الصفحة الثقافية
الخميس 27/12/ 2007
الشاعر الفلسطيني الشاب نمر سعدي
في لقاء خاص ب"القدس":• دواويني التي ارسلها لقسم الثقافة العربية نامت على الرف نومة أهل الكهف في حين طبعت سخافات كثيرة أخرى .
• عندنا الشعر على مستوى بعض الأفراد الذين تكرّمهم دائرة الثقافة ما زال يعيش في النصف الأول من القرن الماضي.
• ضلّ من يقول أن الشاعر يكتب لنفسه فقط
• اقول أن أغلب المحررين الأدبيين في الصحف أرباع مثقفين بل ربمّا أصفار مثقفين، ولا يتمتعون بثقافة راقية، وذوق سليم، فهم إما يخلطون الغث بالسمين، والدر بالحصى، أو يطرحون النص في سلة المهملات، لجهلهم بمواطن الفن والسحر فيه، وهذا ما حصل فعلا معي ومع غيري من الشعراء
رام الله - القدس- امتياز المغربي
هو الذي قال في احد قصائده التي اسماها "لهفة الفينيقْ" روحي تنامُ على تنفُّس...مائِها الدُريِّ في...أشعارِ هولدرلينَ...فيما جلدُها الرخوُ المضمّخُ...بالنعاسِ وبإنسيابِ العاجِ...يشهقُ في شراييني...ويعوي في شتائي...لم أقترنْ بفضائها اللغويِّ...إلاَّ كي أردَّ النقصَ....عن أسرابِ موسيقايَ...أقطف حكمة بيضاء...من بستان فردانيتي...أنا لهفة الفينيق...في غدها المحّنى بالحدائق...والرماد الارجواني المعطر..."، كان هذا مقطع شعري للشاعر نمر أحمد نمر سعدي، الذي ولد في قرية بسمة طبعون، وهي قرية في الجنوب الشرقي من حيفا، وهو ناشط في المجالات الثقافية ويطمح في يوم ما الى تجسيدها بصورة اكثر فاعلية، أما اهتماماته فهي كتابة الشعر وقراءته واستكشاف خفاياه وكتابة المقالة. وقراءة الرواية والدراسة الأدبية عربيا وعالميا , والإطلاّع على ما ترجم من الشعر العالمي إالى اللغة العبرية .والنشر في جرائد محلية وفي بعض المواقع الأدبية مثل دروب والحوار ودنيا الوطن والجبهة. وكان لنا هذا اللقاء الخاص ب"القدس" مع الشاعر الفلسطيني الشاب نمر سعدي.
حدثنا قليلا عن بداياتك عن العائلة والقرية والاصدقاء ومكان الدراسة واكتشاف نفسك او من اكتشف موهبتك في الشعر والادب؟ حدثنا عن أول قصيدة وسببها؟
البدايات ترجع ربمّا الى أواخر الثمانينيات أو بداية التسعينيات .فأنا لا أعرف بداية شغفي باللغة والأدب ولكنني لا أذكر وقتا من حياتي لم أكن ميّالاً الى الأدب ففي دراستي الأبتدائية كنت أقرأ كتاب حقول في اللغة والأدب " السنابل " الذي كانت تقرره دائرة المعارف . وفق منهاج اللغ العربية . في الأ سابيع الأولى من الفصل الدراسي الجديد متعرفا على نماذج عديدة من الشعر العربي والعالمي وقصص من الآداب العربية والروسية والصينية والأوروبية .
هذا الى جانب الجمال الطبيعي لشمال فلسطين والقرية التي تربيّت فيها الذي ربىّ داخلي ما يشبه الحنين الى مكاشفة حية بيني وبين الكون . وأوجد نزعة خافتة الى تغيير أو خلق شيء ما.
أقرُّ أن نصف موهبتي يرجع الى بيئتي القروية الهادئة وترابية الحياة فيها وهدوئي النفسي في فترة الطفولة وما بعدها بقليل . أظن أن الابداع الحق لا ينمو ويتطوّر الاّ في ظل الطبقة الاجتماعية البرجوازية وهذا ما حصل معي بالفعل . فالعائلة كانت تمنحني الحرية المطلقة في تسيير بعض الأمور الشخصية . وهذا ربما جزء صغير أعزو اليه عدم جديتّي في إستكمال الدراسة العليا ولكن من يدري . ربمّا أستكملها في يوم ما , أصدقاءي في هذه الفترة كانوا مشغولين عن الإهتمامات التي شغلتني كان همهم اللعب واللهو . كنت أكبر من جيلي . فكريا وعاطفيا .
كان مكان دراستي قريتي الوادعة نفسها . وكان اكتشافي لنفسي في سن مبكرة نسبياً .ولم يكتشف موهبتي الاّ استاذ الإنشاء والتعبير في أواخر المرحلة الثانوية . أي أواخر1994 وبدايات 1995.
