الصفحة الثقافية

الرئيسية

 

| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

الأربعاء 17/9/ 2008


 
الأديب العراقي
بين
السعي الى المجد الشخصي وتحقيق الذات
ومسؤولية النهوض بالأدب العراقي

احمد جاسم العلي
ahmedjassimalali@yahoo.com

لم يكن الأديب العراقي حتى منتصف الستينيات من القرن الماضي اديبا يسعى الى مجد شخصي او تحقيق ذات بل كان همه الاول والاساس هو معاناة الشعب العراقي وهو فرد واع منه جراء الأوضاع االسياسية وبالتالي الاجتماعية والاقتصادية التي عانى منها العراق والعراقيين في ظل الحكم الملكي وتبعيته غير المباشرة لبريطانيا بعد انتهاء فترة الاحتلال وقيام ما يسمى بالحكم الوطني عام 1920. كان الأدباء العراقيون الوطنيون، على اختلاف توجهاتهم الفكرية مشغولين ومهمومين بهموم شعبهم وهم يرونه يحيا حياة الفقر والجهل والمرض ووطنهم متخلفا عن ركب الحضارة والتقدم الذي واصل مسيرته بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية 1939-1945. قسم من أولئك الادباء تناول في ادبه، قصة وشعرا ورواية(الى حد ما) هذه الاوضاع الاجتماعية البائسة تناولا مباشرا، تسجيليا ونقليا جافا يخلو من الشروط الفنية لكتابة العمل الأدبي، وقسم عمل بجد واخلاص لتطوير قدراته الفنية وامكانياته في الكتابة بالاطلاع على منجزات الأدب العالمي والوقوف على التجارب الفنية الحديثة في الكتابة الأدبية، القصة، الرواية. ويقف الراحل الروائي الأديب (فؤاد التكرلي) في مقدمة من سعى سعيا جادا ومخلصا الى تطوير قدراته وامكانياته الفنية في كتابة القصة القصيرة الحديثة والرواية فيما بعد، اضافة الى (عبد الملك نوري) و(غائب طعمه فرمان) و(مهدي عيسى الصقر و(جيان) وآخرين. " أولئك الرواد كانوا اكثر جدية في الاهتمام بتنمية ثقافتهم واطلاعهم على روائع الادب القصصي العالمي، كما انهم كانوا لصيقي الارتباط بمشكلات الحياة والفكر آنذاك." ( معالم جديدة في ادبنا المعاصر/ فاضل ثامر/وزارة الاعلام العراقية- 1975، صفحة 49) لم يكن أولئك الادباء يفكرون في مجد شخصي ولا تحقيق ذات في كتابة الادب بقدر ما كانوا يكتبون من أجل نقد وضع اجتماعي بائس هم جزء منه ويوحون عبره الى وضع سياسي متخلف هو السبب في هذا البؤس المتمثل في حياة الفقر والجهل والمرض ويتوجب بالتالي العمل على ازالته واسقاط نظام الحكم الذي يمثله. ولم يكن اكثر الادباء العراقيين يومها يحيون حياة سهلة خالية من الحاجة وضيق ذات اليد وكانوا يعملون اما موظفين صغار في دوائر الدولة معرض اكثرهم للفصل او سحب اليد او العزل بسبب مواقفهم الوطنية المعروفة للسلطة عبر كتاباتهم هنا وهناك واما محررين في الصحف العراقية التي كانت تصدر يومها معرضة للغلق بسبب مواقفها الوطنية عبر ما تنشره من افتتاحيات ومقالات يومية والتي كانت تتقاطع وتوجهات الحكومة على الصعيدين الداخلي والخارجي، اضافة الى الادباء الذين كانوا عاطلين عن العمل اكثر الاوقات، والادباء الذين كانوا مرميين في سجون النظام الملكي مثل سجن او منفى (نقرة السلمان.) ولم يكن