الصفحة الثقافية
الأربعاء 20 / 6 / 2007
لقاءات المثقفين العراقين إلامَ تهـدف وإلى أين تؤدي؟
حول المجلس العراقي للثقافة
حكمت السليم
بدعوة من الملتقى العراقي في لايبزك - المانيا التقى في مساء الثامن من حزيران الجاري جمع من ابناء الجالية العراقية مع الكاتبين الدكتور الشاعر حميد الخاقاني والدكتور القاص والروائي زهدي الداوودي ، وذلك للتعرُّف على مجريات الاجتماع الموسع الذي عقده نخبة من المثقفين العراقيين من داخل العراق وخارجه في الفترة من 14 إلى 17 أيارالماضي في العاصمة الاردنية عمان ،حيث انبثق عنه ( المجلس العراقي للثقافة) ، وكذلك لقاء ( المدى ) الثقافي الذي شهدته مدينة أربيل قبل هذا بأسبوعين تقريباُ .
وقد تولى إدارة ندوة الملتقى الأستاذ حكمت السليم عضو الهيئة الإدارية للملتقى وعضو رابطة الكتاب والصحفيين والفنانين المندائيين .
وبعد الترحيب بالحاضرين دعا مدير الندوة الدكتور المحاضر الشاعر حميد الخاقاني إلى تقديم صورة عن لقاء عمان التأسيسي والنقاشات التي حضيت فيه ، والفعاليات الفكرية والأدبية التي صاحبته وما توصَّل إليه ، والتعريج على اللغط الكثير الذي أثير بشأنه ، وبخاصة ما يتعلَّق بموضوعة التمويل . هل تَـمَّ عقد المؤتمر باموال عراقية ، أم أنَ هناك جهة قامت بالصرف عليه ، وهل هي جهة سياسية او دولة اجنبية كما يشاع ؟
المجلس العراقي للثقـافة : الآفاق والملاحظات
بدأ الدكتور المحاضر حديثه باستعراض أحوال الثقافة العراقية منذ نهاية سبعينات القرن الماضي ، حيث دفعت ظروف العسف والاستبداد أعدادا كبيرة من المثقفين الديمقراطيين ، ومن شتى حقول الإبداع ، إلى مغادرة الوطن والانتشار في منافي الأرض المختلفة ، وهي هجرة أعقبتها هجراتٌ أخرى ، ولأجيال أخرى من المثقفين العراقيين . هذه الظواهر أدَّت إلى أن تواصل ثقافتنا ، وفي ظروف معقدَّة ومختلفة ، التحليق بجناحين ، أحدهما داخل الوطن ، بكل ما ينطوي عليه العيش داخل الوطن ، قبل سقوط النظام وبعده ، من تعقيدات وإشكالات وتحديات وسَيرٍ على الحافةِ دائماً ، بالنسبة للكثير من المبدعين ، والثاني خارج الوطن ، وهو خارجٌ له ، هو الآخر ، لواعجه وأشجانه وإشكالاته وخصوصياته بالطبع .
حالة الشتات والتشتت هذه ، وهي حالة عاشتها ثقافات أخرى كابد أهلها ما كابدناه نحن أو بعضاً منه ، كان ينبغي العمل على تجاوزها والبحث عن صيغٍ لتنسيق جهد المثقفين ودعم نشاطهم الإبداعي وبلورة مواقفهـم مما يتعرض له وطنهم وشعبهم .
وقد أشار المحاضر إلى المحاولات الكثيرة التي بذلها مثقفون مختلفون لتحقيق ذلك ، وهي جهود تعود إلى مطلع التسعينات ، ومنذ أن تعطَّل نشاط ( رابطة الكتاب والصحفيين والفنانيين الديمقراطيين ) التي كانت ، ولعشر سنوات ، تقريباً ،إطاراً للنشاط الثقافي في المنفى ، ولكن تلك الجهود لم تؤتِ ، ولأسباب عديدة ، ذاتية وموضوعية ، ثمارها المرجوَّة ، وظلت الحاجة قائمة ، وملحَّة في الحقيقة ، وبخاصة بعد العاصفة التي تجتاح وطننا منذ ما يزيد على الأربع سنوات ، إلى إقامة تشكيل ثقافي يعمل على تجاوز حالة التشتت والشتات ويكون منبراً وإطاراً لقولٍ ثقافي مختلف عما هو تقليدي وسائد ، قولٍ نقدي وعقلي ، يسعى لنشر ثقافة التنوير والحداثة في مواجهة ثقافة الخرافة والأوهام والإقامة في الماضي .
