الصفحة الثقافية

الرئيسية

 

| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

 

الثلاثاء 22 / 5 / 2007

 


 

تحقيق حول مسرح الطفل


زارهم واستمتع معهم : احمد جليل الويس

* ـ الطفل العراقي شاخ قبل الأوان منذ أن دهست طفولته الدبابات الصديقة والعدوة.
* - كريم رشيد من منفاه : نعمل من اجل الإنسان العراقي الذي أنهكته الحروب وأكلت من هامته الطير وشربت من دمه الأنهار
*- المسرح أفضل الأدوات التي توصل أفكارنا حين يكون العرض قريبا من الجمهور.
نعيم خلف : "هذا ما جناه علي أبي" صرخة احتجاج على ممارسات العنف ضد الأطفال

اعطني خبزا ومسرحا أعطك شعبا مثقفا هكذا وبكل بساطة قالها احد القادة العالميين ليرسم لنا خطا واضحا يربط بين حيازيم الثقافة وبين المسرح بشرط توفر الخبز ، وهو القوت اليومي ، ولكن ما يجري في العراق يختلف كثيرا عن ما موجود في كل بقاع العالم في هذه النقطة بالذات حيث نرى ان المسرح العراقي والجمهور العراقي قد تنازل عن هذا الشرط مقابل ان تمليء ذهنه بأشياء أهم من الخبز واهم من الأكل ومن القوت اليومي وهي الأفكار .
الجمهور العراقي الآن أكثر من متعطش للأفكار مهما كانت قنوات هذه الأفكار التي تغذي فكره وتنمي إنسانيته وربما يكون المسرح هو العمود الفقري للثقافة بصورة عامة والاهم ان هذا العمود الفقري بدأ يتجه الى اللبنة الاساس للبناء وهو الطفل الذي انهكته الحصارات والحروب طيلة اكثر من ثلاثة عقود فلننقذ ما تبقى كانت هذه دعوة مجموعة من الفنانين العراقيين الذين اشتركوا في هذا الهم الابداعي الملتزم والانساني الملتزم والوطني ايضا حيث ان الاهتمام بالطفل قد يشكل منحى جديدا في الثقافة العراقية يحاول ان يوقف او يقف بوجه ثقافة العنف السائدة هذه الايام في الشارع العراقي خاصة ضد الاطفال دون ان نسمع استنكارا او استهجانا لهذه الاعمال العنيفة التي تستهدف الطفل وتحاول اغتيال براءته .
من كل هذا يبرز لنا أفق اخضر على هيئة إنسان يدعو العالم إلى نبذ العنف وتهشيم ثثقافة الموت مقابل إشاعة ثقافة الحياة وبناء مناهج إنسانية يستطيع المجتمع العراقي برمته ان يتعايش ويتفاعل معها ، وهذه الثقافة يبنبغي ان توجه الى الطفل العراقي الذي ركل العساكر طفولته بأحذيتهم القاسية ورموها على رصيف بعيد في ارض اخرى ربما مما جعل هذا الكائن الجميل الذي اسمه " الطفل" ان يهرول بكل ما اوتي من وجع ان يهرول وراء طفولاته الضائعة دون أن يلحق بها أبدا هذا الطفل الذي لم تعد عيناه ترى بوضوح قنامة ايامه ولم تعد تفقه فصاحة فجائعة ، ولم يصادف طفولته التي دهستها الدبابات الصديقة والعدوة على مرأى ومسمع الجميع .

منظمة "أولف بالما" السويدية
من هنا جاءت مجموعة العروض التي قدمتها وما زالت تقدمها منظمة "اولف بالما" السويدية من خلال دعم الفرق المسرحية العراقية والتي يشرف على ادالرتها الفنان المسرحي العراقي "كريم رشيد" من منفاه الربذي بعد ان ذاق ما ذاقعلى ايدي السلطة الجائرة مما حدا به ان يركب سفينة احزانه ويودع ذكرياته في صندوق خشبي صغير يتركه ينساب في نهر دجلة الخالد عله يلقى مصيره الاخير بعيدا عن عيون الرفاق او بعيدا عن اقدام الجلادين وهراواتهم التي الهمها الله الف سبب للموت فابتدعت سببا جديدا حتى انهم من فرط قسوتهم كانوا يعتقلوون الحالمين في قسم خاص مكتوب على يافطته بالخط العريض " شرطة مكافحة الأحلام " ويعتبرونها من الجرائم المخلة بالشرف التي يعاقب عليها القانون بالموت رعبا وربما شنقا في أفضل الأحوال وأحيانا أخرى في أحواض مليئة بالحوامض المذيبة للعظام ، ليعدوا من أجسادهم حفلات شوائهم الفاخر .

