الصفحة الثقافية

الرئيسية

 

| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

 

الثلاثاء 30/5/ 2006

 

 

أمسية ثقافية للكاتبة دنى غالي


"ليس غريبا أن ينحر معظم مبدعينا من ثغر العراق الحزين .. البصرة التي كانت أحدى ابرز مراكز الادب والشعر والعلم عند العرب .. فمن انسياب دجلة والفرات ولقاءهما بعد طول رحيل اكتسبوا رومانسيتهم وشاعريتهم ورهافة حسهم.. فنسجوا من الآم واحزان واحلام وامال اهلهم .. قصصا واشعارا وروايات ..
ولدت الكاتبة دنى طالب غالي في كنف عائلة فنية ومن ابوين يغمرهما الحب ، لذلك كان من الطبيعي أن يكون الابداع طريقها واسلوبها في الحياة .. ففي مدارس البصرة تعلمت،ومن جامعتها وبالتحديد كلية الزراعة تخرجت.. لم تترك مدينتها الحبيبة إلا مرغمة عام 1991 بعد حرب الخليج الثانية.. لتعيش سنوات الغربـة التي لم تقهرها إنما كرستها من أجل نفض الغبار عن ما عناه ويعانيــه وطنها الجريح .. "
بهذه الكلمات قدمت د. جمانة القروي الكاتبة دنى غالي التي كانت ضيفة البيت الثقافي العراقي في مدينة يتبوري السويدية في امسية ثقافية .. وقد تم استعراض القصص والروايات التي صدرت للكاتبة ، وما تميزت به كتابتها من وضوح وجرأة حيث تكشف بكل صدق وموضوعية ومن خلال شخوص قصصها ورواياتها معاناة الانسان العراقي وبالذات المرأة في حربي الخليج الاولى والثانية وتأثيرهما على المجتمع العراقي ككل..
في هذا الجو المفعم بعبق الادب والابداع استقبل الحاضرين الكاتبة دني غالي.. والتي بدات الامسية بكلمة قصيرة تحمل في طياتها الكثير من المعاني، حيث قالت " للحظة تساءلت في سري اليوم، ا مازالت الناس تحضر امسيات ثقافية ( بمعنى الشغف )!أنا عن نفسي نسيت ذلك، أو لم اعد اُ قبل عليها كما كنت، أخشى ان اقول أنني بل ولفترات يضعف إيماني بثقافتنا، ادبا وفننا، يتدنى، يكاد يقارب الصفر، ولو لم يدم تساؤلي هذا لحظة ، لكانت الامور تزداد تعقيدا، ولربما تنتهي بأن اخلف وعدي. لكنه الهروب لاشك ‘ عدت إلى رشدي وتوقفت عن التفكير في الامر . هو الهروب من مواجهة واقع لم اعد أقوى على مواجهته بغير اللجوء إلى الحيلة لما نمر به، لايمكن بغير العزف على الامل واليأس ، الضوء والظلمة، الواقع والخيال، الماضي والمستقبل،ولا احد منا من دون مراوغة، مع ذاته ، مع نفسه، مع مسلماته، مع كل ما يحيط به. وليس غريبا أن ازعم بانها مراوغة مشروعة، من اجل أن البقاء بتماسك وانسجام ومواصلة. ما يجري أمامنا خارجا عن إطار حسابات العقل أو الإحتمالات أو التنجيم.
قد لا تكون متاحة للجميع، قد تتفاوت نسبُها ولكن أسرع لأقول لكم أن مراوغتي متعبة بعض الشئ، هروبي ليس دون تبعات، وقناع وجهي الذي امامكم تحته أقنعة أشد وطأة . أجل إنه احتراف، من يستخدم أفعال مثل لجوء، حيلة، مراوغة، هروب، اقنعة لابد وأن يكون قد قطع شوطا كبيرا اوصله إلى مرحلة الإحتراف، شوطا قطعه الآتي من بلد محب وغادر، واقعي وافتراضي، بين أناس بعيدون وقريبون، حاضرون غائبون، هو الذي يعيش بدهشة، من يعيش فجعا متواصلا، هلعا متواصلا، لن اكمل، لكل منا طريقته في ترميم نفسه."
ثم قرأت بعض من صفحات روايتها الجديدة " حين تستيقظ الرائحة " فأستثرت باصغاء الحاضرين لجمال القاءها وصوتها الجميل، اولا ولما في احداث الرواية من جذب وتشويق لمتابعة مجرياتها ...
بعد ذلك دارت مناقشة حول ماكتبته من قصص وروايات ، وقد اجمع من تسنى لهم قراءة قصصها القصيرة " حرب نامة " او روايتها" النقطة الابعد " بان الميزة عند قصص وروايات دنى غالي هي الاحساس العالي بالانسان الذي يقهر نتيجة للظروف السياسية والمكانية والاجتماعية .. فشخصياتها واقعية انسانية جهدت في دراسة ابعادها من خلال البعد الاجتماعي والاقتصادي والنفسي والتأريخي .. وهذا ما تعكسه روايتها " النقطة الابعد".. كما تهتم الكاتبة دنى بالمكان الذي يعيش فيه ابطالها،وهي دائمة الحرص على وصف الاماكن والمحلات والاسواق في البصرة ، ثم الانتقال بشخوصها إلى مدن اخرى .. انها بكل عمق ترصد سلوك بعض العراقيين في الخارج ،كما انها لاتتخلى عن السياسة في طرح افكار شخوص قصصها ورواياتها..اما روايتها الاخيرة " عندما تستيقظ الرائحة " فهي مرة اخرى تعكس حالات الانكسار والاحباط في الانسان العراقــي الذي يعيش في المنافي ..
في تلك السويعات القليلة.. انتقلنا معها إلى شواطئ شط العرب .. واجتاحنا عبق ورد الشبوي والجوري ، ولفنا دفء شمس العراق ..