هذا الهـمّ هو ما كان ، في الحقيقة ، وراء ما تنادى إليه ، والتقى بشأنه ذلك العدد من المثقفين العراقيين في عمان .
لقد شارك في هذا اللقاء التأسيسي أكثرمن مائتي مثقف ذوي مشارب واتجاهات ثقافية وفكرية وسياسية متباينة ، ولهم ، كذلك ، سِـيَرُ حياة مختلفة ، وهو ما وجد انعكاسه في النقاشات التي شهدها المؤتمر على مدى أيامه الثلاثة ، سواء تناولت هذه النقاشات النظام الداخلي للمجلس وأهدافه وآليات تحقيقها ، أو انشغلت بصياغة بيان هذا اللقاء الختامي ، حيث جرى التأكيد على العمل على إنقاذ البلاد من ويلات الاحتلال والإرهاب والعقلية الطائفية ، وإقامة عراق فدرالي موحد ذي نظام علماني يفصل الدين عن الدولة ، ويؤَمِّنُ لكافة الأديان والمذاهب والطوائف ، في وطننا ، حرياتها الكاملة في ممارسة شعائرها وطقوسها الدينية ، وبناء دولة القانون الوطنية التي يتساوى الناس فيها مساواة حقيقية ، وعلى أساس المواطنة والكفاءة لا غير ، وتتمتع في ظلها المرأة بحق المساواة الكامل مع الرجل . وفي الميدان الثقافي رأى المؤتمرون بأن استئناف مشروع التنوير الثقافي والفكري وتحرير الناس من ثقافة الجهل والتجهيل بمختلف أشكالها وتجلياتها هو المهمة الأساس للمجلس ، ووضع برنامج للكتابة والنشر وإقامة الندوات الفكرية للمساهمة في تحقيق هذه المهمة . وفضلا عن الفعاليات الثقافية والأدبية الأخرى التي سيقوم بها المجلس ، كذلك ينبغي عليه عقد ندوات فكرية ـ سياسية تتناول موضوعات من قبيل شكل الدولة في العراق ، والدستور ودور مؤسسات الدولة في العملية الثقافية ، وأوضاع الجامعات العراقية وبرامج التعليم والتربية .
ولقد رافق المؤتمر إلقاء محاضرات ومداخلات من قبَلِ عدد من المشاركين ، انصرف بعضها لموضوعة المجلس نفسها وضرورات تأسيسه ، وما ينبغي له القيام به ، في حين ذهب البعض الآخر منها إلى موضوعات تتعلق بثقافة الحرية وحرية الثقافة ، والتجليات الثقافية لما عانته وتعانيه النفسية العراقية تحت وطأة الظروف السابقة والحالية ، ومظاهر العسف في التراث السياسي والثقافي العربي والعراقي خاصة ، وموضوعة الثقافة الطائفية ، وكذلك بنية وطبيعة ثقافة الإتباع والتقليد الآخذة في السواد في مجتمعاتنا .
وفيما يتعلق بالنقد الذي صاحب التحضيرات لهذا المؤتمر ، وتواصل أثناء فترة انعقاده وما بعدها ، فقد أشار المحاضر إلى أن المعضلة ليست في النقد الثقافي والفكري الذي يُغْني معارفنا ، ويُبَصِّرنا بأحوالنا ، ويُعَمِّق معرفتنا بأنفسنا وببعضنا البعض ، وإنما في الشتائم والاتهامات التي تُكال جُزافاً ، ولا تسهم في كشف حقائق ، وإنما تزيد اللبس التباساً . وجميع (النقد ) الذي سلَّطه من كتب ضد هذا اللقاء ، وبعضهم لا هو بعير الثقافة العراقية ولا بنفيرها ، لم يكن ، في لغته وفي مضامينه ، غير شتائم واتهامات فارغة ، دونما أدنى دليل يذكَر ، وتلك ظاهرة تشير لحالى البؤس التي انتهت إليها ثقافتنا وانحدر إليها بعض مثقفينا ، أو أولئك المتثاقفين منهم . وقد أوضح المحاضر بأنَّ الكلمة غير المسؤولة ، في ظروفنا الحالية ، إنما هي دعوة لسَفْك الدم ، وأنه لمن المدهش أن يطلق مثقف ما الكَلِمَ على عواهنه في زمن ملتبس كهذا الزمن ، الناس فيه أشدّ حاجة لما هو واضح وجلِّي ومُبَـصِّر زمن المضحك المبكي أنَّ جميه من وجَّه النقد للمؤتمر لم ينتظر وثقائقه ليطَّلع عليها ، ولم يردعه عن القول الجُزاف كلُّ هذا العدد الكبير من المثقفين الديمقراطيين واليساريين ممن حضروه وساهموا بفعالية في نقاشاته وصياغة وثائقه وأهدافه ، وهم أناسٌ لا أظن أنَّ أحدا يستطيع أن يزايد في الوطنية عليهم ، ولا حتى في موقفهم من الاحتلال .
