الصفحة الثقافية

الرئيسية

 

| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

الأربعاء 18/3/ 2009

 

حوار مع المطربة والشاعرة  شادية حامد

حاورها: سيمون عيلوطي

في احدى حلقات " برنامج أوراق "الأسبوعي الذي يقدِّمه الصديق الإعلامي نادر أبو تامرمساء كل خميس، وأقوم في كثير من الأحيان بتلخيصه، ذكر أن الفنانة شادية حامد تحل ضيفة على هذه الحلقة ، وما أن سمعت اسمها حتى شعرت بأن سحرا شفافا أعادني إلى أكثر من ثلاثين سنة إلى الوراء ، حيث كنت في تلك الفترة أقيم في حيفا، وكثيرا ما كنت أتردَّد على بيت الكرمة " القريب من بيتي " للقاء صديقي صالح عبّاسي الذي كان آنذاك يعمل موظفا في هذا البيت الثقافي وهو اليوم صاحب "مكتبة كل شيء " وكان يومها مهتما إلى حد كبير بالفن والأدب ، ويكتب الشعر أيضا ،وكثيرا ما كنا نتناقش في قضايا الشعر والأدب ، وأعترف أننا كنا في تلك الفترة لا نتفق على رأي فيما يخص الأدب والفن، إلا أن هذا الأمر كان محفزا للقاءات أخرى تجمع بيننا لمواصلة النقاش ، وفي إحدى زياراتي لهذا الصديق التقيت برجل لفت انتباهي بعذوبة حديثه ودقة معلوماته التي كانت تدور حول الغناء والموسيقى .. فقدّمني له صديقي صالح قائلا : أتعرف الشاعر سيمون عيلوطي ؟ وقبل أن يجيبه بادرني بالقول : أتعرف الأستاذ الموسيقي حكمت شاهين ؟ قلت : نعم سمعت عنه ألا أننا لم نلتق من قبل . وهكذا أجاب هو أيضا .

وأذكر أن الأستاذ حكمت دعاني بحرارة إلى زيارته في قسم الموسيقى في بيت الكرمة ،حيث كان ينشط ويدرب أعضاء فرقته الموسيقية على المعزوفات والأغاني التي يقدّمونها في برامجهم. وذات زيارة من زياراتي المعتادة للصديق صالح، لم أجده في مكتبه، وأثناء خروجي التقيت بالموسيقي حكمت شاهين الذي أصر أن يسمعني الأغاني التي يتدربون عليها ومعرفة رأيي ، والحقيقة أنني أعجبت بطريقة العزف وبالأصوات التي كانت تغني الأغاني الطربية ، وقد لفتت انتباهي بشكل خاص فتاة ما زالت في عمر الورود تغني بأسلوب جميل وبإحساس مرهف يشدّك إلى سماعها شدا، فقلت للأستاذ حكمت إن هذه الفتاة - كما أرى - تبشّر بالكثير من الخير. أجابني بحماس لافت : نعم هذه - شادية حامد – مطربة المستقبل . وكان أن أشرفت على إدارة " مهرجان الفن القطري الأول للرقص والغناء " الذي أقيم بمبادرة "فرقة إحياء الفولكلور الفلسطيني " بقيادة الفنان فوزي السعدي ، وبالتعاون مع مؤسسة الفنون التي كان يرأسها الشاعر سميح القاسم ، شاركت فيها الفنانة شادية حامد نفسها وقد أثارت هنا أيضا إعجاب الجمهور بغنائها المتقن وصوتها الشجي . ومنذ تلك الأمسية التي طواها الزمان بأكثر من ثلاثة عقود ، لم ألتق بالفنانة شادية ، ولم أنس صوتها الرائع وغنائها الجميل.

اسمها الذي ذكره نادر أبو تامر كضيفة في برنامجه ، أدخلني في نوسطالجيا ( حنين ) الى تلك الفترة العزيزة من حياتي.. فما كان مني، ونتيجة لذلك، إلا أن أقوم بدعوتها لزيارة" الموقد" ، وإجراء الحوار التالي معها .

* شادية حامد تغني اللون الطربي وتتناوله بأساليب غنائية مختلفة ،مثل غنائها لأسمهان وأم كلثوم، والسؤال هو: في أي منهما تجدين نفسك أكثر ولماذا ؟
- أم كلثوم وأسمهان غنتا الروائع الطربية التي ستبقى خالدة بسبب رقيها وأصالتها ، وهذا اللون من الغناء يأسرني بروعته وجماله ، لذلك أرى أن أغاني أسمهان تناسب صوتي ... ولكنني  في الحقيقه أنا مياله اكثر لأم كلثوم، وأنت – كما لا شك تعلم – فأن هذا الغناء الطربي ، يتطلب مساحة صوتية واسعة، وخامة عذبة  وقويه ، تطرب المغني والمستمع في آن معا .