اكثر الادباء يستطيعون مواجهة مطالب الحياة المعيشية هم وعوائلهم ولا السفر الى خارج العراق متى شاءوا لأغراض ثقافية او سياحية لضعف الامكانية المادية والتزامهم بمسؤوليات عائلية او مسؤوليات اجتماعية اخرى. كل ذلك لم يدفعهم الى مهادنة الحكومة المتمثلة بالنظام الملكي ولا السلطة المتمثلة بنوري السعيد واجهزته الأمنية من أجل مجد شخصي وتحقيق ذات بغير حق ولا عدل. وقد حصلوا على هذا المجد وحققوا ذواتهم باعمالهم الابداعية المتميزة وليس بالترويج الاعلامي والدعائي الذي يقوم به الكاتب لنفسه مرة او الذي تتولاه عنه وسائل السلطة الاعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة لقاء الارتباط بتلك السلطة الحاكمة والوقوف في صفها حقا وباطلا في كل المناسبات مرة اخرى.
ولكن، ما ان حل منتصف الستينيات حتى ظهرت في الساحة الثقافية المهجورة بسبب الاحداث التي اعقبت نكسة ثورة 14 تموز 1958 الوطنية وفشل انقلاب 8 شباط 1963 مجموعة من الكتاب الشباب الوطنيين والقوميين ممن ضيعتهم السياسة في منتصف الطريق وخابت آمالهم فيها بسبب الصراعات الدموية بين القوى الوطنية والقومية ولم يستطيعوا الثبات والتماسك وقد اهتزت ارض الواقع تحت اقدامهم كما ثبتت وتماسكت مجموعة أخرى من الكتاب الوطنيين والتقدميين الشباب الى جانب مجموعة من الكتاب الرواد من جيل الخمسينات.
لم يكن في بال تلك المجموعة من الكتاب الشباب الذين بدأوا يشكلون ظاهرة جديدة في الأدب العراقي ان ينهضوا بالأدب العراقي كما كان في بال كتاب الخمسينات الرواد. ولم يكن في بال تلك المجموعة من الكتاب الشباب مواصلة السير على خطى الحركة الثقافية الرصينة والمسؤولة التي بدأها الأدباء العراقيون الرواد بعد الحرب العالمية الثانية عام 1945. ولم يكن في بال تلك المجموعة من الكتاب الشباب ان يكتبوا أدبا عراقيا يناصر الإنسان خارج ذواتهم وينتصر للحياة ويتطلع الى المستقبل كما كان الكتاب الأدباء الرواد يكتبون مثل فؤاد التكرلي، عبد الملك نوري، مهدي عيسى الصقر، غائب طعمة فرمان، جيان... كان في بال تلك المجموعة من كتاب الستينات الشباب الذين قطعوا صلة الرحم مع مجتمعهم وواقعهم بعد نكسة ثورة 14 تموز 1958 وفشل انقلاب 8 شباط 1963 وانكفأوا الى ذواتهم لا يرون الى الحياة والأنسان خارجها، ان يكتبوا عن تجربتهم الشخصية، القاسية والفاشلة في السياسة وفي نفس الوقت ان يسعوا وراء مجد شخصي وتحقيق ذات للتعويض عن خسارتهم في السياسة وخيبتهم في السياسيين. كانت اكثر كتاباتهم القصصية والروائية والشعرية والنقدية ضعيفة ولا تمت الى الأدب والشروط الفنية لكتابته بصلة ولا علاقة. وكان هذا الضعف في كتاباتهم عائقا يقف أمام حصولهم على المجد الشخصي وتحقيق الذات. لذلك عمدوا الى وسائل الاعلام الحكومية التي هيئت وسخرت لهم امكانياتها لتروج لهم كجزء من عملية احتواءهم من قبل النظام العائد من جديد الى السلطة عام 1968. كان قسم كبير من أولئك الكتاب الشباب يعمل في الاذاعة والتلفزيون والصحف التي تمتلكها السلطة الحاكمة وكانت البرامج والصفحات الثقافية في هذه الوسائل الاعلامية يتولاها بعض من اولئك الكتاب وعن طريقها راحوا يروجون لبعضهم البعض ويضخمون اسماءهم ويطلقون عليهم الالقاب ويكيلون لهم المديح والاطراء ويتتبعون اخبارهم. والنتيجة؟ ان الكثير من هؤلاء الكتاب الشباب صار لهم حضور اعلامي وشهرة وسمعة في الساحة الثقافية العراقية وحتى العربية لايتناسب مع ما قدموه وما يقدمونه من اعمال ادبية لا ترتقي الى مستوى الأدب الجيد، شكلا ومضمونا. وفي النهاية، ربح هؤلاء في الحصول على المجد الشخصي وحققوا ذواتهم وخسر الأدب العراقي امكانية وفرصة ان يتطور ويتقدم ويقف في الصفوف الأمامية مع الآداب المتقدمة في بعض الدول العربية مثل مصر وسوريا ولبنان والجزائر والمغرب...!
هذا الحال امتد طوال فترة حكم نظام البعث السابق وتوارثه كتاب شباب آخرون ولدوا ادبيا في عهده، في السبعينات والثمانينات والتسعينات. هؤلاء لم يخرجوا من تجربة سياسية فاشلة ولا صُدموا واهتزوا بسبب صراعات سياسية ودموية بين قوى وطنية وأخرى قومية. هؤلاء ولدوا، ادركوا وجودهم في الحياة ونضج وعيهم فيها في ظل نظام حاكم روض بقسوته مواطنيه وجعلهم يمشون جنب الحائط وانتهت الاوضاع السياسية والاجتماعية في الداخل لصالحه. ومن بين أولئك المواطنين الذي روضهم النظام الحاكم المثقفون ومنهم الستينيون الذين كانوا يكتبون ضمن الحدود المسموح بها من قبل النظام وقد تعودوا عليها وتكيفوا لها واندمجوا معها! وجاءت الاجيال التالية من الكتاب الشباب لتجد ان عليها السير على خطى من سبقها في الكتابة ضمن الحدود المسموح بها من قبل النظام الحاكم بسبب الرقابة على النشر وتقييد حرية الفكر. كانوا يكتبون ما هو مسموح به ان يُكتب وكان اكثر ما يكتب لا يمت الى واقع الأنسان العراقي الذي كان يحيا في ظل ذلك النظام. وكان الكاتب يعرف ذلك ويعرف ان ما يكتبه ليس له قراء حقيقيين. ولكنه كان يريد ان يحقق حضورا في الساحة الثقافية كما حققه قبله غيره من الكتاب الذين تتردد اسماؤهم في وسائل الاعلام المختلفة يوميا. وكان يريد ان يحصل على مجد شخصي كما حصل عليه قبله غيره من الكتاب. وكان يريد ان يحقق ذاته كما حققها قبله غيره من الكتاب. ولم تكن هذه الرغبات قابلة للتحقيق مع كتابات ضعيفة ومحدودة الأفق، فقيرة لا تغني ولا تسمن ولا يقبل على قراءتها احد. ولم يجد إلا ان يلجأ هو الآخر الى الترويج والدعاية لنفسه، اما بجهده الشخصي او عن طريق وسائل الاعلام الحكومية. وكان عليه ان يدفع ثمن اللجوء الى وسائل السلطة الاعلامية بالانتماء اليها والتطبيل والتزمير لها حين يقتضى التطبيل والتزمير في المناسبات وما اكثرها كانت! ومن باب الانصاف والعدل ان لا نُحمِل الاجيال التالية بعد جيل الستينات مسؤولية عدم النهوض بالادب العراقي وتقدمه مثلما يمكن ان نحمل جيل الستينات تلك المسؤولية! فتلك الاجيال ولدت لتجد ان جميع الابواب مغلقة امامها لتكتب أدبا حقيقيا، مبدعا وصادقا وان النظام الحاكم قد روض جميع المثقفين والكتاب ممن وجدوا قبلهم من جيل الستينات على ان يكتبوا ضمن الحدود المسموح