وعرج المحاضر على قضية التمويل فأشار إلى أنَّ التمويل للمؤتمر التأسيسي وللمجلس في سنته الأولى قد تبرع به الصديق الكاتب والإعلامي إبراهيم الزبيدي ، ومن ماله الخاص ، وهو في وضع مالي يؤهله لمثل هذه الأمر .
ويرى المحاضر أنَّ المجتمعين قد نجحوا في التأسيس لتجمُّع ثقافي هناك حاجة ماسة لقيامه ، وهو لا يتقاطع مع أية مشاريع ثقافية مماثلة بل يتكامل معها ، وصولاً إلى تنسيق الجهود وتوحيدها في زمن نأمل أن لا يكون بعيداً ، ولا ريب أن مواصلة المجلس لنشاطه ونجاحه في تحقيق ما يصبو إليه رَهْنٌ بنشاط هيئاته وأعضائه ونجاحهم في توفير التمويل اللازم لما بعد السنة الأولى . وبعد استراحة قصيره بدأت أسئلة ومداخلات الحاضرين والتي نجملها ادناه:
الدكتور عبد المنعم عنوز
محامي وباحث قاموني –استاذ القانون القانون الدولي في الاكادمية العربية المفتوحة في الدنمارك - عضو نقابة المحامين العراقيين :
الذي اعتقده بان طريقة الاعداد لمثل هذا المؤتمر جرت في دائرة شبه مغلقة وكانت التسمية وشعار ه ( المجلس العراقي للثقافة) اوسع من واقعه حيث لا يشمل الاكاديميين و كتاب العلوم المختلفة الاخرى , وهذا يشكل خلل في تاسيس هذا المجلس ونحن بحاجة الى دائرة أوسع في مفهوم المثقف داخل وخارج العراق ,كما أرجو ان لاينحصر بين الرفاق القدماء الذين تجمعهم ذكريات خاصة . ويتسائل الدكتور منعم ما هي تقديرات وتقييم المجلس تجاه مايجري من اجرءات بناء الدوله العراقيةالحالية وضمن الاستقطابات الراديكالية القومية والدينية والحزبية ، ولمن يوجه المجلس الثقافي خطابه من حيث الطبقية الثقافية والاجتماعية؟ وماهي نسبة النجاح للتأثير في تحقيق بناء الوحدة الوطنية ؟ ,وأكد على ضرورة تمويل المجلس من الجهات الموثوقه القائمه على معيار الشفافية .
الاستاذ نجيب اسطيفان
مدرس ومحاضر جامعي : مع الاسف أيد ودعا قسم من المثقفين العراقيين خلال فترات سابقة من تاريخ العراق الى التغير الراديكالي وروجوا لثقافة الثأر والغاء الاخر ثم احترقوا بنار دعوتهم, ويتساءل هل ادى سقوط النظام الاشتراكي الى الفساد والميوعة الفكرية وتكريس الانانية ؟ ام كان ذلك أزالة للقيود المفروضة على فكر المثقف كي تأخذ شخصيته ابعادها للتعبير والتأكيد على ذاتها وابداعاتها؟
ما هي الاليات التي تضمن أن لايكون المجلس الذي عقد في عمان مجرد مكان يطلق فيه الكلام الجميل والشعارات الرنانة ؟ لكي يسهم في صياغة عراق ديمقراطي متنور؟
الدكتور صادق البلادي
باحث وصحفي : انقسم المثقفون العراقيين بين مؤيد للحرب ومناهض لها. وضم المؤتمرمن الجانبين بعد ما يشهده العراق منذ الاحتلال من تعميق للدمار والخراب ماديا وروحيا الذي تركه البعث الفاشي نحتاج الى جهود مكثفة لإعادة البناء ، وهذه الجهود لن يكتب لها الاندفاع بزخم مؤثر وفعال بدون تحديد موقف موحد من الاحتلال ،الأمر الذي يتطلب اعادة الموقف من الاحتلال الامريكي , كما يتطلب وضع صيغة واضحة دقيقة , ومنصفة لكيفية العمل مع البعثيين ومن تعاون مع البعث.