الأطفال الحجر الأساس في عراق المستقبل
ومن جانبنا كاعلاميين سلطنا الضوء على هذه التجربة الغنية في عراق ما بعد الكولونيالية التي أرسى دعائمها النظام البائد ، واتصلنا بالمشرف على هذه المنظمة الفنان المسرحي العراقي المغترب في السويد " كريم رشيد" ليطلع الجمهور العراقي على أهداف ونشاطات هذه المنظمة التي تعمل من اجل الإنسان العراقي الذي أنهكته الحروب فأكلت من هامته الطير وشربت من دمه الأنهار حتى عاد لون الماء احمر كما كان أيام هولاكو فيا لله إن التاريخ يعيد نفسه مرة أخرى ولكن دائما هناك من يتصدى لهذه الأعمال الشرسة والشريرة التي تحيط بالعراق وأهله السوء رغم طيبة العراقيين .
يقول كريم أن هذه المنظمة التي تدار من قبل مجموعة من المبدعين العراقيين في الخارج تؤكد على التواصل الفني بين الداخل والخارج وتحاول تهشيم جدار الفصل العنصري بين فناني الداخل وفناني الخارج والتأكيد على رفض ثقافة العنف من خلال الإصرار على المناهج الفنية الإنسانية ولعل المسرح هو أفضل الأدوات التي توصل أفكارنا خاصة عندما يكون العرض قريبا من المتلقي العراق5ي الذي هو اخطر متلق عرفته الساحات الثقافية العربية والعالمية فضلا عن المحلية .
يقول كريم في حديث عبر الهاتف :- إن هذه المنظمة تمول فرق مسرحية داخل العراق تركز على قضايا نبذ العنف ضد الأطفال ، لان مشاهد العنف على الأطفال تؤثر في نفسية الطفل بشكل سلبي وقد أثبتت الكثير الدراسات العلمية ذلك مما اثر بشكل ملحوظ على الأجيال المتأخرة كجيل الثمانينيات والتسعينيات ولذلك ينبغي أن نأخذ المسألة على محمل الجد ونتعامل معها بكل حزم ونحاول أن نفهم أو نقرب وجهات نظرنا بطريقة مبسطة تقترب بشكل أو بآخر من وعي الطفل العراقي من خلال العروض المسرحية والفعاليات الأخرى ولكن كون المسرح تجربة جديدة على الطفل العراقي فانا أرى انه يستطيع أن يؤدي رسالة تربوية أخلاقية ويؤثر على الطفل من حيث لا يشعر حتى يتبلور وعيه وينضج ليعرف ويكتشف أن ثقافة العنف لا تؤدي إلا إلى الخراب هذا من جانب ومن جانب آخر وهو الأهم نحاول أن نبعث رسائل واضحة لا تحتوي على شفرات معقدة إلى أولياء الأمور والسادة المسؤولين في الدولة العراقية الحديثة بان الطفل العراقي هو المستقبل المضمون للعراق الذي نتمنى عراق المستقبل ولهذا ينبغي أن ندرك إن أية ممارسة عنيفة ضد هذا الطفل هي بالتالي ممارسة تشويه لمستقبل العراق .
ويمضي المخرج المسرحي المغترب كريم رشيد بالقول : إن الإرهاب والعنف يغتالان براءة الأطفال ،ومما يؤسف له إن الطفل العراقي الآن بدأ يتخذ من الأسلحة التي تصنع من البلاستك لعبا له فبدلا من قطع الحلوى التي يفترض أن تقدم في الأعياد والمناسبات وكهدايا نجاح نجد إن الطفل العراقي يطالب الآباء وأولياء الأمور بشراء الأسلحة كهدايا ، ويضيف "رشيد" : إننا في هذه المنظمة نؤكد على حضورنا الفاعل كمثقفين لنا دورنا المفترض في بناء مستقبل بلدنا العزيز العراق ونرفض وبشدة كل أنواع العنف ضد الأطفال ابتداءاً من العنف الأسري والعنف التربوي ، والعنف والاجتماعي وغيرها من أنواع العنف التي تمتهن كرامة الطفل العراقي وتغتال براءته على مرأى ومسمع العالم دون أن يحرك احد ساكن رغم المحاولات الجادة من هذا الطرف أو ذاك .
يختتم المخرج كريم رشيد حديثه بسعادته التي لا يصدقها كما يقول ، ويضيف :- "سعادتي غامرة بهذا الإنجاز رغم تواضعه ، ورغم إمكانياته البسيطة ، ولكنني متواصل بسعيي لتقديم عروض متخصصة بمسرح الطفل وإعانة الفرق المسرحية بشكل شبه شهري لتوزيع هذا المسرح التربوي الذي يقترب من المسرح الفقير ونقل وقائع هذا المشروع إلى ابعد ما يمكن مع التأكيد على ان تقدم الفرق المسرحية عروضها في أماكن قريبة من المجتمع ولا تعلق على شماعة الوضع الامني ما ليس تحتمل هذه الشماعة بل الاولى ان ننقل المسرح الى هذه الاروقة ولا نقصر على المسارح التي عادة تكون غير مؤهلة سوى مسرح او مسرحين والبعض منها تحول الى رماد يشبه الى حد بعيد رماد شارع المتنبي الذي قض مضاجعنا جميعاً.