بالنسبة لأوّل قصيدة فهي لا تحضرني . ولكنني أذكر أنني بدأت كلاسيكياً بحتاً .معنى هذا أن مخزوني الشعري والثقافي الأوّل كان بالأساس مخزوناً تراثيا عربيا بحتاً بالإضافة الى النماذج التي تعلمتها في المدرسة وهي من الأدب العالمي .أماّ سبب الشعر أو الدافع وراء كتابة القصائد الأولى عندي فهو دافع خفي يدعوني في بداية الأمر الى تقليد أو مجاراة الجاهليين او الأمويين أو العباسيين من خلال نصوصهم التي تعلمناها .
هل اثرت الطبيعة المحيطة بك في اشعارك؟
بالطبع كان التأثير كبيرا هناك نزوع طبيعي لدي واستعداد نفسي لإستيعاب كل ذرات الجمال الخارجي للطبيعة . أو تقاسم التناسق الجمالي لهذه البقعة الطيّبة التي تمتد على جسد الجليل كله حتى بحر حيفا غربا .
قلت أن نصف موهبتي يرجع الى الجمال الطبيعي الذي يتصف به شمال فلسطين بجباله وسهوله وتضاريسه المكونة لجزء من طبيعة بلاد الشام يتميّز بغناه وصفاء هوائه وروعته . يمتد حتى أعالي لبنان ماراً بشرقي سوريا . في النهاية كل أشعاري تستند على هذا الإرث الجمالي الطبيعي الهائل الذي ورثته النفس وتمتعت به وتغنت بحسنه.
الى اي المدارس الشعرية تنتمي؟
أنا من الشعراء الذين يرون أن النص الشعري بوجه خاص أو الكتابي بوجه عام ينتمي الى الكاتب بصفته منتجه . أي ينتمي الى لا وعيه أولا . وثانيا الى ثقافته وقراءاته وثالثا الى بيئته وزمنه . النص هو نتاج نفسي معّين يدل على الكاتب ولا يدل على سواه وهذا ما ذهب اليه بعض النقاد وفسّروه . مسألة المدارس عندي مسألة تتعلق بالجماعة أكثر من تعلقّها بالفرد . اليوم لم يعد عندي أية ثقة بالشعارات الأدبية . كأن يقولون هذا من مدرسة الاحياء وهذا من مدرسة الديوان وهذا من مدرسة التفعيلة وهذا من مدرسة شعر النثر . هذا عبث نقّاد لا غير . نقاد لم يقدموا الكثير أو المهم بالأحرى خلال قرن من الزمن. بالرغم من أن النقد عندنا كانت له جناية كبيرة على الأدب .النقد عندنا لم يتطوّر بصورة فعلية الاّ عندما أخذ يحتك بالغرب ويطبّق نظرياته وقد اعترف مارون عبود أن نقده ما هو الاّ وجهات رأي قد تصيب أو تخطأ . وكذلك الأمر مع الآخرين أمثال نعيمة والعقاد وطه حسين . تجربة نعيمة في الغربال تجربة أنضج قليلا وخالية من الشك ولكن كل هذه المحاولات لم تكن الاّ ارهاصات في سبيل نقد أدبي علمي ازدهر على يد محمد غنيمي هلال ومحمد مندور . وأعجب لقول ناقد ومترجم كبير عندما يقول أن الشعر النثري هو الحالة النموذجية الأصيلة والحتمية الشعرية التي توّصل اليها الشعر العربي . أو هو أمتداد طبيعي له. في نظري لا توجد قصيدة نثر أو شعر نثري . هنالك نص لا غير . نص يحتفي ربما بصور شعرية أو يعبّر عن حالة شعورية , كان التأثر بهذا النوع من الشعر مستجلباً من الغرب . وكان شعراؤه الأوائل مأزومين على صعيد المثل . فعبّر عن ثورة ورفض مع بدايات محمد الماغوط الذي قال انه بدأ كتابة الشعر النثري في سجن المزة وكانت قصيدته الأولى تعبّر عن انقلاب وهياج وتمرد وضياع روحي .ثم طورّها أدونيس وانسي الحاج فأحتضنت أبعادا شتى . منها الغزل والنثر الذاتي .وتناولها شعراء نثر مثل قاسم حداد وعبده وازن وكتبها شعراء التفعيلة كسعدي يوسف ودرويش وقباني . ولا أجد مبررا لكتابتهم هذه وهم المتمرسون بالعروض والتفعيلة .