الدكتور زهدي الداوودي كاتب وروائي ، مدرس في جامعة الموصل سابقا: كنت اتمنى الاهتمام باتحاد الادباء العراقي المنظمة التي لها تاريخ طويل وتكون هذه النظمات فرع لاتحاد الادباء العراقي, كما ارجوان لاتتحول بعض هذه المنظمات الى منظمات سياسية بواجهة ادبية.
الدكتور قاسم
طبيب ممارس في مستشفيات لايبزك :
وفي الختام اشار الدكتور الخاقاني ردآ على بعض ملاحظات الاخوة المتداخلين بقوله لقد جرى نقاش واسع في اكثر من قضية من القضايا التي طرحها الاخوة ويمكن الرجوع اليها في البيان الختامي ، فمفهوم المثقف توسع ولم يقتصرعلى الادباء والمشتغلين بالعملية الابداعية فقط ، حيث كان هناك أطباء نفس ومهندسون معماريون واقتصاديون وسياسيون يكتبون في حقول المعرفة هذه ، فهو إذن تجمع اكاديمي ثقافي , كما جرى نقاش حول الدولة وثبت النظام الديمقراطي العلماني التعددي وفصل الدين عن الدولة كما طالب المؤتمر بانهاء الاحتلال ووضع اليات لذلك والكثير من الاراء التي تمَّ طرحها ثبتت بوثقة المؤتمر ، وبخصوص الدعوات والحضور فقد كان أشبه بحضور تمثيلي ، إذ لم يكن ممكنا دعوة جميع من يستحق الحضور من المثقفين العراقيين المبدعيين لاسباب كثيرة ، في مقدمتها الجانب المالي ، ولكن اللقاء استطاع أن يحقق ، في تقديري ، درجة من التمثيل لمثقفينا داخل الوطن وخارجه.
مهرجان المدى المنعقد في اربيل عاصمة اقليم كركستان
وقبل نهاية لقاء ندوة الملتقى العراقي قدم الزميل الدكتور زهدي الداوودي تقريرا عن مساهمته في اسبوع المدى الثقافي الخامس جاء فيه :
إنعقد المهرجان الثقافي الذي يشكل مدا ثوريا بالنسبة للثقافة العراقية التقدمية التي عانت الأمرين من الطغمة الدكتاتورية البائدة، في الفترة الواقعة بين 29/4 إلى 5/6/2 /2007. لم يتمكن مسعود البارزاني، رئيس أقليم كردستان من إفتتاح المهرجان وذلك لتواجده خارج الوطن. ألقى فاضل ميراني كلمة البارزاني التي جاء فيها: رغم قذفنا بمختلف الأسلحة المحرمة بما فيها الكيمياوي لم تثن شعبنا عن التمسك بالتآخي العربي الكردي، ولم تدفعه إلى نقل بندقيته الكفاحية من كتف إلى أخرى لكي يسدد إلى أشقائنا العراقيين العرب أو العرب عموما. قد لا تقرأون لافتة عربية مرفوعة على مؤسساتنا الحكومية أو إشارات مرورية باللغة العربية، لكنكم لم تعثروا أيها الأصدقاء على أي مظهر يعكس ضعف محبتنا وشعورنا بالأخوة والصداقة والمصير المشترك معكم، أفلا يدلل ذلك على أننا كنا دائما نربط بين كفاحنا لنيل حقوقنا القومية بالكفاح العربي الكردي المشترك لتحقيق الديمقراطية، بل ألا يجسد ذلك بالمعنى السياسي التاريخي، إعلان قائد الثورة الكردية الخالد مصطفى بارزاني، إيقاف أي عمل عسكري ضد القوات العراقية عام 1976 التي شهدت هزيمة حزيران "يونيه" تلمس الجذور العميقة التي تؤسس لأي ثقافة تعددية. إن المظاهر التي قد تثير تساؤلاتكم هي في طريقها أيضا للمعالجة والحل، لأن شعبنا يريد أن ينهل من منبع الثقافة العربية والإسلامية ومنجزاتها الثرية في مختلف الحقول والميادين.