عروض نادرة
لعل ما يلفت النظر في بعض العروض التي قدمها بعض الفنانين من مختلف الفرق المسرحية العراقية هو أن هذه العروض امتازت بحيويتها العالية وفنيتها وصدقها واقترابها من نفوس الصغار حتى إن بعض المسرحيات أعيد عرضها أكثر من عشرة مرات في دور عرض مختلفة فمنها ما قدم في دور الأيتام ، ومنها كما قدم في المدارس الابتدائية المتوسطة والإعدادية .
وتقترب أجواء المسرحيات التي تنظمها هذه المنظمة من أجواء المسرح الفقير الذي ساد أوربا أيام ما كانت الحركة المسرحية ما زالت تبتكر وتجرب لتصل إلى أفضل الثمار التي يقطفها المشاهد من تلك العروض بأنها تعرض في دور خاصة للدراسة وليس للعروض المسرحية ولكن ما يؤكد عليه الجمهور هو أنها كانت خطوة ممتازة بنقل المسرح ألعراقي إلى أروقة المدارس لكي يتعلم هذا الطفل الصغير من هذه التجارب والأفكار المطروحة من خلال المسرحيات المقدمة كيف يبني اختياراته القادمة في المستقبل وأي طريق يختار .
ولعل اغرب العروض وأكثرها إثارة هو العرض الذي قدمه المخرج " نعيم حسين " مخرج المسرحية ورئيس فرقة "أفكار" حيث قدم هذا المخرج مسرحيته في جامع ، نعم لا تستغربوا قدمها في جامع في مدينة الصدر ليؤكد على أهمية دور المؤسسة الدينية في النهوض بهذه الشريحة المهمة من أبناء العراق وبناة مستقبله من جانب ، ومن جانب آخر ليوضح للعالم أن الدين والمؤسسة الدينية بصورة عامة لا تتعارض مع الأهداف النبيلة والغايات الإنسانية للفن الراقي الذي يهدف إلى خدمة المجتمع .

الرواد يسجلون حضورهم
مثل هذا المشروع الكبير لا يمكن أن يتجاهله نجوم الفن العراقي الرصين والذين عودونا على ان يكونوا سباقين في ـادية رسالتهم الحقيقية من خلال تواجدهم ومشاركتهم في كل الأعمال التي تخدم بلدهم وتحاول ان تداوي جراحاته النازفة ويكفيهم شرف المحاولة ، فقد استقطب هذا المشروع الثقافي الإنساني بكل أبعاده وتوجهاته الكثير من نجوم الفن العراقي البارزين من أكاديميين وفنانين رواد ليساهموا في اضفاء الروح الفنية الاصيلة على هذا المشروع الذي اعتبروه مشروعهم الشخصي ، ولذلك نراهم يعملون مع هذه الفرق بدون مرتبات مهمة او مكافآت مجزية بل بأجور زهيدة غالبا ما يتبرع بها هؤلاء الفنانون للصبية الصغار ممن يحضرون العروض ومن هذه الأسماء المهمة في المشهد المسرحي العراقي الدكتور هيثم عبد الرزاق ، والأستاذ رائد محسن ، والفنانة القديرة إقبال نعيم والفنان القدير حيدر منعثر الذي قدم أول عرض من هذا النوع للأطفال وغيرهم قد لا يسع المجال لذكرهم الآن .
لطريف في الأمر لم يكن الفنانين وحدهم يرعون هذا المهرجان والمشروع الثقافي الكبير ، بل هناك الإعلاميين أيضاً الذين طالما نبذوا ثقافة العنف ضد الإنسان بصورة عامة والأطفال العراقيين بصورة خاصة ومن هؤلاء الإعلاميين مراسلي قناة الحرة، والعراقية ، والسومرية ، والفرات ،المسار، وبلادي ، وبعض محرري الصحف المحلية ولا عجب حين نسمع أن مقدم البرامج المبدع في قناة الحرة عماد جاسم هو احد المسؤولين عن واحدة من أهم هذه الفرق ولعل سائل يسأل أينهم الآن ؟ إنهم موجودون ولا يزالون يقدمون عروضهم بشكل طبيعي على مسارحهم الجديدة التي ابتكروها من بين كل هذا الدمار اليومي والقتل الجماعي ألا وهي دور الأيتام ، وساحات المدارس ، وباحات المساجد وغيرها فهؤلاء المبدعون قادرون على ابتكار ما يناسب طموحاتهم دون أن يكلوا أو يملوا ليؤكدوا للعالم أن العراقيين لا يخشون هذه الآلة التي وقودها أجسادهم وليعلنوا رفضهم لكل مظاهر العنف ضد الإنسان بصورة عامة والأطفال وهم أحباب الله بصورة خاصة .

