| الناس | المقالات | الثقافية | ذكريات | المكتبة | كتّاب الناس |
الخميس 24 / 7 / 2025 ماجد زيدان كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس
القبول في الدراسات العليا بحاجة للكم ام للنوع
ماجد زيدان
(موقع الناس)
حددت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي 24 تموز الجاري موعدًا لإعلان نتائج القبول في برامج الدبلوم العالي والماجستير والدكتوراه للعام الدراسي الحالي , علاوة على ذلك ما تزال مقاعد شاغرة فمنحت الوزارة خمس درجات إضافية للحالات الحرجة، وبيّنت أن عدد المقبولين بلغ 32 ألف طالب ضمن 2421 برنامجًا دراسيًا.
اولى الملاحظات هل هناك حاجة فعلية لهذا العدد الكبير ؟ وهل يمكن استيعاب هؤلاء في دوائر الدولة وايجاد فرص عمل لهم ام اضافتهم الفئات الاجتماعية العاطلة عن العمل؟ وما هي نوع التخصصات هل جرى التخطيط لهذه الموضوعة على وفق حاجة التنمية الاقتصادية والاجتماعية ؟ وهل هذه منحة الدرجات هناك حاجة لها وما هي مبررتها ؟ اذا كان من ينال الشهادة العليا بهذا المستوى العلمي المتدني هل سيكون كفاءة في مجال دراسته ويضيف جديدا ام انه مجرد رقم سيضاف لأعداد المتخرجين وعبئا على سوق العمل ؟.
في الواقع هذه الاسئلة وغيرها الكاوية والحارقة لا نجد لها الاجابة الشافية والمقنعة وتطمين الدارسين على مستقبلهم والاستفادة من الجد والامل في توظيفه ليسهم في نهضة البلد , الحقيقة لا امل في ذلك , انه اغراق وتلبية لرغبات فئات معينة قريبة من مراكز القرار , كما ان هذا القبول غير المخطط وغير المحسوب سيؤدي الى استمرار التوترات الاجتماعية , فهؤلاء بعد التخرج سيعملون على المطالبة بحقهم او اسوة بالأخرين بفرص عمل عن طريق التظاهرات والاعتصامات واللجوء الى اساليب مدانة للتوظيف او الخضوع لابتزاز القوى النافذة في السلطة لتامين مصالحهم ..
ان التخطيط في هذا القطاع ضرورة ملحة وذات فائدة , بل ينبغي ان يكون ركنا اساسيا ورئيسيا في السياسة الاكاديمية عموما , الى جانب تحديد التخصصات المطلوبة والتي تحتاجها سوق العمل , ولا يترك الامر على الغارب , وعلى رغبات الساعين للوجاهة الاجتماعية وحرمان الجادين من الاسهام في بناء المجتمع والاقتصاد الوطني والدولة عموما .
ومن الملاحظات ايضا ان التخصصات الجديدة لا تحظى بالأهمية المناسبة وتتفوق عليها التخصصات الانسانية والاسلامية التي تقل الحاجة اليها في الخطط التنموية , وبالتالي يكون الانفاق على بعض الدراسات في غير موضعه ولا يعطي مردودا منتجا ومؤثرا في التنمية المستدامة .
ان ربط الدراسات الاكاديمية العليا بحاجات التنمية في القطاعين العام والخاص ليست ترفا او تدخلا في حرية الاختيار الدراسي , وانما ضرورة تقتضيها مسالة التطور والنمو ومواكبة ومسايرة استحداث مهن جديدة والبناء والاعمار للبلد .