الصفحة الثقافية

الرئيسية

 

| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

الثلاثاء 24/2/ 2009

 

حول تأريخ الناصرية والدكتور محمد الازرقي

خالد غني

منذ فترة طويلة طرح الاستاذ طارق حربي بالاتفاق مع الدكتور محمد الازرقي مشروعا لكتابة تأريخ الناصرية بعد توجيههما الدعوة لعدد من ابناء وبنات الناصرية للمشاركة في المشروع ، وارتأيا ان يكون السرد قائما على عدد من المواضيع كي يكون العرض متسلسلا ليسهل على القارئ ان يتابع مختلف مساهمات الاخوة والاخوات لتكون الصورة واضحة .

وكانت هذه الفكرة مفرحة للكثير من أبناء الناصرية ، وأول من بادر بالكتابة الدكتور محمد موسى الأزرقي متحدثا عن الفترة التي عاشها في مدينتنا الحبيبة منذ نهاية الاربعينيات حتى مغادرته العراق منتصف السبعينيات من القرن الماضي ، باذلا جهدا كبيرا مستفيدا من ذاكرته النيرة في سرد مواضيع شيقة ، ورسم صورة جميلة لأكثر من ربع قرن ، تحدث فيها عن اسواق الناصرية ومقاهيها وأصحابها ومرتاديها من المثقفين والفنانين والادباء والشعراء ، وتحدث أيضا عن الاحزاب السياسية والسياسيين وذكر الكثير من اصحاب الشهادات المرموقة وفي كافة الاختصاصات من اطباء ومهندسين وقضاة ومحامين ومن المربين والمربيات في سلك التعليم وغير ذلك ، وكتب الدكتور محمد اثنى عشر حلقة لازالت منشورة على شاشة موقع ناصرية نت . ومع الاسف الشديد لم نجد من المدعوين للمشاركة اية مساهمة في سرد ذكرياتهم أو تصحيح بعض المعلومات والاسماء الغير دقيقة .

ان هذا المشروع الهام الذي طرحة الاستاذ طارق حربي ليكون احد المصادر لتأريخ مدينة الناصرية يتطلب مشاركة أطراف عدبدة لإنجاحه ، سيما وان الدكتور محمد الأزرقي قد غادر العراق منذ ثلاثة عقود . وفي الناصرية الكثير من المؤرخين ولديهم قدرات كبيرة للكتابة في مثل هذه المواضيع . لذلك رأيت لزاما علي المشاركة في هذا المشروع حسب معلوماتي المتواضعة والتي اتمنى ان يكمل غيري مالديهم من معلومات ، وسأعرج هنا على بعض منها ابتداء من الحلقة الاولى حين تحدث الدكتور محمد عن انتخابات مجلس النواب عام 1954 واثناء الحملة الانتخابية قتل المرحوم محمد العضاض شقيق جليل هادي العضاض وليس عمه ، وعن مدير ثانوية الناصرية آنذاك جاسم غفوري وليس جاسم الجبوري ، وكامل من حزب التحرير هو كامل منعم الرياضي المعروف في سباقات العدو الطويل وصار استاذا في كلية التربية الرياضية بعد ان اكمل الدكتوراة ، اما الطلبة الذين فصلوا عام 1956 في الناصرية فقد ارسلوا الى معسكر راوندوز كجنود وليس الى معسكر جلولاء .

وفي الحلقة الثانية تحدث الدكتور محمد عن أصحاب المقاهي ، والمقهى الاولى التي يرتادها محبي أغاني السيدة ام كلثوم هي مقهى شنين حبيب وليس شنين عبد الله ، والمقهى المقابلة لها تعود الى اخيه صالح حبيب ، وأما مقهى تامول فهي مقهى زاير حميدي ، وتامول هو صاحب الفندق فوق المقهى واسم الفندق ( وجنة الشارع ) ، ومقهى زاير حميدي من اوائل المقاهي في الناصرية ويرتادها الكثير لمزاولة لعبة البليارد الذي يتوسط المقهى آنذاك ، اما مقهى عمال البناء هي مقهى ميزر وليس مقهى مرزا ، ومعمل الشكرات الذي يجاورها هو معمل حلويات هادي الشكرجي .

في الحلقة الثالثة تحدث الدكتور الأزرقي عن زيارة الملك فيصل الثاني الى مدينة الناصرية وبعض الاقضية ولم يذكر قضاء سوق الشيوخ وكان من ضمن المدن التي زارها الملك فيصل الثاني ، اما الفريق الكشفي في شقلاوة الذي كان الدكتور أحد أعضائه عندما كان طالبا ومرافق الفريق هو الاستاذ الشهيد إبراهيم عبد الوهاب الذي اغتيل بيد المجرم رشيد جبار عند انقلاب شباط الدامي عام 1963 وليس ابراهيم أحمد ، والفقيد نوري ابو شوارب هو نوري خضير وهما ابناء عم . الحقيقة اني لاأريد الاطالة كثيرا ولكن هناك معلومات غير دقيقة والمفروض التعريج عليها مثل ان الاستاذ سليم ذياب لم يتزوج من الست ماجدة محمود الامين ، وهي لم تكن الاخت الوحيدة للاستاذ شاكر محمود الامين بل هي أصغر أخواتها وزوجها حميد السيد طالب ، والاستاذ سليم ذياب متزوج من اختها الست ناهدة محمود الامين ، وباقي الاخوات بالاضافة الى ماجدة وناهدة هناك نعيمة وسليمة ولهن خمسة اخوة هم شاكر وكامل والشهيد خالد وماجد ووليد .