هذا ما جناه ابي علي
تقوم فكرة احدى المسرحيات التي اخرجها الفنان المبدع نعيم خلف والذي يعمل في المسرح العراقي منذ اكثر من ربع قرن من الزمن على فكرة الاب المتسلط الديكتاتور وهو يرمز بشفرات بسيطة يستطيع المتلقي ان يفهمها الى الضغط اللا مبرر ضد الطفل واستخدام الاساليب العنيفة في ارغامهم على العمل وترك طفولتهم نهبا للرياح .
وبهذا العمل الفني المتميز يقوم المخرج بتكثيف الحوار على اساس الصراع القائم بين طرفي النقيض الام التي تكون دائما رحيمة وحنونة مما يؤثر على سلوكية الطفل تجاه امه والعكس تماما مع ابوه حيث القسوة والتسلط وزالظلم الذي لن يلحق بالاطفال وحدهم بل حتى بالزوجة التي تحاول ان تحد من مزاجية هذا الاب .
والثيمة الاساس للمسرحية تقوم على فكرة الاب الذي يجبر اطفاله على العمل غير المشروع كالبيع على أرصفة الطرقات غير آبه بمخاطر الطريق التي يمكن ان تصيب ابناءه جراء عملهم هذا فضلا عن المخاطر الاخرى كالانحراف السلوكي ، ويظهر في المسرحية ان الاب يجبر ابناءه على ان يسلموه الوارد الذي يحصلون عليه واذا لم يحصلوا على شيء فيظطرون الى التسول وهي من اقبح العادات البذيئة في المجتمع العراقي والتي جعلت من الاطفال اداة لها في الايام الاخيرة حتى يكاد لا يخلو رصيف منهم وهم في اوج براءتهم يتسولون من اجل ربما إنسان اخر لا يأبه بهم كثيرا.
ورغم ان الاطفال – في المسرحية – يشعرون بمرارة من هذا العمل الذي ابعدهم عن مقاعد الدراسة وعن اقران يشبهونهم تماما ولهم أولياء أمور أسوياء لا يجبرونهم على العمل او التسول من اجل سعادة ورفاهية الآباء الذين لا يقومون بشيء سوى إجبار الأبناء على العمل ، إلا إنهم لا يستطيعون أن يعارضوا خشية غضب الأب وثورته .وفي ختام المسرحية يتعرفون على طفل ثري يقوم بمساعدتهم وإعالتهم أو إعالة والدهم إن صح التعبير ليتخلصوا بعد ذلك من ظلمه وطغيانه .
ولعل ما يميز هذا العرض هو الديكور الفقير الذي اعتمده المخرج الذي اعتمد على فضاء إحدى القاعات في دور الدولة لإيواء الأيتام لكنه قدم من خلاله عرضا شيقا أبكى من أبكى وصفق له الحاضرون بحرارة .
وفي لقاء بالمخرج العراقي المبدع نعيم خلف تحدث عن دور التربويين في تنمية مواهب الطفل قائلا : "هذا العرض يهدف بالاضافة الى شجب العنف الذي يتعرض له الطفل العراقي بكافة انواعه ، هو يهدف ايضا الى تنمية مواهب الاطفال والاهتمام بهم ورعاية طفولتهم التي لا تزال بيضاء نقية لأنهم عماد المستقبل".
ويضيف خلف : " يعتقد الكثير من التربويين والفنانين المسرحيين بان الجهود المبذولة لا يمكن لها ان تنجح الا بتظافرها مع بعضها لبناء عراق المستقبل وعلينا ان نضع ايدينا مع بعضها لنقف بوجه هذه الثقافة الدخيلة التي جعلت من اطفالنا عرضة للعنف من خلال تأثرهم بالواقع الدامي الذي يعيشه عراقنا الحبيب خاصة ان ثقافة العنف بدأت تزحف على مستقبلنا وتلقي بظلالها على كافة نواحي حياتنا في البيت والعمل والسشارع والمدرسة وحتى المؤسسةات الحكومية التي تتعرض بين الحين والاخر للاستهداف من قبل مجموعات شريرة لا تريد للعراق الامن والاستقرار"
ويمضي خلف بالقول " لقد بات من الضروري ان يخرج المثقفون من قواقعهم وينزل البعض من عروشه العاجية ويتقدموا بخطوات فاعلة من اجل ايقاف هذه الثقافة اللا انسانية القادمة من وراء الحدود فضلا عن كونها افة تنخر في جذور المجتمع العراقي الذي كان وما يزال يؤمن بثقافة الانسان والحوار والديمقراطية الحقيقية والاستيعاب ولا يؤمن بباقي الثقافات التي تجعل من الانسانت سلعة وهدفا سهلا للقتل اليومي والمجاني في نفس الوقت .
ويرى خلف إن المسرح هو أهم الأدوات التي تشتغل عليها الثقافة العراقية بصورة خاصة والعربية ، والعالمية بصورة عامة من اجل إيصال صوت الإنسان من خلال الفن الملتزم الذي قدمته هذه الفرق المسرحية العراقية والتي ما زالت تكافح من اجل وقف العنف ضد الإنسان والطفل بصورة خاصة.

