الصفحة الثقافية

الرئيسية

 

| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

الثلاثاء 10/6/ 2008

 

الفنانة ميديا رؤوف ومسرحية دم شرقي

لطيف صالح

بدعوة من جمعية المرأة العراقية والبيت الثقافي العراقي وبالتعاون مع قيادة المحافظة قدمت فرقة مسرح "إنانا" مسرحية "دم شرقي" تأليف طلال نصر الدين وإخراج هادي المهدي وتمثيل ميديا رؤوف، سينوغرافيا حيدر أبو حيدر وموسيقى سميح شقير، تنفيذ الموسيقى عبد الكريم الشريفي وتنفيذ الإضاءة هادي الواسطي. وذلك يوم الأحد 20 نيسان 2008.

الفنانة ميديا رؤوف مسرحية كوردية مقيمة في الدانمارك خريجة أكاديمية الفنون الجميلة في جامعة بغداد قسم التمثيل عام 1989، شاركت في تمثيل العديد من المسرحيات منها "الزيارة" من إخراج إبراهيم جيورا، ومسرحية "الذي جلس وحيداً" من إخراج هادي المهدي و"الملك لير" إخراج صلاح القصب، مسرحية "الحارس" إخراج شفيق المهدي.
عام 1989 وحصلت على الجائزة لأفضل ممثلة.
هناك العديد من الأعمال التي ساهمت فيها ميديا رؤوف إعداداً وإخراجاً مثل "مكابدات رسام" وغيرها.
غادرت العراق عام 1993 إلى سوريا وقدمت مسرحية "سرير دزدمونة" لناجي عبد الأمير ومسرحية "الحب الكبير" لمأمون الخطيب و "دم شرقي" لهادي مهدي.
غادرت سوريا إلى الدانمارك عام 2000 وأعادت عرض مسرحية "دم شرقي" بإسلوب مغاير في كوبنهاكن.
مسرحية "دم شرقي" في مدينة يوتبوري...

تحولت قاعة البيت الثقافي العراقي الكبيرة إلى مسرح حقيقي بجهود الشباب الذين بذلوا مهارة فائقة في خلق جو مسرحي رائع وهذا الذي كنا نتمناه منذ سنوات بقدرات "تحسين" و"كريم" و "أبو أماني" و.. و..
بدأ العرض والممثلة "ميديا" تخرج إلينا من الظلام لتخبرنا بأنها سوف تُقتل من قبل أخيها بعد أن خرجت عن تقاليد المجتمع والعائلة حيث أحبت شاباً كان كل أملها في الحياة والمستقبل السعيد ورغم معارضة العائلة تهرب معه وكانت ثمرة هذا الهروب من عالم الكره والحقد والتقاليد هي ولادة طفل بعد مخاص عسير... ونتيجة لهذا الصراع بعد أن تخلى عنها زوجها وعائلته يسقط الطفل ضحية لهذا العنف الذي يدمر كل خلايا جسدها... فيموت مخنوقاً بيدها فتستسلم إلى قدرها للخضوع إلى إرادة أهلها بالقتل وينتهي العمل بهذه الفاجعة...
لقد هزني العمل وأثر فيَّ كثيراً وحرصاً لتلافي القليل من الهفوات بعد أن عرفت أن العمل سوف يقدم في المغرب بمناسبة المهرجان المسرحي يوم 7 أيار 2008، أورد هنا بعض الملاحظات:

• لا أعرف مدى سعة القاعة التي سوف يقدم فيه العرض لذا أقترح على "ميديا" أن تهمس بصوت يسمعه الجمهور في بعض المقاطع.
• لا أحبذ خروج "ميديا" عن دائرة الضوء المتاح لها.
• الأغاني بهذا الصوت الجميل ينبغي لها الترجمة حتى وإن كانت على "البوك" وأقصد هنا تلك الورقة التي فيها أسماء العاملين في المسرحية.
• معالجة وإعادة النظر في مشهد خنق الطفل من قبل أمه.. فلا توجد أمرأة في العالم تضحي بإبنها بهذه السهولة...
• عندما تغلق كل الأبواب أمام الأم يجب أن تحصر في المثلث الأضيق وليس المفتوح وأقصد به المثلث الوسط.
• الولادة أو "المخاض" يدرس بشكل جيد ويشَّبع بكل آلام الولادة البكر وعذاباتها.
• حبذا لو يكون هناك "دمْ" وأقصد هنا تعتيم المسرح لمرور فترة زمنية تتيح للأم لأن نراها وقد ظهر الجنين في إنفتاح بطنها وأن تلده من الرحم وليس من الصدر..
• رائع ما قدمته "ميديا" بعد إكتشافها خنق طفها، وكنت آمل أن يكون المشهد أكثر عطاءاً وتأملاً.
• كنت أتمنى ان لا تكون النهاية سريعة في الطعن... لنتذكر مشهد "طعن يوليوس قيصر" .. أو "حتى أنت يا بروتس".

