الصفحة الثقافية

الرئيسية

 

| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

 

الخميس 23 /11/ 2006

 

 

الكاتب يوسف أبو الفوز في ضيافة معهد الدراسات الاجتماعية في مدينة توزلا الفنلندية


في 23 تشرين الثاني 2006 ، وفي معهد الدراسات الاجتماعية في مدينة توزلا ( 45 كم شمال العاصمة الفنلندية هلسنكي ) ، تم استضافة الكاتب العراقي يوسف ابو الفوز ضمن برنامج دراسي خاص يهتم بتعدد الثقافات ، ويتم فيه استقدام كتاب وفنانين من مختلف الجنسيات للحديث امام الطلبة عن تجاربهم وحياتهم ونشاطاتهم وتقديم محاضرات سياسية وثقافية في مختلف المواضيع . في البدء وبأسم ادارة المعهد تم الترحيب بالكاتب الضيف والتعريف به وببعض نشاطاته في فنلندا ، ثم ابتدأ الكاتب يوسف ابو الفوز برنامجه بتقديم محاضرة تحت عنوان "ملاحظات عن التطورات الاجتماعية والسياسية الجارية في العراق " ، وفيها سلط الكاتب الضوء على التركة الثقيلة للنظام الديكتاتوري المقبور وتأثيرات ذلك على الواقع الاجتماعي والسياسي في العراق ما بعد سقوط النظام الديكتاتوري عن طريق قوات الاحتلال الامريكي ، وخارطة القوى السياسية والاجتماعية في عراق ما بعد صدام حسين ، وطموح القوى السياسية العراقية الديمقراطية لبناء عراق ديمقراطي جديد ، والدور السلبي لسياسة الاحتلال الامريكي في تأزم الاوضاع السياسية والاجتماعية وصعود الطائفية السياسية وتأجيج روح التطرف الديني بشكله الطائفي ، وتصاعد وتيرة العمليات الارهابية والنشاط اللاشرعي للمليشيات المسلحة غير القانونية . وتم الحديث عن الهجرة من العراق ، والاسباب الموجبة للهجرة من العراق ، وتحدث عن مراحل الهجرة المرتبطة بالعديد من العوامل والظروف القاهرة ، التي تعرض لها الشعب العراقي ، وفي مقدمتها الارهاب السياسي من قبل اجهزة النظام الديكتاتوري المقبور وثم حروبه العدوانية المدمرة الخارجية والداخلية ، وتحدث الكاتب عن موجة الهجرة الجديدة من العراق ، في مرحلة ما بعد سقوط النظام الديكتاتوري من العراق ، واهمية التضامن والدعم الدولي من اجل العمل لاستقرار الاوضاع السياسية ودعم الشعب العراقي لبناء عراق ديمقراطي . واعقب ذلك نقاش حيوي بين الطلبة والمحاضر، وساهمت اسئلة الطلبة في فتح عدة محاور للنقاش ، وفيها اشار الكاتب الى ضرورة الفصل ما بين مفهومي الارهاب والمقاومة ، وضرورة ادراك الخلط والتشويش الذي تساهم فيه بعض وسائل الاعلام في تصوير اعمال الارهاب التي تستهدف المدنيين الابرياء وكأنها اعمال مقاومة ضد قوات الاحتلال ، وتحدث عن خارطة القوى المعارضة لتطور العملية السياسية الديمقراطية ، والقوى التي تدعم اعمال العنف والارهاب ، واكد على ضرورة دعم العملية السياسية الرامية لانهاء وجود قوات الاحتلال بشكل سلمي ، والعمل لبناء عراق مستقل مسالم ديمقراطي فيدرالي موحد . وجرى نقاش تفصيلي حول قضايا الهجرة من العراق ، واحوال الاجانب في فنلندا بشكل عام ، واحوال الجالية العراقية في فنلندا ، وعن احوال الشبيبة العراقية ، واحوال المراة العراقية ، والانتهاك المتواصل للحريات الشخصية في ظل التطرف الديني من قبل قوى الاسلام السياسي ، وكانت هناك ايضا اسئلة عن نشاطات الكاتب السياسية وموقفه من محاكمة الديكتاتور المجرم صدام حسين .
وبعد استراحة ودعوة للطعام واحاديث ودية بين المحاضر والطلبة وادارة المعهد ، تم عرض الفلم الوثائقي " عند بقايا الذاكرة " ، وهو من سيناريو واخراج الكاتب يوسف ابو الفوز ، ومدته نصف ساعة ، وهو من انتاج التلفزيون الفنلندي ، وجرت له في فنلندا العديد من العروض وسبق وان عرض من شاشة التلفزيون الفنلندي ، والفلم عبارة عن انطباعات الكاتب عند زيارته العراق بعد سقوط النظام الديكاتوري ، من بعد غياب دام 27 عاما . واعقب ذلك نقاش حيوي على ضوء الاسئلة التي اثارها الفلم الوثائقي عند الطلبة حول الاحوال الاجتماعية والسياسية في العراق . وكانت هناك العديد من الاسئلة عن تجربة الكاتب الادبية ونشاطاته الثقافية ، وكتابه القصصي "طائر الدهشة " ، الصادر عام 2000 في هلسنكي مترجما الى اللغة الفنلندية ، واصداراته الادبية القادمة ، ووجهات نظره في مفاهيم حوار الحضارات والتلاقح الحضاري والعنصرية واندماج الاجانب في المجتمع الفنلندي ودور الثقافة الام في ذلك ومواضيع اخرى .
في ختام كل ذلك ، قام الطلبة وادارة المعهد بتسليم باقات الورد للكاتب الضيف ، الذي شكر ادارة المعهد لدعوتها وتنظيمها البرنامج الحافل المثمر، وشكر الطلبة للروح الحيوية في النقاش وطرح الاسئلة التي اضافت له الكثير ، وكشفت عن معرفة اصحابها بتاريخ العراق ، الذي رسم خطوات اولى مهمة في تاريخ الحضارة الانسانية ، واشاد باهتمام الطلبة وحرصهم على السلام والتقدم في العراق ، وسجل كلمة شكر في سجل المعهد ، وتم الأتفاق على تكرار الزيارات والتعاون المستقبلي في برامج قادمة.