أماّ مدرسة الإحياء فأذكر أن عميدها شوقي أثرّ عليّ كما لم يؤثر شاعر آخر عربي أو أجنبي علي , حتى بت أقول أنني لولا شوقي لما صرت شاعرا ً أذكر أنه سيطّر عليّ السنين الشعرية الخمس الأولى وطغى عليّ شعره الصافي الجزل المشرق الموسيقي السلس . شوقي أكثر الشعراء العرب الكلاسيكين احتفاء بالوسيقى الشعرية وهذا الأمر أعجبني جداً خصوصاً لامتلاكي أذناً موسيقية مرهفة . أعتقد أنني قرأت كل ما كتب شوقي من شعر وأمتلأت به وتمثلته في فترة ما من حياتي دعيتها الشوقية. حتى أخرجني السيّاب من سجنه ودائرته في عام 1996 في أوائل أكتوبر , فوقعت في اسر السيّاب محب وتلميذ أحمد شوقي ثانية . ولكن السيّاب لم يكن كشوقي . كان برجوازيا ثائرا مسكوناً باللهيب حتى الموت. كان ثائرا على مجتمعه وعلى أغلال القصيدة العربية .
في النهاية آمنت بمدرسة الشعر الحر ورأيت في شعر التفعيلة أفقاً جديدا يشرع التحدي أمام أنصاف أو أرباع المواهب من أنصار قصيدة النثر التي يحاولون بها تخريب الشعر العربي بنماذجهم الرديئة القريبة من التقرير اليومي العادي . ولم أستطيع أن أتصوّر الشعر العربي بدون وزن وموسيقى مارشية مهيبة كما في العروض العربي . هناك موسيقى خارجية يشي بها الوزن العروضي وموسيقى داخلية تشي بها الحروف .
رغم كتابتي لشعر النثر والقصيدة العامودية انا من اتباع التفعيلة .التي أعتبرها الوريثة الشرعية الوحيدة للشعر العربي. ولكن الشاعر أخيرا هو تابع نفسه . أو نصه بالأحرى.
ماهي الرموز والدلالات التي تستخدمها في شعرك، ولماذا؟
كل كتاباتي أو أشعاري تتمحوّر في نهاية المطاف حول مسألة مكاشفة الوجود . واكتناه أسراره . والإجابة على الكثير من الأسئلة الكبيرة حتى لو كان النص مكتوباً بلغة الحب ومحاورة الجماليات الكثيرة . القصيدة هي سبر غور الذات في كثير من الأحيان . وفهم المتناقضات الكثيرة .
أقول أنه كلماّ ازدادت المتناقضات في الحياة كلما وجدت حاجة في نفسي للكتابة والشعر . وكلما ازدادت الحياة قسوة . وجددت في روحي نزوعا صلبا وطاغيا لتجميلها وتفتيت قساوتها بالشعر .لا داعي هنا الى تعديد المتناقضات . فهي ملأى من حولنا .
سؤال الحرية هو سؤال مركزي في شعري وأحاول في العديد من التجارب الشعرية أن أثير بعض القضايا المتعلقة بها .
مثلا ديوان عذابات وضاح آخر . يتحدث عن اشكالية الحب وتحقيقه .
في عالم الواقع لا في عالم الخيال . الا يوجد هناك عناق خفي مع روميو وجولييت ومجنون ليلى وأنطونيو وكليوبترا . حيث وجد مسيح الحب وجد أيضا يهوذا البغض واستحالة الوصال والأمن. والحب المتبادل.
شعري وصف لعيني السا جميلة ضائعة في غابة من المتناقضات يحاول افتراسها ذئب المفارقة والمستحيل .
استخدامي لهذه الرموز والدلالات هو ما سيضمن لشعري العيش بعد أن يموت كل شعر كان يعبرّ برخص وابتذال عن قضايا صغيرة.
اصداراتك الشعرية حدثنا عنها؟
منذ أواسط التسعينات وأنا أكتب الشعر وبدأت نشر البواكير في الأتحاد الحيفاوية بفضل الكاتب يوسف فرح . كتبت عدة دواوين منها عذابات وضاح آخر وأوتوبيا أنثى الملاك الذين نشرتهما بنسخ محدودة عام 2005 رغم أن الأول جاهز للطبع منذ أيار 2003 . في مرحلة ما بعد النشر في الاتحاد عام1999.توقفت عن النشر في الصحف المحلية . الى أن بدأت مع مطالع عام 2005 بالنشر مجددا في عدة صحف منها الاتحاد وكل العرب والأخبار التي تصدر في الناصرة ويرأس تحريرها الكاتب محمود أبو رجب . الذي كان له دور أجّله وأعترف أنه ساعدني كثيرا في النشر ساعة تخلىّ عني الجميع وأبرز اسمي في حين كان الآخرون يحاولون طمسه.
