| الناس | الثقافية  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

فنون

 

 

 

الأحد 11/3/ 2007

 

 

حديث عن الموسيقى
(
5 - 15)


حميد البصري

عزيزي القارئ ، لنكمل حديثنا عن أنواع التأليف الغنائي العربي

6- الموشح 
الموشح كنص ، فن قائم بذاته مستخرج من الشعر . وقد يشبه أوزان الشعر غير أنه لا يتقيد بها من حيث وحدة القافية . يغلب فيه اللغة الفصحى والقليل منه منظوم باللغة العامية . ولسنا بصدد استعراض فن الموشح كنص، لكننا سنشرح قالبه الغنائي بالتفصيل .
ينقسم الموشح الى ثلاثة أقسام من ناحية ترتيب تلحينه يسمى القسم الأول بدنية أولى أو الدور الأول يتبعه الدور الثاني والثالث أحيانا مبنيا على نفس اللحن والميزان . أما القسم الثاني فيسمى الخانة أو السلسلة . ويغلب تلحينه من الأصوات الحادة لسلم الموشح الموسيقي . أما القسم الثالث فيسمى القفلة أو الغطاء ويبنى على ميزان ولحن البدنيات ( الأدوار ) .
تتميز ألحان الموشحات بالتفاصيل الدقيقة للزخارف اللحنية ، والتطابق المتقن بين نقاط القوة والضعف في الميزان أو ما يطلق عليه ( الدم والتك ) مع النص الشعري . ولضبط هذا التطابق يعمد الملحن أحيانا إلى استخدام مفردات لغوية مثل يا ليلي – يا عيني – يا للي – آه . . . . الخ .