وألقى السيد شاكر النابلسي كلمة المثقفين العرب ثم تكلم فخري كريم، منظم المهرجان وقال: إن الثقافة لم تفقد قوة تأثيرها كمحرض وكبناء يندمج في جوهر الأشياء ويعيد تكوينها وخلق التوازن في علاقتها، والأهم أن الثقافة ظلت أمينة على حماية أنزه ما فينا وأنقى ما يعكس إنسانيتنا"
بعد جلسة الإفتتاح انتقل المشاركون في اسبوع المدى الثقافي إلى بارك الشهيد سامي عبد الرحمن، حيث أقيم معرض الكتاب ومعرض الفن التشكيلي الذي تمتعنا فيه بإبداعات صديقنا الفنان الكبير فيصل لعيبي.
وبالتوازي مع محور الأهوار الرئيسي الذي افتتحه وزير الموارد المائية لطيف رشيد، بدأت الطاولات المستديرة حول المحاور المختلفة. كان من الصعب متابعة كل المحاور والنشاطات الأدبية والفنية التي تقدم في آن واحد. كانت إحدى الجلسات مخصصة، على سبيل المثال لمناقشة نزعات تجديد النظام العربي وتجلياتها ومفهوم الإصلاح السياسي وتطبيقاته.
بدأ حيدر سعيد بعرض ورقته حول ثراء التعددية وشقاؤها، تلاه محمد عطوان بورقته إشكالية العنف في النظام السياسي العربي ثم د. زهدي الداوودي حول مفهوم الإصلاح السياسي ومتطلباته: كردستان العراق نموذجا. وشاكر النابلسي حول ضعف التيار الديمقراطي في العالم العربي ثم عقيل محمد حول موقف الفكر العربي الإسلامي من ظاهرة تغيب الإصلاح السياسي وعلاقتها بالإرهاب، وتلاهم د. منذر الفضل، جلال الماشطة، حسين درويش، غالب الشهبندر، محمد البازياني، د. وجيه كوثراني، أحمد بعلبكي وعبد الرزاق الصافي وآخرون. كان المساهمون يركزون في الغالب على العراق مع إشارات مفصلة إلى العالم العربي.
وتخللت أجواء المهرجان نشاطات أدبية وفنية شيقة ساهمت فيها فرقة الجالغي البغدادي وفؤاد سالم وياس خضر وفرقة البنات الكرديات وقدمت قراءات شعرية ومسرحيات كما وجرى تكريم كل من القاص فؤاد التكرلي والفنانة ناهدة الرماح.
ولعل أروع وأجمل رمز للمحبة والإنسانية ظهر في سماء المهرجان هو رجل الدين الرائع والمفكر اللبناني السيد هاني فحص الذي القى الكلمة الختامية التي بكى فيها وأبكانا.
ومما جاء في البيان الختامي الذي أعلن باسم المشاركين:
" .. العراق يذبح اليوم لأن هوية الدولة الوطنية ذبحتها الدكتاتورية، حين حولت الدولة إلى إقطاعية خاصة، ويذبحها اليوم البرابرة والإرهابيون مدعو تمثيل الطوائف. يتعرض مشروع الدولة اليوم إلى الخطر، لأن الصراع لا زال صراعا على السلطة من جهة، ومع قوى الإرهاب التي تستهدف المشروع ذاته من جهة أخرى ولا تزال الرؤية التي تتحكم بطيف واسع من الطبقة السياسية الراهنة تتعامل مع الدولة بمنطق الغنيمة لا منطق الإنتماء والتكافل. إن حلمنا بالديمقراطية لا يعني أن تحقيقه بديهي وضروري وحتمي، بل يحتاج إلى جهد وعمل متواصل واع"
والى اللقاء في ندوة ثقافية اخرى على قاعة الملتقى العراقي في لايبزك - المانيا