في الداخل هناك أزمة حقيقية لشاعر موهوب فهو إن لم تتبناه المؤسسه الثقافية ان وجدت أصلا فأنه في النهاية لن يستطيع أن يفعل شيئا . لن تصدر دواوينه ولن يترجم الى أي لغة ولن يلتفت اليه أحد . هناك الكثير من الضبابية والفساد القائم هنا حيث يستطيع كل شخص يملك المال أن يكتب كلاما سخيفا وفارغا من كل مضمون وخال من أية ثقافة وينشره وينال عليه الجوائز والتكريم . ولا أعرف لمن أتوجه ليكون لي عونا في نشر شعري وديواني الذي لو جمعته لجاوز العشر مجموعات من الشعر .الوضع هنا مزري ولا مستقبل لكاتب أو شاعر في الوسط المحلي الا بقدر محدود هذا هو رأيي الشخصي الذي ربما أختلف مع غيري به . أما في الوسط اليهودي . فربما كاتب ناشئ لا يتجاوز الخامسة والعشرين يكتب رواية وتترجم الى عدة لغات أوروبية وتتبناها دور النشر المختلفة وتكون لصاحبها سبب نجاح باهر .ادبي ومادي . هذا ما يحصل عند الغير . وفي الدول المتقدمة المتحضرة.
وينطبق على المؤسسه عندنا البيت التالي :
لقد اسمعت لو نديت حيّا ولكن لا حياة لمن تنادي
في صيف عام 1991 بدأت رحلتك الشعرية ونشرت ألبواكير في الاتحاد الحيفاوية حدثنا عن ذلك بالتفصبل؟
الطريق الى الشعر الفصيح عندي بدأت في هذه السنة بالذات من خلال حبي واعجابي وشغفي بالشعر الشعبي وهذا تطور عندي الى ان جرّني الى العروض وتفاعيل الخليل والشعر العربي والأدب العالمي . روايات فرنسية عديدة مترجمة الى العربيه تركت أثرها الوجداني علي في تلك الفترة . وأنغام تجويد القرآن أيضا كانت تسحرني . وروايات جرجي زيدان في مرحلة متقدمة على قراءة المتنبي وأبو تمام وأمراء الشعر الأموي والعباسي وشعراء الإحياء وعلى رأسهم شوقي .ثم قراءة جبران ونعيمة في أواخر الثانوية . جبران ونعيمة كاتبان خطيران جدا في تشكيل هوية المثقف في حداثته أي في مرحلة الثانوية الخاصة . ولا يستطيع أي قارىء أن يفلت من تأثيرهما الخارق .
جبران ونعيمة كاتبان عالميان استوعبا كل ميزات الكتاب العالميين في نظري ولا أكون مجاذفا اذا قلت ان موهبة جبران لا تقل عن موهبة الروائي الفرنسي العظيم مارسيل بروست . ولكن ظروفه لم تساعده ليكتب مثلما كتب بروست . بروست ذخر طاقته في البحث عن الزمن الضائع . وجبران بددها هنا وهناك .بالرغم من أن حياتيهما كانتا متشابهتين . وعلى وتيرة وطول لا يختلف كثيرا . مات مارسيل في سن الواحدة والخمسين أما جبران فمات مسلولا في الثامنة والأربعين .
شعرك اثار الجدل في الاوساط الثقافية خصوصا بعد ان نشرت مجموعتين من الشعر الحداثي بعنوان عذابات وضاح آخر واوتوبيا انثى الملاك، حدثنا بالتفصيل عن ذلك؟
من خلال قراءاتي وتأثري بالشعر العالمي والعربي نشأت عندي ميزة خاصة وسمت شعري وهي المعانقات العديدة والمصافحات مع الكثير من الشعراء والكتاب الكونيين . وبرز تمثل افكارهم ومحاورتهم ثقافيا .
وذهنيا وحضاريا وشعوريا . شعرية التجاور هذه اعجبتني ولكن البعض اعتبرها عرض عضلات غير مبرر.ولكنها في الأخير محاولة لإستنطاق الأنا والوصول اليها من خلال الغير .وأيضا تبنّيت أسئلة غير مطروحة بشفافية عالية ومهارة شعرية والتزام فني في الشعر المحلي مثل أسئلة الحرية والحب كما في ديوان عذابات وضاح آخر .أيضا الموسيقى داخل قصيدتي تعبرّ عن حالة شعورية يصعب تجاهلها.وهناك أجواء موّشاة جميلة وعوالم أقرب الى عوالم رمبو ولوتريامون ألذي تأثرت بسرياليته وأحببت غرابته وظرافة وجدة صوره . في حين كان الشعر المحلي يقيم سدا بينه وبين التجديد على نطاق الموضوع والتركيب والرؤيا . أكاد القول أن الكثير من شعرائنا سوى قلة قليلة لم يفهم حتى هذه اللحظة معنى ومكونات القصيدة القبل حداثية فكيف يفهم الحداثة أو كتابة ما بعد الحداثة .
عندنا الشعر على مستوى بعض الأفراد الذين تكرمهم دائرة الثقافة ما يزال يعيش في النصف الأول من القرن الماضي على مستوى اللغة ,والموضوع والرؤيا والطرح.