بها وان مفهوم الثقافة عنده امسى يعني الاعلام والدعاية له من أجل البقاء في السلطة. أما جيل الستينات فأن الفرصة كانت قائمة امامه ليكتب ادبا ابداعيا، حقيقيا وصادقا حين كان النظام في اول عهده بالحكم يتمسكن قبل ان يتمكن لانه اخذ العبرة من فشله في تجربته الأنقلابية في 8 شباط 1963 الأمر الذي جعله لا يشدد كثيرا لا على حرية الفكر ولا على الرقابة في النشر. ولكن ردة فعل جيل الستينات من الكتاب الذين لم يستطيعوا الوقوف على الارض ولم يستطيعوا الثبات والتماسك بسبب الاحداث والصراعات السياسية بين القوى الوطنية والقومية وانكفاءهم الى ذواتهم وقطع صلتهم بالمجتمع والواقع بعد الاحداث، اضاع عليهم تلك الفرصة. وبدلا من ذلك انغمسوا في كتابات ذاتية ذات عوالم كابوسية وفنتازية غامضة وغير واقعية، لا ينتمي اكثرها الى عالم الأنسان الحقيقي ولا الى الحياة الحقيقية، واساليب في الكتابة الفنية مستعارة من التجارب الفنية العالمية او مستحدثة ولكنها متكلفة ومتصنعة كما نلاحظ في الكتابات المبكرة لـ(جمعة اللامي) و(عبد الستار ناصر) و(جليل القيسي) و(عبد الرحمن مجيد الربيعي) و(يوسف الحيدري) وغيرهم، في بداياتهم خاصة. وبالتالي لم يكن لتلك الكتابات المبكرة واكثر الكتابات التي تلتها لأولئك الكتاب وغيرهم علاقة بالادب الابداعي، الحقيقي والصادق الذي هو اساس النهوض بالادب وتقدمه عند اية امة من الامم.
بعد نيسان 2003 كان يُنتظر من الأدباء العراقيين ان ينهضوا بالادب العراقي بالتفكير اولا في كتابة أدب حقيقي، ابداعي وصادق دون التفكير اولا بالحصول على المجد الشخصي والسعي الى تحقيق الذات. وما عدا بضعة ادباء فإن الأديب العراقي في الداخل والخارج وهو ينتقل من مرحلة سياسية اتسمت بمصادرة حرية الفكر والكتابة الى مرحلة سياسية جديدة تتسم عموما بحرية الفكر والكتابة، لم يتخل عن سعيه الى الحصول على المجد الشخصي وتحقيق الذات على حساب الأدب الابداعي، الحقيقي والصادق. هذا الأديب العراقي، من عاش في الداخل ولم يغادر العراق ومن غادر العراق وعاش في الخارج، هو امتداد لجيل الستينيات والاجيال اللاحقة بعده؛ بمعنى ان أكثر هؤلاء وأولئك عانوا من خنق النظام السابق لحرية الفكر والكتابة إلا في الحدود التي سمح بها. ولم يجدوا إلا ان يكتبوا داخل الحدود التي سمح بها النظام لأنهم لم يستطيعوا مقاومة الرغبة في الشهرة والظهور تحت الاضواء كما فعل القليلون غيرهم ممن فضل البقاء في الداخل؛ اعتزلوا الكتابة وانصرفوا لشؤون معيشية أخرى انتظارا، ربما، لفرج لا يعرفون من أين يأتي وكيف!. وبالتالي فأن اكثر هؤلاء، كتاب الداخل، كتبوا ادبا، روائيا، قصصيا، شعريا.. دون مستوى الابداع الحقيقي والصادق طالبين به اولا مجدا شخصيا وتحقيقا للذات. أما أولئك، كتاب الخارج، فقد كان اكثرهم، بعد مغادرتهم العراق، صامتين ومنزوين قبل التغيير في نيسان 2003 خوفا من ملاحقة النظام لهم وهم في الخارج اذا ما كتبوا شيئا ضده، ولم نكن نسمع الشيء الكثير عنهم. وعندما كتبوا الرواية والقصة والشعر بعد التغيير كتبوا عن