لقاء سريع مع الفنانة ميديا رؤوف.
سنحت لي الفرصة بعد تقديم المسرحية أن ألتقي بالفنانة المبدعة "ميديا" وكان سؤالي الأول:

* جمعية المرأة العراقية والبيت الثقافي العراقي قدما لكم دعوة لتقديم هذا العمل، ما مدى إحساسك بالجمهور الذي حضر بهذه الكثافة وهذا التنوع؟.
أكن كل الحب والمودة لدعوة جمعية المرأة العراقية والبيت الثقافي العراقي لهذا العمل، وإقدر عالياً هذه المبادرة التي عرفتني بالجالية العراقية في هذه المدينة... هنا في هذه المدينة فنانين ومثقفين كثر.. وقد سمعت عن ذلك مراراً وسمعت عن سمعة البيت وجمعية المرأة ولكن الذي أذهلني أن ألتقي بهذه الصفوة من المثقفين العراقيين عرباً وأكراداً وتركمان وباقي الجاليات العراقية... حقاً أذهلني هذا الملتقى الذي أحسست بأنفاسه تتصاعد مع مشاعري أثناء إداء دوري... أنا سعيدة حقاً بهذا اللقاء الذي أتاح لي الفرصة لأن ألتقي مع أصدقائي وأحبائي..

* ماذا وجدت في البيت الثقافي العراقي وجمعية المرأة العراقية؟.
وجدت الحب والإحترام وجدت شباباً متعاونين بشكل رائع.. وجدت العمل المثمر من خلال الزملاء "تحسين" "عبد الكريم الشريفي" "أبو سنان" "أبو ثابت" وعليّ أن لا أنسى "أبو حسن"، لقد عملوا مسرحاً وإضاءة بساعات!! لا أستطيع أن أنسى كيف تحولت تلك القاعة إلى مسرح يذكرني بقاعات معهد وأكاديمية الفنون الجميلة..
أنا هنا مع أهلي وأسرتي.. أحسست أنهم يعرفونني كما اعرفهم وإن لم نلتقي!!.

* ماذا يعني المسرح إليك؟.
هذا السؤال طرح عليّ وأنا في سوريا.. أقول أن المسرح هو سر.. هذا السر عندما تعرفه لا تجد له قيمة.. لكن هذا السر يبقى متوهجاً في أعماق نفسي وبدون هذا السر أشعر بأن لا وجود لي.. إذا عرفت هذا السر ربما لا أستطيع الإستمرار.

* ما هو رأيك بالتجارب المسرحية الحديثة؟.
أنا مع كل التجارب المسرحية في العالم.. أنا بإختصار "فضولية" لمعرفة كل ما يدور في عالم المسرح، أقرأ وأطلع وأحاول تطبيق ذلك قدر الإمكان والإمكانيات للإستفادة منها.

* ماذا لو طلب منك التعاون مع البيت الثقافي العراقي وجمعية المرأة العراقية في يوتبوري في عمل مسرحي؟.
أرحب كل الترحيب ... الشيئ الذي لمسته هنا هو الحب والإحترام وكذلك في الدانمارك فلماذا لا يكون التعاون من خلال البيتين في مدينتكم وفي الدانمارك.. أأتي إلى هنا وأسافر إلى دياري وهناك مخرج عندكم ... إنه مشروع ثقافي عظيم.. إنه لبنه لهدف واحد..

* هناك صعوبات جمة للعمل المسرحي في المنفى؟.
هذا لا يمنع على الإطلاق، لا يمنع.. على الفنان أن يجد له سبل وطرق للعمل الجاد.

* هل أعطيت للمسرح كل شيئ؟.
لم أعطي كل شيئ.. لا زلت أبحث بجد عن العطاء الأفضل.. الجمهور هو أملي في الوصول إلى مشاريع إرتقي بها.. هناك مشاريع مؤجلة وسيأتي الوقت المناسب لتقديمها..

* هل أفهم من ذلك أنك متفائلة إزاء المستقبل؟.
أنني متفائلة دائماً حين يكون الجمهور معي.. إن سبب تفاؤلي هو تفاعل الجمهور معي فأحس بأنني واحدة منه وهو مني!!..
الكثير من الفنانين المسرحيين تغيروا أو توقفوا عن العمل المسرحي، ما هو السبب!؟.
السبب يعود إلى كون العمل المسرحي هو عمل جماعي يحتاج إلى العديد من العناصر المهمة العاملة أهمها الممثل ومنفذ الديكور والموسيقى والإنارة والأزياء، ملخص القول أن العمل المسرحي ليس فردياً..

* المرأة أنت والمسرح؟.
المرأة بلا عشق ليس لها تأريخ.. والمرأة دون التأريخ ليست إمرأة أصلاً..

* لك صوت جميل إستخدمتيه بشكل جيد في العمل المسرحي..؟!.
بالنسبة للفنان المسرحي ليس مهماً أن يكون مطرباً وكلن عليه أن يكون مؤدياً جيداً إذا لزم أن يودي أغنية في مسرحية ما...
ولكن بالنسبة لي إستطعت أن أعطي للإغنية أوسع مداها من الصدق في أي عمل، اقوم بإداء إغنية فيه وأنا سعيدة بذلك.

شكراً لك ميديا ومزيد من الإبداع..



 

free web counter