الصفحة الثقافية
الجمعة 10/10/ 2008
واتا الحضارية "ليس كل ما يلمع ذهبًا"
سيمون عيلوطي : الناصرة
mauked-webmaster@mauked.comمنذ فترة طويلة وأنا أتلقَّى يومياً عبر بريدي الألكتروني من "موقع واتا الحضاري"، عشرات الرسائل التي تحتوي على مواد في مختلف المواضيع ، وحتى اليوم لم أجد أي موضوع يهمَني أو يتلائم مع تفكيري والقضايا التي تشغلني .
إن واتا تدَّعي أنها حضارية ، إن موقعاً حضارياً لا يفرض نفسه على جمهور القراء عبر إغراقهم "بإيميلات" حول مواضيع لا تنسجم مع آفاقهم الفكرية ، ولا تستجيب لتطلُّعاتهم المستقبلية .
حاولت أكثر من مرّة وقف هذا الفيض من"الإيميلات" المزعجة والحاملة لمضامين لا تعنيني ولا تهمني ، وأخيراً لم أجد مناصاً من كتابة هذا المقال ، لعلَّه يُفيد في وقف هذا السَّيل الجارف من "إيميلات" واتا ..، عفوا: واتا الحضارية .
تجدر الإشارة إلى أن هناك مواقع تحترم القارئ ، وتحترم نفسها، ولا تقتحم "ايميلات" القراء وتغتصبها بموادها كل لحظة مثلما تفعل واتا ، إنما ترسل بين الحين والحين بعض موادها المنتقاه والتي تراها مفيدة وتساهم في إثراء الحياة الثقافية من أجل رفع مستوى الحوار من الإقلمية المنغلقة، إلى الإنسانية بمعناها الأرحب والأشمل، والقائمة على أن احترام الذات هو من احترام الآخر المختلف، ومحمود درويش حين حلَق في الأبعاد الكونية إنما اقترب من العالم أكثر، والتصق بمحليته وقضيته بشكل أضاف إلى إبداعة عمقًا جديدًا كان له بالغ الأثر على محمود نفسه وعلى القارئ أيضًا .
إن ما يؤخذ على الموقع "الذي نحن بصدده" هو رؤيته الدينية المغلقة ، والحوادث التافهة وأحياناً الهامشية والتي تدور حول مواضيع لا تشغل الناس الحضاريين ولا تطرح هموم الإنسان في العالم العربي ، وألاحظ أن الأصوات التي تتوجه في أفكارها وطروحاتها "داخل واتا" من خلال منظار تقدّمي إلى الحياة عمومًا ، يُظهرونها وكأنَّها أصوات شاذة وبالتالي تبقى تغرَّد خارج السّرب بين مجموعة تقوقعت على نفسها ولا تحاول مجرّد الإقتراب من الآخر..، هذا الإقتراب الذي بات ضروريّا ، بل وملحَّا في عصر صار العالم فيه قرية صغيرة .
لم أجد في واتا الحضارية ما هو حضاري ، أو ما يشير إلى رحابة صدر تبشِّر باستعدادها لملاقاة الفكر المنفتح والمتنوَّر، وأستغرب ماذا يجد أعضاء واتا المتنورين في هذا الموقع غير المضامين التي بغالبيَّتها لا تنتمي إلى هذا العصر، وغير الثرثرة تحت صيغة الحوار !.
الحوار يحتاج إلى طرح فكري ، ويحتاج إلى أصحاب رأي ورؤية ... وهذا ما لم ألمسه في واتا مع الأسف الشديد.
رابط وقف هذه " الايملات " الذي يرفقونه برسائلكم ، لا يعمل ، ترى – هل هذا مقصود حتى لا يتوقَّف هذا التّطفّل غير المبرَّر ؟؟!!.
رجاء : أوقفوا إغراق "إيميلي" بذهبكم .. فليس"كل ما يلمع ذهبًا".