متى بدات تنشر على الانترنت ولماذا؟
بدأت النشر على النت مطالع عام 2005 لأنني أعتبر ان العصر الذي نعيش فيه هو عصر النت والتقنية الالكترونية الفاتحة لمجالات لا نهائية تمنح القصيدة كونيتها التي طالما حلمت بها وتعطيها أيضا لا محدودية تليق بها وتشرعها على الجهات الأربع حتى حافة الأرض . وهذا فتح تكنولوجي جديد وباهر .
متى تكتب الشعر؟
أعتقد أن كل الأوقات صالحة للكتابة .وأعتبر ان الشاعر او الكاتب الحقيقي يستطيع أن يبدع متى شاء أنّى شاء . هذا متعلق بتركيبته . أكثر مما هو متعلق بالزمان والمكان . أنا أكتب خلال اليوم في أغلب الأحيان ونادرا ما أكتب خلال الليل.
ماهي رسالتك من الشعر؟
ضلّ من يقول أن الشاعر يكتب لنفسه فقط . يكتب لنفسه نعم ولكن يكتب ايضا للآخر المختلف . الكتابة عملية للتبعثر في كل الفصول . والعيش في كل العصور . أنا أحاور في كتابتي فرجيل وهوميروس الذين قرأتهما وتسكن نصوصهما لا وعيي الخاص. الشعر عندي هو فنية الكشف والتعرية الوجودية . والتمازج مع موروث آخر . يسحرني ويقنعني .
حتى الشعراء المغمورين العرب والأجانب فأنني اعيد صياغتهم بلغتي فأنا في النهاية مشارك حيوي في غزل وإتمام هذا النسيج الشعري الكوني ورسالتي ان أكون أنا وأن لا يتلاشى صوتي مع أصوات غيري . وأن أحقق ذاتي الشعرية الأخرى التي ورثت الكثير عن جدها المتنبي وصنوه بايرون . وأن أسكت هذا النداء الى المجهول الجمالي المطلق.الصارخ أبداً. الى ما لا نهاية.
ماهي الابداعات الادبية والصور الشعرية التي تجلت في شعرك؟
أنصح بالرجوع الى قصائدي واستجلاء الصور التي لا مجال لحصرها هنا فهي كثيرة وعديدة ومتنوعة وغنية ومستمدة من خيالات وثقافات لا تعدُّ ولا تحصى .هذا سؤال فضفاض ويحتاج الى دراسة أطمح أن يقوم بها أحد هؤلاء المخلصين للشعر والفن الكتابي .في يوم ما .
ماهي المواضيع التي تطرق لها شعرك والسبب في اختيارها؟
المواضيع التي تطرق اليها شعري كثيرة ومتنوعة وقد أتيت على ذكرها عندما تحدثت عن الدلالات والرموز في شعري . أما السبب في اختيارها فلظنيّ انها تشكل بؤرة مهمة يجب تسليط الضوء عليها . الحديث عن الهم الجماعي في النص المكتوب ينبع من ميل ونزعة لصياغة هم فرداني ملحّ وهذا يتجلى عند شعراء كثر .كالسياب مثلا.وينبع ايضا من حلم بحياة أفضل للجميع على هذه البسيطة.
هل من الممكن ان تسرد لنا ثلاثة اقوال لنقاد حول شعرك
كتبت عني بعض المقالات النقدية . وممن كتب الروائي الفلسطيني سهيل كيوان والدكتور بطرس دلة والدكتور منير توما والسيد شاكر فريد حسن والدكتور الناقد العراقي ثائر العذاري وغيرهم .
والمقالات منشوره على النت ولا يحضرني الآن شيئا من أقوالهم .
فمن أراد البحث عنها فهي موجودة ومنشورة في عدة مواقع أدبية معروفة.
هل لك ان تسرد لنا القليل من ديوانك الشعري الاخير ؟
هاتان قصيدتان من نتاج عام 2005
النوارس في دمي تبكي
سألمُّ يوماً ما تناثرَ من صدى
قدميكِ حولَ ضفافِ قلبي
مثلَ عطرِ النارِ يفجأُني
النوارسُ في دمي تبكي
لأوَّلِ مرَّةٍ في الروح ِ
تملأني بدمعِ شقائقِ النعمان ِ
قلبي زائدٌ عن حدِّهِ
أو ناقصٌ من وردهِ
شفة ً تقلِّمُ لي حنانَ الأرض ِ
وهو يفيضُ عن وجهي
وعن لغةِ إرتحالي في الضبابْ
سألمُّ يوماً ما
بأهدابي زهورَ بحيرةِ ألحُمَّى
تهدهدُ روحَ لامرتينَ
في شفقِ العذابِ
تضيئني لغتي
بلا قمَرٍ رخاميٍّ
ويطفئني عراءُ جمالكِ
الممهورِ بالموجِ الحزينِ
على ذبول الصمتِ
والمهدورِ بالنعناعِ
في أبدِ السحابْ
**************
لهفة ُ الفينيقْ
روحي تنامُ على تنفُّس ِ
مائِها الدُريِّ في
أشعارِ هولدرلينَ
فيما جلدُها الرخوُ المضمّخُ
بالنعاسِ وبإنسيابِ العاجِ
يشهقُ في شراييني
ويعوي في شتائي
لم أقترنْ بفضائها اللغويِّ
إلاَّ كي أردَّ النقصَ
عن أسرابِ موسيقايَ ........
