قيس قره داغي

 

مؤتمر كوردي في المنفى .. لماذا ؟

قيس قره داغي

يترآئى من العنوان ان المؤتمرين ربما هم معارضون لحكومة كوردستان أم هم أناس ممنوعون من دخول كوردستان ، لكنهم لا هذا ولا ذاك ، لا بل ان كوردستان هي البقعة الوحيدة في منطقة الشرق الاوسط لم تحظر دخول أحد من مواطنيه الى أراضيها وحتى الذين برشقون الحكومة ورموزها بوابل انتقاداتهم الكثيفة بحق أو دون حق ، غير اننا نتحدث عن مؤتمر لاتحاد يضم أكثر من مئتي كاتب وصحفي تمتاز أقلامهم بالنزاهة وعدم الانحياز ولم تنزلق كتاباتهم يوما لا الى منزلقات الخيانة ولا حتى منزلق الاشتراك في أقتتال الاخوة المؤسفة في كوردستان ، في حين أن نفر كبير من حملة الاقلام ممن كانوا ولا يزالوا يهيمنون على دست الاعلام الكوردستاني لم يتهاونوا في صب الزيت على النار المشتعلة وقد أعطوا أنطباعا غير حسن على أداء المثقف الكوردي وضربوا شرف المهنة الكتابية عرض الحائط مع شديد الاسف والاسى ، غير انهم لم يتعظوا من دروس الماضي وبدلا من فسح الافاق واسعة أمام الاخرين لدفع العملية الاعلامية الى مستويات أفضل تكالبوا على مواقعهم القلقة ليبقى الاعلام الكوردي دون مستوى المرحلة بكل ما في الكلمة من معطيات ومدلولات رغم الامكانيات السخية المتاحة أمامهم وهذا بلاء وجب أستئصاله من جسم الاعلام عاجلا أم آجلا ، على كل حال أنا بصدد الحديث عن موضوع المانشيت وهو مؤتمر لجمع متميز من الكتاب لا شائبة على أدائهم أجتاحوا عالم الكتابة الالكترونية وتركوا لهم بصمات واضحة فيه وسبقوا كتاب الامم الاخرى في تشكيل أتحاد لهم سموه (( الاتحاد الكوردستاني للاعلام الالكتروني )) وقد أجتمعت الهيئة الادارية المؤقتة عشرات الاجتماعات عبر الفضاء الالكتروني بغية وضع قانون لاتحادهم تمخضت في الوصول الى نتائج ايجابية جيدة وهم الان على أعتاب عقد مؤتمرهم التأسيسي الاول في العاصمة السويدية ستوكهولم في منتصف الشهر القادم ( ديسمبر ) ومن ستوكهولم يطرح المسآئل سؤاله المشروع , لماذا في ستوكهولم وليس في كركوك ام هولير أم السليمانية أو خانقين ؟؟
الحقيقة التي تريد الانفلات من قوقع الكبت تقول ان معظم أعضاء الهيئة الادارية والهيئة المؤوسسة لهذا الاتحاد كان برتأي التوجه الى أحدى مدن كوردستان لعقد المؤتمر التأسيسي ، ولم لا ؟ وهم يرون كوردستان والحمد لله ينعم بالاستقرار والامان وزد على ذلك يكيل عليه المتربصون له أجمل تهمة وهي تهمة الاستقلال الذي نتمناه ويتمناه كل كوردستاني من الاعماق ، لا وحكومة أقليم كوردستان ليست كما كانت بداية تشكيلها تعاني من قصر اليد وبصر العين فهي متمكنة بلا شك ، فيكاد أن لا يمر يوما في كوردستان دون عقد مؤتمرات وكونفرانسات ومهرجانات لا ترتقي أهمية بعضها الى نصف اهمية مثل هذا المؤتمر المنشود وهو يعكس تفاعل المثقف الكوردي مع أحدث ما توصلت اليها البشرية وهي المعلوماتية التي ستلغي يوما الصحافة المكتوبة وتودعها في متحف التاريخ , وقد حاولوا الاتصال بمسؤولي الحكومة عبر القنوات الاصولية لعلها تختصر طريق وصول مندوبي المؤتمر خارج الاقليم وقد أبت الهيئة أن تسلك طريق الوساطة عبر المنسوبين والمحسوبين، وكيف له أن يسلك مثل هذا الطريق وهو يمثل سلطة رابعة من أولوياتها القضاء على المحسوبية والمنسوبية ، غير أن الجواب جاء متأخرا ، ومتأخر جدا وقد حمل جوابا سلبيا من النوع الدبلوماسي المقيت الذي يتحاشا الصديق أن يؤديه مع صديقه الوفي وقد كانت جميع المراسلات توجه الى السيد عزيز الحريري مسؤول المؤتمرات والمهرجانات في وزارة الثقافة في حكومة أقليم كوردستان ووردت أخر رسالة منه تحمل الرد السلبي الذي دعانا الى أعادة ترتيب أوضاعنا من جديد واقرار عقد المؤتمر رغم داء قصر اليد في المنفى قبل أن يخيبنا من كان جسرا بيننا وبين رئاسة الجمهورية ويبلغنا بنفاذ محاولاته الرامية الى مد يد الرئاسة الى اتحادنا الوليد . سيعقد كتاب الفضاء الالكتروني مؤتمرهم التأسيسي في المنفى دون أن يستفيدوا من فضاء وطنهم المنعتق وحتى أعضاء الاتحاد في الوطن سوف يتابعون احداث المؤتمر عبر الفضاء الالكتروني التي تهيئها الهيئة لهم فيما أذا لم يدخل عامل انقطاع التيار الكهريائي في الوطن عائقا آخرا أمام اشتراكهم ، ولكن الكلمة الاخيرة فهي ان كل عضو من أعضاء الاتحاد لم يندم على كل كلمة كتبها في حق وطته وشعبه وحكومته التي ناضل بالدم والحبر من أجل ألتئامها وسوف يواصلون في نهجهم رغم كل شئ ، ولكن لهم صفحة للعتاب على حكومتهم لا تطوى بسهولة .