* ما هي الأجواء التي تحفزك على الغناء وتجعلك تغنين بإحساس طربي أكثر من غيره .. وفي أية حفلة تحقق لك ذلك ؟
- لا أحتاج إلى أجواء ولا إلى محفّزات لكي أغني .. فأنا أغني على الدوام ... في النهار وفي الليل، وخلال العمل، وأثناء القيام بالمهام المنزليه ولا أكف عن الغناء إلا عند النوم .. وفي كثير من الأحيان أتابع الغناء في الحلم أيضا .
اما بالنسبه للشق الثاني من سؤالك أقول: إن كونسيرتات الطرب التي يرتادها عادة الجمهور الذي يتذوق هذا اللون الغنائي، ويقدره ، يجعلني أغني بطريقة لا أعرف ما هي إلا عندما أعود إلى التسجيل .

* ظهرت على مسرح الفن والغناء وأنت ما تزالين في سن الطفولة ، وأنا شخصيا سمعتك في أكثر من مناسبة غنائية .. ثم انقطعت عن الغناء مدة زمنية أعتقد أنها طالت .. والآن عدت إلى نشاطك الفني وبشكل جميل ولافت .. سؤالي هو : هل أثناء فترة الإنقطاع كنت تشاركين في الغناء في المناسبات الخاصة مثلا .. وهل كنت تتابعين الحياة الغنائية والفنية العربية والمحلية .. ماذا أضافت هذه التجربة إلى الفنانة شادية حامد ؟
- في الحقيقه انقطعت عن الغناء كليا لانهماكي في  الدراسه .. ثم لتكوين أسره والعمل بطبيعة الحال في مجال دراستي وتربيه أطفالي ... كل هذه المهام شغلتني لسنوات بحيث لم افكر في متابعه الفن بشكل مهني ، فبقي محفوظا في خانة الموهبة  التي  عادت  بعدما سمحت لها الظروف ، لتمارس هوايتها في الغناء من جديد .

* ما هي البرامج الفنية التي تحضرين لها ، أو ستشاركين فيها في هذه الفترة ؟
- هناك عدة كونسيرتات مقررة لهذه السنة في عدة مناطق في البلاد ضمن نطاق فرقه الموسيقى العربية .. بالإضافة إلى أمسيات موسيقية مشتركة مع الفنانة شادية الكرمل .. وأستعد الآن للاشتراك في مهرجان الأغنية العربية الذي سيقام في المغرب في نهايه هذا الشهر مارس 2009 .

* أنت تكتبين الشعر أيضا .. هل تلجئين إلى كتابة الشعر عندما لا تستطيعين أن تعبري عما يدور في داخلك من أحاسيس بالغناء، فيكون الشعر في هذه الحالة فعل خلاص؟ .. أم ماذا ؟
- كتابتي للشعر هي فيض من الأحاسيس والمشاعر والآمال التي تدور بداخلي وتبحث عن مخرج فتطفو على أوراقي بصيغ شعرية، وأحيانا يزورني شيطان الشعر في المنام فاستيقظ على عجلة من أمري بغية تدوين  الكلمات قبل أن يأخذها هذا الشيطان ويطير .

*هل لك أن تقرأي بعضا من شعرك ؟
- نعم ... يشرفني ان يسمح لي موقع "الموقد" بذلك

أسير السماء

انبئئك أن
اليوم
قريب
من
الغد

فيوما ما
ستصبح
اسيرا
في
يدي

وللاسير
حق
حتما
كما
تعلم


لكن
لربما
حظي
هو
الأعظم

فأقسم
سأرعى
كل
مواثيق
الأسرى

فلا
لأي
حزن
ولا
لأي
حسره

ولربما
تغرق
بعطر
من
الورد

وبسمائي
قد
تشرق
بمحياك
الندي


فكل
ما
اعلم
حتى
ذاك
الموعد

أنك
يوما
ستصبح
أسيرا
في
يدي

أقسم
لست
أحلم
ونبؤتي
يقين

وقلبي
يصدقني
دوما
بلا
يمين

لست
كباقي
الأسرى
لن
تحجز
في
غرف

وستحل
في
الروح
كرواد
الشرف

وان
ضاقت
الروح
فأرحب
من
السماء

والقلب
موطنك
أوسع
من
الفضاء

يا
الآمر
الناهي
على
أمسي
وغدي

يوما
ماستصبح
أسيرا
في يدي

*كيف تنظرين الى الحركة الشعرية في بلادنا .. وكيف تنظرين إلى نفس هذه الحركة في العالم العربي
 - لست ناقدة أدبية لأقيم شعرنا المحلي بشكل نقدي ، ولأقيم الشعر العربي عامة .
غيرأن لي بعض الملاحظات والانطباعات وهي أبعد من أن تكون تقييمات نقديا ..
أنا قارئة جيدة للشعر.. في السنوات الأخيرة الاحظ فوضى شعرية .. في أدبنا المحلي وفي الأدب العربي عامة.
تكاثر الشعراء وقل الشعر.
حقا يوجد شعراء مبدعون.؟ مثلا حسين مهنا الذي أعتبره أبرز شاعر محلي اليوم.. وهناك آخرون مثل : حنا أبو حنا ، ومن الشعراء الشباب أذكر صالح حبيب ، غير أن أكثرية ما ينشر هو شعر بالتشبيه فقط .
أقرأ الشعر الذي ينشر في مواقع الانترنت.. الشعر المحلي والشعر العربي .. شعرنا المحلي مأزوم .. في الشعر العربي توجد أسماء بارزة .. مثل :   أدونسس ، وشوقي بزيع الذي يقول في قصيدة له بعنوان " السنديان "

هو أكثر الأشجار تعويلاً على ما فات،
عكّاز الطفولة
والثغاء الأوليّ لماعز الماضي
ولا تحتاج غصته إلى برهان
لنراه تلزمنا مناديلٌ تلوّح من بعيد
للسواقي البيض،
أحلامٌ لتبديد المخاوف
حول موقده الأليف.. ألخ..