بيضاءّ أقطفَ حكمة ً
من بستانِ فردانيَّتي ....
أنا لهفة ُ الفينيقِ
في غدِها المُحنَّى بالحدائق ِ
والرمادِ الأرجوانيِّ المُعطّرّ ِ
بالحنينِ الى مكانٍ
لستُ أعرفهُ
الحنينِ الى زمانٍ
ليسَ يعرفني ....ولوعة ُ أسئلهْ
ترفو عذابَ الليلِ
في قلبي ......ونارُ قرنفلهْ
بدمي أراها في الهواءِ الرخص ِ
تنحلُّ القصيدة ُ دونَ قُبلتها
ووحدي لا أرى
عطشَ الإباحييّنَ ينضحُ من أصابعها
على قمرِ القرى
في القلبِ وهو يخبُّ في جمرِ
لعينيها الغوايةِ كائناً / صفة ً
ويلحقُ قيصرا.
كيف تحدثت عن المرأة في شعرك؟
المرأة في شعري تحتلُّ مكانا بارزا لشدة تأثيرها على الشاعر بوجه خاص فهي ملهمته وعلى العالم بوجه عام . الأنوثه متشعبة في كل شيء وتطال كل شيء هناك من يقول ان الحضارة أنثى . وأن الشمس أنثى وأن الطبيعة أنثى , وهذا ما آمن به الشعراء على مرِّ العصور .هي من الأشياء التي يجدر أحتفاؤنا بضوئها الخفي . والهائل في الوقت ذاته .هناك شعراء كان دافع الكتابة لديهم الحب .فهم غارقون في فيوضاته وهيولاه .أماّ حديثي عن المرأة من خلال كتابتي يركزُّ على دورها وخصوصيتها في الحياة بصفتها العنصر الأهم والمكّمل للرجل . وبصفتها أيضا رافدا من أهم وأغزر الروافد ألتي تخص كل فن وأدب . كل القطع الموسيقية في العالم ترتبط ارتباطا وثيقا بالحب والمرأة كذلك الشعر والنثر والرواية الحديثة . فهي تصوير للمرأء وصدى علاقتها مع الرجل في أبهى تجلّيات هذه الصلة والعلاقة .المرأة أساس غنى عاطفي يستطيع الأنسان أن ينطلق منه ويكوّن فنه .هي اذن قبل كل شيء النواة والبذرة حتى قبل أن يتكلم الشاعر عن همومه الذاتية والحياتية والحرب والسلم وأوجاعه وأفراحه وملذاته وأحزانه
لا يوجد هناك شاعر واحد أو كاتب لم يكتب عن المرأة . ولا يوجد موسيقي قديم أو حديث لم يكن عمله صدى لعلاقة حب وتخليدا لها.
ما سبب توجهك ايضا لكتابة المقال وماهي المواضيع التي تتطرق إليها؟
أنا مقل في كتابة المقال الأدبي الذي أحاول فيه أن أشرح بعض آرائي وأسلّط الضوء عمّا خفي من تجربتي الشعرية .وهو كثير .وعلاقتي بالشعراء, وإبراز نظرتي وإعجابي وتأثري بنصوص مختلفة لشعراء وكتاب مختلفين.
ما رأيك في الشعر الفلسطيني الحديث، وبماذا يختلف عن الشعر القديم؟
الشعر الفلسطيني في العشرين سنة الأخيرة عند شعراء مثل محمود درويش وسميح القاسم وغسان زقطان وعز الدين المناصرة والمتوكل طه ويوسف أبو لوز . وسواهم من طبقتهم وجيلهم يحتل مكاناً مهما في صدارة الشعر العربي . وأعتقد أن الشعراء الفلسطينيين يقاسمون اخوانهم الشعراء العراقيين والسوريين واللبنانيين أمارة الشعر الحديث . في حين تزدهر في مصر والسعودية وبلاد المغرب الرواية ويعلو النص النثري وصوت المقالة والنقد.