معاناتهم الشخصية من النظام وهم داخل العراق ومعاناتهم الشخصية من الغربة وهم خارج العراق. ولكن اكثر هؤلاء الكتاب العراقيين المقيمين في الخارج لم يتخلصوا من عقدة السعي للحصول على المجد الشخصي وتحقيق الذات مع الأسف! بعض هؤلاء الكتاب اعتادوا ان يبعثوا شخصيا وباقلامهم اخبار صدور اعمالهم الروائية والقصصية والشعرية الى الصحف العربية والمواقع الالكترونية يشرح الواحد منهم فيها كيف استقبلت الاوساط الادبية في البلد الذي يقيم فيه عمله الجديد ويستعرض الصحف المعروفة التي كتبت عنه والندوات التي اقيمت لمناقشته في احد المنتديات الأدبية المرموقة والحضور الكبير من مثقفين وكتاب وابناء الجالية العراقية والعربية المقيمين في ذلك البلد والنقاش الذي دار بين الكاتب وجمهور الحاضرين واللغات الاجنبية التي سُيترجم اليها عمله الجديد والناشرون الذين تعاقدوا معه.... الأمر الذي يصعب ان تجد له مثيلا عند باقي الأدباء في العراق والوطن العربي والعالم! فهل كان، على سبيل المثال لا الحصر، جارلس ديكنز وجيمس جويس، فكتور هوغو واناتول فرانس، مارك توين وارنست همنغواي، تولستوي ودستوفسكي وغوركي، نجيب محفوظ ويحيى حقي ويوسف ادريس وعبد الرحمن الشرقاوي، فؤاد التكرلي وغائب طعمة فرمان وعبد الوهاب البياتي ... ومحمد خضير، وهو يعيش بيننا الآن، وغيرهم من الأدباء الذين ابدعوا أدبا صادقا وحقيقيا يرسلون شخصيا وباقلامهم اخبار نشاطاتهم الثقافية والأدبية وما يصدر عنهم من روايات وقصص وشعر الى وسائل الاعلام المقروءة والمرئية والمسموعة لغرض الترويج لانفسهم والدعاية لهم أم ان اعمالهم الابداعية هي التي كانت تروج لهم وتعلن عنهم وتدل عليهم فحصلوا بسببها على المجد الشخصي وحققوا بسببها ذواتهم دون ان يكون ذلك همهم الأول؟ وبسبب عدم استطاعتنا الاطلاع إلا على القليل مما كُتب من أدب روائي وقصصي وشعري عراقي في الخارج ورفضنا الاكتفاء بالمراجعات القصيرة التي تكتب هنا وهناك فليس من حقنا والحال هذه ان نحكم على هذه الاعمال بالفشل او النجاح. ولكن، بما ان العمل الادبي الناجح، الابداعي، الحقيقي والصادق هو الذي يعلن عن الكاتب ويروج له فما الداعي، إذن، ان نرى من الكتاب من يروج لنفسه ويعلن عنها شخصيا وبقلمه كلما اصدر عملا روائيا، او قصصيا او شعريا؟!
ان النهوض بالادب العراقي على كافة المستويات هو مسؤولية الاديب العراقي سواء كان في الخارج او الداخل. وسواء كتب الاديب العراقي ادبا للتعبير عن ذاته او عن ذوات الآخرين، حياته او حياة الآخرين فأن هذا الادب يجب ان يكون ادبا ابداعيا، حقيقيا وصادقا يمتلك امكانية البقاء والخلود وُيقرأ بكونه ادبا عراقيا اصيلا. ان هذا الامر لا يتحقق إلا إذا كان التفكير بالعمل الادبي الذي يكتبه هو الشاغل الاول للكاتب قبل التفكير بالمجد الشخصي والسعي لتحقيق الذات اللذان يمكن الحصول عليهما بكتابة الأدب الأبداعي، الحقيقي والصادق. هذا هو معنى النهوض بالادب العراقي من أجل ان يأخذ مكانته التي يستحقها بين الآداب العربية وحتى العالمية.



 

free web counter