الصفحة الثقافية
الثلاثاء 16/5/ 2006
أمسية لذكرى الأديب الفلسطيني الكبير إميل حبيبي في مسقط رأسه حيفا
* بروفسور رمزي سليمان: لن تنقشع غيمة المتشائل إلا بزوال الاحتلال الذي يُفسد المحتلين ويبطش بالرازحين تحته *
كتب رجا زعاترة
إفتتح، يوم الأحد الموافق 7 أيّار 2006، مهرجان "شهر الثقافة والكتاب العربي" في مدينة حيفا، بأمسية خصصت لمناسبة الذكرى السنوية العاشرة لرحيل القائد والأديب الفلسطيني الكبير إميل حبيبي، وخمسة وثمانين عامًا على ولادته.وألقى مدير عام مؤسسة "بيت الكرمة" (منظـِّمة المهرجان)، د. مردخاي بيري، تحدث فيها عن "العملاق إميل حبيبي، الذي كان له ولأدباء وفنانين مثل سميح القاسم ومحمود درويش وعبد عابدي إسهامًا كبيرًا في الحراك الثقافي العربي في المدينة"، مشيرًا إلى أن الجزء الأكبر من هذا الحراك كانت بوتقته صحيفة "الإتحاد"، التي أشغل الراحل رئاسة تحريرها حتى العام 1989. كما ألقى رئيس بلدية حيفا، المحامي يونا ياهف، تحية قال فيها إنه جاري العمل على إخراج قرار البلدية بتخليد ذكرى حبيبي - من خلال إطلاق اسمه على أحد شوارع المدينة - إلى حيّز التنفيذ، بصورة تليق به.
ثم كانت المداخلة الرئيسة للبروفسور رمزي سليمان، رئيس قسم علم النفس في جامعة حيفا، وعضو هيئة تحرير فصلية "مشارف" الثقافية، التي كان أسسها الراحل قبيل وفاته. واستهل سليمان مداخلته التي جاءت تحت عنوان "عن المتشائل وأولاده وأحفاده"، بأنه ليس في صدد إجمال مسيرة الكاتب الكبير، إذ أنّ هذه مهمّة النقّاد والباحثين في الأدب.
• كُـلـُّـنا متشـائلـون!
وبدأ سليمان بالحديث عن هواية الصيد التي إلتقى فيها إميلاً مرارًا على شواطئ البلاد "من الطنطورة حتى رأس الناقورة"، مستشهدًا ببضعة مقاطع من رائعة الراحل "الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل"، تدور أحداثها على شاطىء البحر.
وقال سليمان إنه حين قرأ الرواية للمرة الأولى عند صدورها عام 1974كان يتحفظ من بطلها سعيد أبي النحس المتشائل لمواقفه أمام "الرجال الكبار قصار القامة"، إلا أنه بدأ لاحقًا يرى في نفسه وفي نفس العرب الفلسطينيين في إسرائيل درجات متفاوتة من صفات شخصية المتشائل، كل يسعى للحفاظ على بقائه وضمان عيش أهل بيته.
وأردف أن الشمس التي يستقدمها الكاتب لكي تنقشع غيمة المتشائل لم تأت بعد. وأن هذه الغيمة لن تزول إلا بزوال الاحتلال الذي يبطش بالرازحين تحته ويقتلهم يوميًا. وهو في الوقت ذاته يفسد مجتمع المحتلين. وهذه الشمس لن تشرق إلا بضمان الحياة الكريمة للشعب الفلسطيني الذي إليه ينتمي المتشائل وأبناؤه وأحفاده.
• قريبًا: الأعمال الأدبية الكاملة
هذا، وتمّ عرض الفيلم السينمائي "من يوم ما رحت"، الذي يروي فيه مخرجه محمد بكري للراحل عمّا حدث في الأعوام العشرة التي مضت منذ وفاته.
الجدير بالذكر أنه ستصدر قريبًا، في سبعة كتب، بطبعة محلية فلسطينية، الأعمال الأدبية الكاملة للروائي الراحل، عن "دار عربسك للنشر - حيفا"، صاحبة الحقوق الحصرية ومديرة تراث إميل حبيبي المسجلة قانونيًا، وهي الإصدار الأول في سلسلة "الآثار الكاملة" للراحل.
كما وتصدر الأعمال نفسها، بطبعة فلسطينية عربية عالمية، بالتعاون بين "دار الشروق" و"دار عربسك للنشر"، وتنطلق من بيروت وعمان ورام الله.