الصفحة الثقافية
الخميس 2/3/ 2006
الفنان آزاد خانقيني .. ربع قرن من العطاء يناجينا هاتفا اين حقي ؟
قيس قره داغي
في النصف الثاني من عقد السبعينات كنت ازور بعض اصدقائي في مدينة الخالص وعن طريقهم تعرفت بشاب ( أريحي ) متدفق المشاعر ، سريع البديهية ، تكاد البسمة أن لا تفارق شفتيه ، تجد لمة الشباب تتحرك معه يجلسون حيثما يجلس و يتنزهون حيثما يتنزه وتطرب له الاسماع حينما يصدح منشدا أغاني خانقين وكرمنشاه الجميلة وقد كان جل ذلك الحشد طلبة في اعدادية زراعة الخالص قادمين اليها من مناطق شتى من كوردستان يوم لم تكن اعداديات للزراعة والصناعة في تلك المناطق .
في بداية الثمانيات التقيت به في وادي ناوزه نك بيشمركة في الكرت الثاني بمعية المناظل علي شامار الذي حول كرته ( فصيله ) الى منتدى ثقافي وفني وأدبي في ذلك الوادي ، وفي نفس الزمان والمكان شاهدته يغني على خشبة مسرح صغيرة أمام بيشمركة نيوزه نك يتوسطهم الرئيس الحالي لجمهورية العراق الفدرالي الاستاذ مام جلال وهو يحرك عكازته الجبلية متفاعلا مع أغنية المطرب الفولكلورية ( چيمهن كه ركوكي ) ، وقد كان عضوا فاعلا مؤسسا لاتحاد فناني كوردستان في الجبل وقد سجل العديد من الاناشيد الثورية الى جانب حمله لشرف البيشمركايتي .
ألتقيته للمرة الثالثة بعد الانتفاضة كادرا في أول محطة تلفزيون كوردية اسسها زميله عباس عبدالرزاق ومجموعة من المخلصين ومنهم المخرج الراحل عثمان جيوار ، وبعد ذلك أصبح وجها كورديا مألوفا عرف كمطرب يشار الى أبداعه الفني ببنان الاعجاب ، ذلك هو الفنان الصديق آزاد خانقيني الذي تفيد آخر أخباره بان جلطة دماغية هاجمته على حين غرة لم ينجوا منها الا بفقد أحدى عينيه الجميلتين مع شديد الاسف ، غير أن الاسف كله في عدم إكتراث ربعه من الفنانين والمسؤولين الحزبيين والحكوميين بمعاناته وتركه يتصارع لوحده مع المرض في عقر داره .
هذا ما أطلعنا عليه من خلال مقابلة صحفية اياه أجراه الصحفي الشاب ريژین ابراهيم نشرها في صحيفة ( هه وال _ النبأ ) وعرضها الاستاذ عمر فارس محرر صحيفة ( كوردستان نيت ) الالكترونية الاوسع أطلاعا وقراءة من بين المواقع الالكترونية الكوردية .
من بين ما ادلى به مطربنا خانقيني في ذلك اللقاء هو قراره التراجيدي بالتوقف عن أجراء اللقاءات الصحفية إعتصاما بعد ما حصرته الصحافة والادارة الكوردية في عتمة النسيان طوال فترة رقوده تحت مدية المرض وتهديده ، ومرضه ربما ناجم عن ما تعرض له من متاعب أثناء تاديته لواجب البيشمركايتي طوال سنين الكفاح ، غير ان شجرة الكفاح لم تمنحه من ثمرتها بعد ما شارك آزاد في أروائها يوم كانت شتلة صغيرة أسوة بباقي أقرانه من شباب الكورد وكوردستان .
نحن نرى في الرئيس العراقي الاستاذ مام جلال خير نصير لمن يحتاج الى يد المساعدة وقد رأينا يده الكريمة ممدودة الى كاتب عربي من الجزائر ونحن على يقين بانه يلتفت الى البيشمركة الفنان آزاد خانقيني وهو في محنته .
قلوبنا معك يا آزاد وعذرا إننا لم نبصرك وانت في عتمتك الخانقة ، نتمنى لك شفاءا عاجلا وعودة ميمونة الى دنيا الفن التي منحتها نور بصرك أيها العزيز .