ولكن غياب محمود درويش لم يترك شاعرا بقامته.. وقبله غاب الماغوط ونزار قباني.. وانا على يقين ان الأيام القادمة تحمل مفاجئات شعرية سيكون لها الأثر البعيد في عودة القصيدة العربيه الى احتلال مكانتها المتميزة في الثقافة العربية.

*هل تفكرين بإصدار مجموعة شعرية خاصة بعد أن لاقت قصائدك المنشورة في بعض مواقع الإنترنت استحسان القراء ؟
- الآن أستطيع أن أقول نعم ... والحقيقه أنني فوجئت بالرسائل الألكترونيه التي بدأت تتراكم في بريدي الألكتروني من أقطار عربية عديدة تحمل تعليقات الإستحسان وبعضها من شخصيات أدبية وصحفية تهتم بشخصي وتدعوني لمقابلات صحفية في الصحافة الخليجية مما  أثار دهشتي وشجعني حقا لأن أفكر بإصدار مجموعة شعرية خاصه بي ..  والفضل في ذلك  يعود إلى موقع "الموقد" الذي وقف إلى جانبي وشجعني كثيرا .

* لماذا لم تغنّ من شعرك أنت لغاية اليوم ؟
- عليَّ أولا أن أغني .. وأغني  كثيرا ... فأنا - كما لا شك  تعلم - عدت منذ قرابة السنة لمجال الغناء .. وفي هذه الفتره لم تتح لي الفرصة لأفكر في أن أستغل نصوصي الشعرية لهذا الغرض ، لكن مؤخرا قامت شخصية شعرية مرموقة بعرض أشعاري على ملحن يافع وموهوب من أجل التلحين وسنرى ماذا سينتج عن هذه التجربة .

* ما رأيك بالأغنية المحلية ؟
- برأيي أن أغنيتنا المحلية  ما زالت تلك الصغيرة في سنوات طفولتها المبكرة ... وهي بحاجة لرعاية فائقة وعناية مكثفة، .وللنّهوض بها حسب رأيي  يتطلب الأمر... كتاب أغنية ، وملحنين ، ونقابة موسيقيين جادة وفعالة ، وميزانيات ...ألخ ... ونحن نفتقر لهذه العوامل... وإن توفَّرت ، فهي قليلة . ولكن رغم ذلك هناك محاولات جادة قام بها عدد من فنانينا في هذا المجال .. وأنا متأكدة من أننا سنصل إلى تحقيق هذا الهدف .

* ألا تشاركيني الرأي بأن فناننا المحلي عندما يدعى ويشارك في المهرجانات التي تقام في بعض ألأقطار العربية ، لو يغني أغانيه الخاصة به هو .. يكون أفضل له ولحركتنا الغنائية والفنية من يذهب إليهم بأغانيهم هم .. ألا يوحي ذلك بأن "ها هي بضاعتكم قد ردت إليكم " ؟
- ربما يكون ما تقوله صحيحا ... لكن فناننا المحلي  بسبب وجوده  في دولة مختلفة الحضارة من ناحية، ونظرا لظروفه وإمكانياته المحدودة من ناحية أخرى ،  فقد غابت عنه  العوامل الضرورية التي تنتج أغنية، والتي ذكرتها سابقا ... ولكن في مثل هكذا ظررف ، أن يذهب ويشارك في المهرجانات الغنائية في العالم العربي ،هذا بحد ذاته إنجاز  .

* ما هي مشاعريك للمستقبل ؟
- رغم كل المسؤوليه والتخوف الذي قد يصادفني فأنا مليئه بالحماس ...والرغبه بالعطاء ، ومتشوقه للطرب الراقي والوصل إلى الأصاله.. علنا نعيد  نفحات عطر الزمن الذهبي الغابر .

*هل تودين أن تضيفي شيئا ؟
- نعم ...في الحقيقه يشرفني أن أقدم أجمل التهاني لموقع "الموقد" بمناسبة عيد ميلاده الثالث والذي يصادف يوم 2009\03\15 .هذا الموقع القيم  الذي حين يسلط الضوء على ثقافتنا ، وأفكارنا، وآمالنا،  ويمكننا من نشر، أدبنا، وفننا في فضاء  العالم العربي بشكل خاص  والعالم الواسع من حولنا بشكل عام ، إنما يشكل في هذا - كما أرى - جسرا  حضاريا من التواصل بين الأنا  والآخر، ويساهم في تعميق لغة الحوار ورفع راية الفن . فشكرا لك ولموقدك الجميل .

 



 

free web counter