اختلاف الشعر الفلسطيني عن الشعر القديم يرجع الى اختلاف طرق التعبير والهم الذاتي والمرحلة والبحث عن هوية يحاول الحاضر طمسها . الشعر الفلسطيني شبيه بالشعر العربي الى حد التماهي . بالشعر الجزائري مثلا في كثير من الأحيان لا أستطيع أن أميّز شعر عز الدين ميهوبي عن شعر سميح القاسم .وبما أن جيل كامل من الشعراء العرب تأثروا بهذا الثلاثي الرائع وأقصد محمود درويش وسميح القاسم وعز الدين المناصرة . فاننا نستطيع أن نجد تشظّيهم في أصوات شعرية عربية كثيرة . ونلمس أصداءهم البعيدة الرجع في المشهد الكلي للشعر الحديث متجاورة مع أصداء أدونيس وسعدي يوسف والمقالح وأمل دنقل.
ما رأيك في الشاعر الفلسطيني اولا والعربي ثانيا؟
الشاعر الفلسطيني اليوم يعيش حالة من الضياع الثقافي فهو من ناحية يسعى جاهدا للحفاظ على ماضيه والتمسك بهويته التاريخية والحضارية ومن جهة اخرى يحتضن المنفى مرغماً ويفتشُّ في بلاد وثقافة غيره عن ملجأ لوجعه وإنكساراته . أغلبية الشعراء الفلسطينيين الكبار مشردون عن أوطانهم . ويفيضون حنيناً الى طفولة بيضاء . كانت لهم في ظلال شجر السنديان . جلهم في الشتات يعيش أزمة مصيرية ثقافية أما هنا نحن في الداخل . فالتواصل ضعيف الى حدّ ما مع الخارج العربي مما يجعلنا نعيش في شبه انقطاع لولا ما يتيحه النت . أما صورة الشاعرالعربي فلا تختلف كثيرا عن صورة الشاعر الفلسطيني .
فالنخبة امثال أدونيس وسعدي يوسف . لم يستطيعوا أن يجدوا الحرية الفكرية المرجوّة في بلادهم . ولم يفلحوا في ايجاد هرمونيا مع الواقع الثقافي والفكري في أوطانهم , بالاضافة الى ظروف كثيرة اجتمعت لديهم أبرزها سطوة السلطة وتجبرها . مما حدا بهم الى الرحيل الى الغرب والإنتماء ولو كان ذلك في أقصى دخيلتهم الى الغرب حضاريا وثقافيا.
هل هناك شعر مستهلك ولماذا؟
يوجد هناك شعر مكرّر حتى أنه فاقد للونه الأصلي . ويوجد أيضا شعارات مستهلكة عندنا في الشعر العربي وهي كثيرة .
نتيجة عدم الانفتاح وعدم التحاور الثقافي والأستفادة من موروث الغير الجمالي . لم يتطور الشعر العربي بصورة فعلية الاّ بعد احتكاكه بالأداب الأخرى .وتمثلِّ جمالياتها اللا نهائية . وهضم موروثها من الألياذة الى مؤلفات شكسبير مرورا بكوميديا دانتي الالهية.
ماهي مشاكل الشاعر الفلسطيني المعاصر؟
مشاكل الشاعر الفلسطيني المعاصر متعددة منها . استحالة البقاء أمام تيّار العولمة الداعية الى تهميشه . الخوف من تلاشّيه وخسران هويته الثقافية الحضارية وموروثه التاريخي . استمرارية النزاع الدائر على وطنه . فقدان استراتيجية الدفاع عن الحلم بالمستقبل .الوصول الى ايجاد أفق أوسع للحرية الذاتية .
هنا أعني حالة الشاعر الفلسطيني المقيم في الشتات.أولاّ . وثانيا الشاعر الفلسطيني المقيم في وطنه .
هل ان تسرد لنا مقطعين شعريين من شعرك؟
سأسرد قصيدة بعنوان لي ولها
لي ولها
كلُّ ما تتمخضُّ عنهُ القواميسُ
لي ولها
كلُّ ما تتمخضُّ عنهُ النفوسُ
التي إحترقتْ مرةً
في فضاءِ البنفسجِ
وهيَ تزينُّ صلصالها
بأغاني النجومِ..........
ألحياةُ التي أفحمتْ شاعري
بالفراغِ البريءِ
وما تتمخضُّ عنهُ المزاميرُ
لي ولها
لي جنونُ أبي الطيّبِ المتنبي
وخسرانُ سلمِ بن عمرو
وموتُ إمرىء القيسِ
من غيرِ معنى يؤكدُّ
ماهيّةِ الرملِ والشعرِ
أمّا لها
فالنهارُ الذي يسكبُ الآن َ
فوقَ جفافِ الكلامِ جدائلها
والحمامُ الخفيُّ الذي
يتساقطُ كالدمعِ
من ناطحاتِ السحابْ
لها قسوةُ الأمنياتِ
وكلُّ إحتضارِ الضبابْ.
