الصفحة الثقافية

الرئيسية

 

| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

الأحد 26/7/ 2009



مردان امبراطور الادب

علي ذيبان

متعبات خطاك إلى الموت
مهمومة يا حسين ابن مردان ولكن تكابر

"من قصيدة مرثية حسين مردان للشاعر عبد الرزاق عبد الواحد"

هو حسين مردان ولد في بابل عام 1927 من اب شرطي و ام امية بسيطة المفاهيم طيبة القلب ، توقف عن الدراسة في مراحلها المتوسطة بعد ان وجد ضالته في واحة الادب ومن ثم صار مولعا حد الهوس بالقراءة لحد انه بات يقرأ يوميا كتابا واحدا ويغلق الكتاب وهو يقول ولقد اتممت عليكم نعمتي.

ومن هنا هطلت عليه موهبة الشعر وكانت اولى اشاراتها هو قراره بالسفر والعيش في العاصمة بغداد بعد إن ايقن إن بغداد واحة اوسع بكثير من مدينة صباه الخالص في بعقوبة.

ودخل بغداد مدفوعا برغبة عارمة كانت تسكن روحه الحالمة العابثة وهي رغبة التسكع والضياع والتشرد في شوارع بغداد ماطرة تلك الرغبة مع رغبة اخرى ممزوجة مع الاولى وهي رغبة الموت اتية هذه الاخيرة من مفاهيمه المتعددة والتي احداها ان الموت هو الملاك الوحيد الذي يقضي على كل ذرى عذابات الانسان ومع تلك الرغبتين كان حسين مردان يتسكع في ازقة بغداد وكان يهمس إلى اصدقائه الشعراء الحفاة ما حياتي غير حزن يذيب اصم الصخر.

دخل مردان الشاب الشاعر المبدع الشاعر الحالم بغداد فأسرعت اليه بغداد بالبوح بسرها ، خمر وليل ابي نؤاس وغواني شارع النهر وظلال ارصفة باردة وصداقات وردية لشعراء لم يملكوا سوى القلم والورقة.

غير إن مردان سرعان ما سأم الحياة داخل بغداد وفكر كثيرا بالانتحار ولكن هذا لم يمنعه البته في إن يشغل فكره بكتابة الشعر والمقال والنقد الادبيين وكانت اولى اصدارته هو ديوان قصائد عارية عام 1949 والذي اثار ضجة واسعة وبائسة داخل الوسط الادبي العربي لتصل إلى القضاء العراقي الذي كان يسكن داخل قوقعة الظلام القانوني ، الحملة والاستنكار الذي رافق صدور الديوان كان سببه هو الدعوة الرائعة التي كان يحملها ديوان قصائد عارية التي عبر عنها الشاعر في اشعاره التي كانت تدعو إلى التمرد الرافض لكل بليد مضر داخل المجتمع العراقي والعربي.

قصائد عارية كان ديونا يحمل مفردات شعرية بالغة الشاعرية مشحونة بالهدم الغاضب الجميل ، مفردات كان يحملها الشاعر إلى بغداد من مدينته الثانية الخالص ، مفردات كان يوصف فيها الشاعر حياة صاخبة حافلة بالملذات الجسدية والشهوة المرعبة للنساء ، قصائد عارية كانت جوابا شعريا لسؤال قديم دار في خلد الشاعر ايام صباه في الخالص وهو : من هم اصحاب الرذيلة وكان الجواب في قصائد عارية حيث يقول : تطل من الف شق رذائلكم عارية.

كتب مقدمة الديوان هو نفسه وكانت المقدمة عبارة عن صرخة بوجه الرذيلة حيث بدأت المقدمة على النحو الاتي : اني احيا عاريا اما انت تحيا ساترا ذاتك بألف ستار ، فنصيحتي اليك هي إن لا تطل على اشعاري خشية من إن ترى الحيوان الرابض في اعماقك.

حسين مردان جاع وحرم وسجن بسبب قصائد عارية وتوقفت حملة التشهير ضده بفضل تدخل صحيفة العالم العربي التي ارسلت نداء إلى الادباء في بغداد وبيروت وباريس بالكف عن التعرض للشاعر ولديوانه قصائد عارية
ولكن حسين مردان واصل كتابة الشعر بنفس النمط الرافض ولم يتوقف عن ابداعه الذي كان يسطره على قصاصات ورق صغيرة في ظلال ارصفة بغداد ، كان مصرا ويكتب ويقول لن اتوب وهل يتوب مفكر صر على قول الحقيقة .

واستمر تمرد مردان ليشمل مخطوطة الخليل بن احمد الخاصة بعلم العروض الشعرية بعد إن وجد فيها طوقا مؤلما لمعصم ملكة الشعر


 

 الدنمرك 23/08/09
 



 

free web counter