الصفحة الثقافية
الثلاثاء 17 /1/ 2006
حوارمع الكاتب والشاعر حسن عبد الغني الحمادي
توثيق الابداع الادبي في الناصرية أمانة تأريخية
ابراهيم عبد الحسنالناصرية في قلوبنا جذوة حية مدينة تتسور بالابداع وسحر القصائد مدينة مرشوشة بالليل والاوجاع والتمرد .. كلما حاولت الكتابة عن الكاتب والشاعر حسن عبد الغني الحمادي أجد نفسي ولسر لااعرفه أؤجل الكتابة الى حين آخر وكلما التقيه اجده كعادته موافقا على التأجيل بأدب جم رغم اتفاقنا وكل هاجسنا أو ما نطمح اليه هو إعادة الاعتبار للاقلام التي حاولت جاهدة أن تصنع الخطاب الثقافي المنشود بل ساهمت وتساهم الان في تجسيد ملامح اللوحة الثقافية مؤطرة بآفاق أرحب وعوالم اجمل في واقع يرتقي بالانسان ويحافظ على حقوقه ويضمن له المستقبل بما فيها قدراته الابداعية...
ففي خلوات شتاءات الحصار ايام النظام الذي ولى الى غير رجعة حيث كان ينعم زبانيته بالدفء كنا نلوذ نحن الهاربين من سرب الطبالين ففي أزقة الناصرية التي يعتصرها البرد معنا كان دفئنا الوحيد ان نعبر عن أوجاعنا ونترجمها بتداولنا كتب ومواضيع مستنسخة كانت تفضح النظام ورأسه العفن وكم كان جميلا أن نطوي تلك الاوراق بطريقة طفولية لنجعل منها اصغر ما تكون كي ندسها في جيوب ملابسنا الرثة الخاوية من كل شيء الا افكار تلك الاوراق.. كان هذا ديدننا نحن المولعين بتلك الاوراق وسحر سطورها بل صدقها .. هكذا كنا وكان حسن عبد الغني الحمادي وللتاريخ معنا...
وتجاوزا على المألوف في الحوارات الادبية وبدون اسئلة محددة اردته ان يقول ما يشاء عبر منبرنا سومريون.نت (صوت ذي قار) اليوم هذا فكتب لي
((أني فخور جدا بتوثيق أدباء ومبدعي هذه المدينة الحبلى بالشعر والانين والعشق والشجن .. لازلت ألهث وراء نتاجات أدباء الناصرية ذلك عبر حقبة طويلة من الزمن .. منذ فترات بعيدة فهي أي تلك الكتابات والاشعار والقصائد تعني البداية والجذور هي حالة أنتماء والتصاق بمدينتي التي أحبها حبا جما كيف لا وهي عرش من قصائد يجعلك تنعم بآثار اولئك المبدعين الذين زفوا حروفهم بحرقة وصدق اعماقهم ربما اطير في فضاءات المبدعين ومدينتي المبدعة ابدا الناصرية
أنا عاشق مهوس بقصائد جميلة رائعة تطويني هذه القصائد بأنينها وتلتف حول نياط قلبي بشدة فتمنحني وجعها وانينها وكذلك تهزني قصص عبقة تفوح نكهتها من وسط أزقة المدينة القديمة وناسهاوشخوصها
أبحث وأسجل وثائق ادبية عن أرث المدينة الادبي ذلك حرصا على هذه النتاجات واسماء مبدعيها حتى لاتضيع ومن ثم تعرف الاجيال الحالية رواد الحركة الادبية في الناصرية وان نتاجاتهم الادبية والفنية والفكرية أرث حقيقي بصم على جبين الزمن سمة الابداع لمدينة انطلقت الحروف الاولى من أديمها لتعلم البشرية زهو المعرفة وانها أرض البشائر والنذور
ستراني ملتهبا مكتويا بعشقها والتي اراد لها الله ان تغفو على حافة من فرات عذب ويسر ناظريها بسحر خلاب من خلال باشقات .. ومواويل وأغنيات لازالت حية تعمر الذاكرة .. لاينساها سمارها رغم مرارات الزمن وتعاسات التهميش
كتبت ونشرت الكثير من المقالات عن ادباء وشعراء الناصرية ربما كلفنا ذلك اكثر من سؤال ذلك في زمن يجعلك السؤال على حافة من ضياع حتىبقي هاجسي يغرق في الناصرية فهي القصيدة والشعر والادب والعطاء والسحر والجمال
لازلت موغلا في البحث عن قصائد وكتابات ادباء المدينة حيث توغلت في عمل توثيقي بتسجيل بدايات الحركة الادبية فيها على اساس وثيقة ادبية صادقة منشورة او مخطوطة او اشارة توحي لذلكفأنه لاأخفيك جهدمتواضع للمدينة لا اكثر للامانة لا للضياع او النزهة للناصرية لا سواها..
كتبت ونشرت الكثير عن شعراء وادباء مدينتي الذين هم الان خلف سور الوطن البعيدين هناك القريبون من حافة القلب وكان ندائي يردد تعالوا .. ايها الاحبة .. فالوطن .. العراق .. هو خاصرة الكون والوطن الجميل بأنتظار الجميع .. هم مبدعون تماما لهم أثرهم الابداعي في الساحة الثقافية العراقية والعربية والعالمية ربما بينهم.. مسلم الطعان ,, عبد الحميد الصائغ .. عباس داخل حسن .. وآخرون
كتبت ونشرت الكثير من القصائد المتواضعة التي اعزف من خلالها على سر علاقتي بالذين اعرفهم عن قرب ,,
يعزني رحيل المبدعين اولئك الذين اعطوا الكثير وتركوا لنا كتاباتهم وقصائدهم نارا نكتوي بلهيبها حرقة وشجن ومخاض وتجربة
لدي اكثر من مجموعة شعرية .. مخطوطة احتفظ بعناوينها فأنها قصائد واشعار هواجس واحاسيس لي وللمدينة والناس والوطن تعبر عن نوافذ غربة وضياع ووطن جريح آلام وآمال أوهام وأحلام ذلك بعيدا عن لغة الغموض ودهاليز الغرابة في الكتابة .
القصيدة التي اكتبها احسها نبضي الذي يتردد
زهو هو انتمائي الحقيقي لمدينتي ارتقي بها ولها وتر من قلبي يعزف
كان العشق عشبا وماء
صار العشق
تراتيلا
تتغنى بلغة الحناء
صار القلب عنقودا
يتدلى
من تلك الشجرة
يتباهى بحسنها
ويخاف أن يحسد الاخرون
جمال الشجرة
فرواها بدمه .. واكتفى بالزهو