، ولهذا وجدت من المناسب أن أنقل بعضا مما كتبه هؤلاء عن مواضيع تهمهم هم ، مرّ عليها ابن فضلان في رسالته ، ولم نطلع عليها نحن معشر العرب ، ولما كنت أنا أحسن اللغة السويدية ، ولما كان ابن فضلان قد كتب عن أهلها ، لهذا تركز نقلي ذاك ، ودراستي هذه ـ في أغلبهما ـ عن أولئك السويديين ( القراصنة ) الذين التقاهم ابن فضلان قريبا من ضفاف نهر الفولغا ، ولهذا السبب تعرضت أنا للمدن التي أشادها هؤلاء القراصنة على ضفتي بحر البلطيق ، أو تلك المدن التي ازدهرت نتيجة لنشاطهم التجاري مع بلدان الشرق ، وما خلفوه وراءهم من أثار تمثلت في مساكن وسفن ، أو في نقود وسلاح ، ولباس . وحاولت تعزيز ذلك بملحق من صور نقلتها من مصادر متعددة ، أشرت الى كل واحد منها في ذيل التعليق الذي تركته تحت كل صورة منها . وقد حرصت أن أضيف الى كل ذلك نص رسالة ابن فضلان ، موضحا معاني بعض المفردات التي قد تكون غريبة على القاريء ، ومثل ذلك أضفت كذلك فصلا تاما كتبه ابن فضلان في رسالته عن القراصنة السويديين الذين عرفهم هو باسم : (الروسية ) ، وكان هذا الفصل مترجما الى اللغة السويدية ، وقام بترجمته إليها مع فصول الرسالة الأخرى Stig Wiknader في كتابه : ( 1978 Araber, Vikingar, Väringar, Lund)
ولكنني تصرفت قليلا في هذه الترجمة ، اعتقادا مني بأن المترجم لم يقم بترجمة رحلة ابن فضلان من اللغة العربية مباشرة ، وإنما قام بترجمتها من اللغة الإنجليزية على أكثر تقدير ، وذلك لأنه قد نهج في ترجمته نهج الترجمات الإنجليزية لها .
ولا يفوتني أن اذكر أخيرا من أنني قد عدت الى مصادر كثيرة كتبت عن صاحب الرحلة ، وما تناولته هي من موضوعات ، وفي لغات ثلاث : هي العربية ، والسويدية ، والإنجليزية ، وقد قمت بذكر بعض منها في نهاية الكتاب .