مواهب ومواقف
وفي الحديث عن المسرحية يقول خلف:"اعتبر ان هذه المسرحية هي التجربة الأهم في مسرح الطفل وتحديدا في موضوعة شجب العنف ضد الاطفال وقد حاولت في اخراج هذه المسرحية والمسرحيات الاخرى المتتابعة الايغال في التبسيط من اجل ان تصل الفكرة كاملة الى المتلقي دون ان يؤثر ذلك على فنية الاخراج والرؤية الفنية للعمل بصورة عامة ، وقد حاولت ان ادمج بعض المواهب الجديدة من الاطفال التي اكتشفتها في المناطق الفقيرة مع فنانين اكاديميين حرصوا على الارتقاء بالعمل وتقديم افضل ما لديهم من خبرات وعطاء في التمثيل وتعليم الصغار الموهوبين رغم ان اجور هؤلاء الفناين الكبار وهذا ما يؤكد على ان الفنان العراقي ان وجد عملا متميزا وطنيا فانه ينسى مسألة الاجور بقدر ما يضع في حسبانه انه سيعطي للوطن وهعذا هو ديدن الفنان العراقي .

الى متى تبقى منظومة العنف هي السائدة
وبين هذا وذاك يضل الطفل العراقي الذي اكلت طفولته الحروب حتى صار البعض منهم لا ينام الا وزالمسدس الذي اشتراه له ابوه تحت رأسه فضلا عن العنف الذي اثر على نفسيته فجعله كهلا قبل موسمه وفضح قمح ايامه للحصاد قبل ان تأتي مواسم الحصاد ومن عجائب الدهر ان ترى طفلا في رأسه شيب غزيز دون ان تجد له مبررا سوى انه ربما علم بما سيلاقيه بعد ولادته فاستعل رأسه شيبا وفوق كل هذا الا يبنبغي لنا كمثقفين ان نراجع منهجياتنا في الحياة لنعلم ولنشخص كم نحن على الاقل قساة مع هذا الائن الجميل الذي هو من احباب الله كما تقول جارتنا العجوز " الاطفال احباب الله يا ولدي فلا تصرخ في وجوههم " عندها كنت استحي واخجل من نفسي كيف لي ان اضع عقلي مع عقول هؤلاء الصغار الذين لا يفقهون من الدنيا شيئا وكثيرا ما اعلل ذلك بانني طفل كبير .