7- المغناة ( الأوبرا )
وهو أصعب أنواع التأليف الغنائي ، لحاجته إلى التعبير الموسيقي الدقيق لمضمون الكلام أو الموسيقى المعبرة عن المشهد التمثيلي بانفعالاته المختلفة . وقد أخذ العرب هذا النوع من التأليف الغنائي من أوربا لكنهم استخدموا قالب الأوبريت ( المسرحية الغنائية ) الذي يشتمل على مقاطع تمثيلية بدون غناء أو استخدام الأداء التوقيعي ، خلافا للأوبرا التي تكون كلها مغناة .
تمتد جذور الأوبرا إلى الدراما اليونانية القديمة ، ومولدها في نهاية القرن السادس عشر في فلورنسا بايطاليا . عرضت أول أوبرا عام 1597 م وأول تجربة للأوبرا في المنطقة العربية قدمت في القاهرة عام 1871 م وهي أوبرا عايده من تأليف الموسيقار الأيطالي ( فيردي ) . ثم توالت التجارب في أوربا ، فتطور الاتجاه في فرنسا من الدراما الموسيقية الألمانية المكثفة إلي الدراما الشاعرية الغنائية المرتبطة بالأوبرا الهزلية . وقدمت المدرسة الروسية النموذج الأصلي للملحمة الدرامية الموسيقية المبنية على أحداث تاريخ البلاد .
أما عن تجارب المسرح الغنائي العربي ، فمن غير الممكن تحديد بدايته بالتجارب الأولية التي أدخلت فيها بعض الأغنيات الخفيفة ضمن المسرحيات ( الكوميدية خاصة ) لتوسيع رقعة جمهور المسرح ، كما فعل أبو خليل القباني وغيره ، بل يمكننا القول أن أولى التجارب القريبة عموما لشكل المسرحية الغنائية ( الأوبريت ) كانت في مصر على يد الموسيقار خالد الذكر ( سيد درويش ) . فقد قدم مجموعة من الأوبريتات امتلكت الى حد كبير مواصفات المسرح الغنائي . وفي لبنان كانت مسرحيات الرحابنة الغنائية أكثر تطوراً وتنوعاً ونضوجاً . وقدمت نماذج متفرقة من المسرحيات الغنائية في العراق مثل( أوبريت بيادر خير ) عام 1969 وفي سوريا واليمن والمغرب العربي .
القوالب ذات الخصوصية المحلية :
1- الدور في مصر :
زجل مصري يشبه الموشح بتركيبه ، ينظم متحرراً من فصاحة اللغة والأوزان العروضية . وهو قالب غنائي ينتقل فيه الملحن بين أجناس موسيقية مختلفة ثم يعود في النهاية إلى اللحن الأساسي ودرجة ركوزه في أغلب الأحيان ، وربما يتم الاستقرار على أحد فروع السلم الأساسي . ظهر الدور في النصف الأول من القرن التاسع عشر على يد الشيخ محمد عبدالرحيم المسلوب ثم اكتمل بناؤه الفني على يد عبده الحمولي ومحمد عثمان .
مرّ تكوين قالب الدور موسيقياً بأربعة مراحل أساسية :
المرحلة الأولى :
كانت صياغته قريبة الشبه بالطقطوقة . مكوناً من مذهب وأغصان . فالمذهب تؤديه مجموعة
( المذهبجية ) بجانب الأغصان عدا الغصن الأول الذي يؤديه المغني الرئيسي . والمذهبجية جماعة من ذوي الأصوات الحسنة يبلغ عددهم أربعة على الأكثر ويسمون أيضاً ب( السنّيدة ) ، وظيفتهم ترديد الآهات وبعض الجمل الغنائية في الدور ، وهم يتبادلون الغناء مع المغني الرئيسي في الجزء المسمى ب( الهنك ).
وكان لحن الغصن والمذهب واحداً وميزانه في أغلب الأحيان الوحدة البسيطة 4/2 .
المرحلة الثانية:
أدخل على الغصن تنويعات لحنية تنتقل من سلم موسيقي لآخر ، كما أدخل على الدور ( الهنك ) ، وهو التبادل الغنائي بين المغني والمذهبجية .
المرحلة الثالثة:
تميزت بإدخال الجمل الموسيقية ( اللوازم ) أثناء أداء المذهب والأغصان ، والتوسع في ترديد الهنك الذي ينطلق فيه المغني بارتجالاته وإبداعاته بإعادة الأغصان بأشكال مختلفة وتنقلات نغمية متعددة حسب إمكانياته الصوتية وقدرته على الإرتجال . يتألف المذهب من ثلاثة أجزاء :
أ- لحن يعتمد على السلم الأساسي للدور بجنسيه ( الجذع والفرع ) .
ب- لحن يتجه إلى الدرجات العليا للسلم .
ج- عودة إلى درجات جنس الجذع والاستقرار على درجة ركوزه .
ويكون الميزان مصمودي كبير 4/8 أو وحدة كبيرة 4/4 . يلي ذلك فاصلة موسيقية تتكرر تهيئة للبدء بالغصن .
أما الغصن فهو جملة غنائية يؤديها المغني منفرداً بلحن الجملة الأولى من المذهب وبكلمات مختلفة . ثم يؤدي ثلاث إلى أربع جمل أخرى تفصلهما لازمة موسيقية تساعد المغني على تكرار الجملة الأولى . وهذا التلوين يسمى ( الحركات ) . ثم يبدأ المغني بجمل غنائية مستخدماً كلمة ( آه ) يرددها مجموعة المذهبجية من بعده ، يلونها بأكثر من ثلاث مرات . وفي المرة الأخيرة يؤديها بشكل يُشعر فيه المجموعة بانتهاء التلوين وعندها يرددوا الجملة الأساسية الأولى . يتكرر هذا التبادل التجاوبي بين المطرب والمجموعة في جمل لحنية جديدة أخرى ، إلى أن يؤدي المغني بكلمة ( آه ) درجة صوتية معينة بزمن محدد ثم يشترك الجميع ( المطرب والمذهبجية ) في غناء الجزء الأخير من المذهب حيث ينتهي الغصن ومعه ينتهي لحن الدور .

يتبع

¤ الجزء الرابع

¤ الجزء الثالث

¤ الجزء الثاني

¤ الجزء الأول