في رصيدك مئات القصائد الغير منشوره بسبب التعتيم الاعلامي والحصار الذي يضرب على كل ما هو جميل وجيد في الحياة، بماذا تعلق على ذلك؟
أقصد بهذا القول أن أغلب المحررين الأدبيين في الصحف أرباع مثقفين بل ربمّا أصفار مثقفين ولا يتمتعون بثقافة راقية وذوق سليم فهم إما يخلطون الغث بالسمين والدر بالحصى أو يطرحون النص في سلة المهملات . لجهلهم بمواطن الفن والسحر فيه . وهذا ما حصل فعلا معي ومع غيري من الشعراء .
ما هو دور المؤسسات الثقافية في دعم الشاعر الفلسطيني؟
أجبت على هذا السؤال سابقا .
لا أظن أنه توجد مؤسسات ثقافية فعلية وذات تأثير ملموس لدعم الشاعر الفلسطيني . أنا أعتقد أن الثقافة والشعر والفن عندنا نحن العرب في أسفل سلمّ الأفضليات إذا كان هناك سلّم أصلاً . دواويني التي بعثتها لقسم الثقافة العربية نامت على الرف نومة أهل الكهف أو أكثر بقليل وطبعت سخافات كثيرة . في كل دقيقة يطبعون لمن هبَّ ودب َّ وعندما أستفسرُّ عن كتابي يقولون لا توجد ميزانية.أعتقد أنه توجد هناك عصابة رخيصة تحتكر هذا الذي يدعى بدائرة الثقافية العربية. وتدير بيروقراطية النشر والدعم فيه. أنا أعتقد أنه لا توجد مصداقية وتوجد علاقات عامة ورياء ومحاباة وجهل وجاهلية وتخلّف .
مواقف حدثت معك ولن تنسها في رحلتك عبر بحور الشعر؟
أذكر موقفا طريفا مع الشاعر الكبير سميح القاسم . كنت في الناصرة قبل مدة وأحببت أ أمر لأسلّم على الشاعر سميح القاسم وكانت معي جريدة الأخبار وفيها منشورة قصيدة لي . رأيت سميح الكبير في غرفة أشبه بردهة تميل الى الصغر . كنت قد أهديته ديوانين من قبل , رحبَّ بي وصبَّ لي القهوة بنفسه . أبدى اعجابه بالديوانين . مدَّ لي سيكارة بارلمنت . ودخنّا سوياً . تناول مني الجريدة وقرأ قصيدتي بصوته الجهوري الصافي . لا أنسى أنه أستاذ كبير في فن الإلقاء .
كان كريما صريحا شفافاً لم أكن قد قابلته من قبل ولم أعرف شيئاً من نبله وبشاشته . أثناء الإلقاء نبهنيّ الى وجود خطأ عروضي داخل القصيدة وأكدَّ ذلك . وتداركت هذا معه . كنت وقتها أعتقد أنني تمرستُّ في علم العروض وأستظهرت خفاياه . ولكن لكل جواد كبوة أو كبوات وفوق كل ذي علم عليم . تعلمت أيضا أن سميحاً هذا شاعر كبير وإنسان أكبر . لا تخفى عليه في علم ولا في أدب خافية . ويستحقُّ مكتباً أكبر بكثير من مكتبه في كل العرب.
الى ماذا يحتاج الشاعر الفلسطيني؟
الشاعر الفلسطيني . بحاجة الى تطوير أدواته الشعرية والحد من القلق الوجودي الذي يتأكل روحه . منذ أكثر من نصف قرن . الشاعر الفلسطيني بحاجة الى فسحة ضوء وعطر وحرية وجمال وحب , تغسل الدم النازف من أرضه وتاريخه.وماضيه وحاضره.والى لغة تخاطب خارقة وعابرة للقارات يستطيع ان يكسب بها الرأي العم العالمي ويقنع بها خصومه . ولا بأس اذا صيغت من فراشات ملونة حديدية وندى ناري . واذا حملت كل صخب الأرض وهدوء السماء .
ماهي طموحاتك المستقبلية؟
لا أطمح بشيء لا أستطيعه . أطمح بأشياء بسيطة لا علاقة لها بجدي المتنبي . القائل :
اذا غامرت في شرف مروم فلا تقنع بما دون النجوم
فطعم الموت في أمر حقير كطعم الموت في أمر عظيم ِ
أن أستمر في الكتابة هذه المهنة المقدسة والملعونة في آن معاً , وأن أجد الأمن الذي لم يجده السيّاب . وراحة أبي تمام الكبرى ,والرضى النفسي .وفي النهاية أن أجد دار نشر تساعدني في طبع أعمالي.وأن أترجم إلى عدة لغات . وأحظى ببعض الدراسات الأدبية مثل غيري .
ماذا تقول لكل الشعراء؟
لا أجد ما أقوله للشعراء الاّ الذي قلته هنا .