وتحدث الدكتور محمد عن بعض شخصيات الناصرية ومنهم السيد رويح ويقول له من الابناء ثلاثة أولاد وبنتان اسم الكبرى حياة وأكملت تعليمها العالي وأصبحت مدرسة للجغرافيا في ثانوية الناصرية للبنات وتزوجت صيدلانيا اسمه مدحت الهاشمي ، والصحيح ان الست حياة تدرس اللغة الانكليزية في ثانوية الناصرية للبنات وهي ليست ابنة السيد رويح بل إبنة السيدهيلان ومتزوجة من الدكتور العسكري محمود الجبوري ولها خمسة اخوات هن ماجدة زوجة الصديق رياض كريم كردي وناهدة زوجة الفقيد الصديق نعمان السيد محمد وأسيل زوجة شقيق الدكتور محمود الجبوري وعبير ونهى ولهم أخ واحد هو الاستاذ المدرس محسن هيلان ، اما زوجة الصيدلي مدحت الهاشمي فهي الفقيدة المدرسة الست فاطمة كاظم العضاض .

وتحدث الدكتور في الحلقة السابعة عن زوج الست مي هادي الدهش ولم يتذكر اسمه وهو الاستاذ صباح حسين رويح ، وكذلك عن اغتيال الشهيد خليل ابو الهب وليس ابراهيم ابو الهب ، وقال الدكتور محمد بأن الاستاذ فائز الزبيدي تقدم بطلب للتعيين في الناصرية بعد تخرجه من الجامعة ، والصحيح ان فائز الزبيدي كان في بداية تعيينه مدرسا في مدينة السليمانية واعتقل هناك في زمن عبد الكريم قاسم لنشاطه السياسي وسمعنا في حينه انه عذب تعذيبا وحشيا من قبل الاجهزة الامنية وعلق على فوهة مدفع لعدة أيام وحينها أصدر الحزب الشيوعي بيانا يطالب باطلاق سراحه ووقف التعذيب ، وبالفعل تم ذلك ونقل كمدرس في مدينة الناصرية والتقى برفيقة دربه المناضلة الجريئة سميرة يوسف الصيدلي والتي كان لها موقف رائع في تحديها للبعثيين بعد إنقلاب شباط الدامي عام 1963 في بيت آمر الحامية السيئ الصيت ، وفي نفس المكان والزمان اعتقل المناضل فئز الزبيدي .

أما بخصوص الهيئة التحقيقة في بيت آمر الحامية تكونت بادئ الامر من المجرمين القادمين من بغداد وهما خليل العاني وعمله قبل الانقلاب كما سمعنا منظف زجاج السيارات في احد معرض بيع السيارات في بغداد(للتعريف بعمله) والمجرم الاخر بذئ المنطق هو أيوب وهبي وكان يتباهى بانه هو الذي قام بتعذيب سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الشهيد الخالد سلام عادل ، ومن ساعدهم في التعذيب في بيت آمر الحامية المجرم فهمي روفا والملازم الاحتياط المنتدب للسكك الحديدية في الناصرية واسمه ياسين وزكي موظف في محكمة الناصرية، هؤلاء هم الذين قاموا بهذه المهمة القذرة في تعذيب المناضلين وكان الطبيب المشرف المجرم نزار شاكر سليم ودائما مايوعز بالتعذيب لمن يغمى عليهم من المناضلين ، وهناك من البعثيين الصغار قاموا بمهمة الشرطة أمثال غازي سيف وعباس حمادي وآخرين وأحدهم كان نبيلا وهو عبد الامير هاشم ، وكان يزور مقر التعذيب في حينها مسؤول تنظيم البعث في الناصرية نعيم حداد.

في الحلقات التي كتبها الدكتور محمد الأزرقي لايتذكر بعض الاسماء ومهنهم ، وهذا يتطلب من بنات وابناء الناصرية المشاركة لتصحيح ذلك ، والكتابة عن ذكرباتهم أو عن السيرة الذاتية لبعض شخصيات المدينة وهي كثيرة ، وعلى سبيل المثال عائلة العضاض التي فيها الكثير من الاسماء المرموقة أو عائلة فليح الخياط التي تجمع بين التدريس والشعر والسياسة .

المفروض بكاتب السيرة أن يكون على دراية ومعرفة بتلك الاسماء ، واتمنى مراجعة كنابات كل من كتب عن الناصرية وليس فقط كتابات الدكتور محمد الأزرقي ، وقطار العمر زاخر بالذكريات وبالأخص في مدينة مثل الناصرية التي يشطرها الفرات الى مدينتين وعلى ضفافها بساتين النخيل وأشجار السدر والتوت وشوارعها المستقيمة وحدائق وسينمات أيام زمان ، وما فيها من عوائل قديمة قدم الناصرية لها دواوينها ومنها في محلتنا ديوان حاج فليح المدو ، وديوان عبد الياسين ، وديوان فائز العكلة الذي سكن الكويت قبل نصف قرن ، وهناك دواوين مماثلة في محلات اخرى نأمل الكتابة عنها.

في الختام أود تكرار الدعوة لابناء وبنات مدينتنا الجميلة للمساهمة في كتابة تأريخها ، وسأواصل انا ذلك بعد قراءتي أية مساهمة جديدة ، مع مودتي لجميع الاهل والاصدقاء في الناصرية .


شباط 2009



 

free web counter