الصفحة الثقافية

الرئيسية

 

| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

 

الخميس 4 / 10 / 2007

 

 


احتفائية التوقيع على كتاب أغاني شعبية عراقية ... ما أروعها ...!
 

عبد الرزاق الحكيم

هكذا أجمع المثقفون المحتفون في هولندا بالفنان الموسيقار حميد البصري ومؤلفه ( أغاني شعبية عراقية ) .
الأحتفائية جمعت الكتاب والأدباء والشعراء والفنانين والتشكيلين والسينمائين والمسرحين والعديد من المثقفين من المهتمين بالموسيقى والغناء العراقي ... وكذلك العديد من مراسلي الفضائيات العراقية والصحافة الألكترونية .
بدأت الأحتفائية بكلمة لرئيس جمعية البيت العراقي ، مرحباً بالحضور الكريم وممثلي الأعلآم المرئي والمكتوب ، وبالفنان الموسيقار حميد البصري وعائلته ( فرقة البصري ) ... حيث قال... حميد البصري فنان وموسيقي حياته كلها عطاء في مجال الموسيقى والغناء تأليفاً وتلحيناً وأداءً وتدريساً وأشرافاً ... شارك في العديد من المهرجانات الموسيقية العربية والعالمية بالأضافة الى العراقية ... ألف وقاد الكثير من الفرق الموسيقية – الغنائية ... ترك بصماته في الغناء والموسيقى في العراق وسوريا ولبنان ومصر واليمن والمغرب والجزائر ... وفي بلدان أوربا ... أسبانيا وهولندا والمانيا وجيكيا وبلغاريا وروسيا واليابان أيضاً ، ومثل العراق وسوريا ومصر في مهرجانات موسيقية عالمية عديدة ... كمهرجان الموسيقى الشفاهية في غرناطة / أسبانيا ، ومهرجان ( الين ماك ) في بلغاريا ، ومهرجان الموسيقى العربية في الجزائر والوفد الفني لمهرجان الشبيبة في موسكو وطوكيو .
وما زال البصري حميد وعائلته وفرقته مستمر بابداعه ... ليس من أجل الشهرة والمال ... بل أن يترك شيئاً نافعاً للتراث والتاريخ والحضارة العالمية وللأجيال القادمة ... شيء من الموسيقى والغناء الأصيل ... تأليفاً وتلحيناً وأداءً .
وأردف قائلاً اليوم نحتفي بالفنان الموسيقار حميد البصري وبكتابه الذي كلفه قرابة الخمسة وعشرون عاماً من الدراسة والبحث العلمي الأكاديمي في مجال الموسيقى والغناء ... أنه كتاب ( أغاني شعبية عراقية)  .

ثم تحدث الكاتب والصحفي جاسم المطير قائلاً :
حين ولد حميد البصري اختار أن يكون منزله مجاورا وقريبا من أمكنة الخليل بن احمد الفراهيدي والحسن البصري وأبن سيرين وبدر شاكر السياب . وقد وجد سعادته الكبرى مثلهم جميعا في تقصي حركة مياه شط العرب الهادئة المنسابة عبر أمواج الخليج إلى العالم كله .
وحين أراد الزواج اختار شريكته ' شوقية ' ذات الصوت الدافئ و الوجه الصبوح والقوام الجميل والخلق البهي لتكون علامة الضوء الأبدي إلى جانبه .
حين أنجب حميد البصري كان أولاده الخمسة مشاهير ونجوما في الإبداع.
صنع من آلتيْ العود والقانون زمانا موسيقيا نشيطا وواعيا استضافته سياقات الموسيقى العراقية منذ أكثر من أربعين عاما بما قدمه من مزيج الإبداع وروح التعليم والتوثيق والنقد والفطنة والخيال .
ها هو اليوم يتيح لنفسه ولنا نحن الجالسين في قاعة البيت العراقي بلاهاي وللأجيال الجديدة في داخل الوطن وخارجه فرصة زاهية لتوثيق جانب من جوانب الشفرة الموسيقية العراقية واضعا إياها أمام استثمار جميع المعنيين والمحبين لموسيقانا العراقية الشعبية .
أمامنا على هذه المنضدة يتبدى بأوضح صورة ذوق شخصي جميل متضمنا كتابا جديدا يحمل تعبيرين إبداعيين في آن واحد :
التعبير الأول يكشف فيه عن ازدهار الموسيقى الشعبية العراقية الأصيلة التي جمعها على أنغام وأصوات ومقامات غنائية وثيقة الصلة العلمية والإنسانية بعقود من الزمان العراقي الإبداعي .
التعبير الثاني تجلى في قدرته على الجمع الرصين المكثف للهوية الموسيقية العراقية المرتبطة ارتباطا وثيقا بحركة المجتمع العراقي المتعرضة لأنواع كثيرة من التقلبات والمآسي كانت دائما موضع الاهتمام الإبداعي من قبل الأجيال الموسيقية المتعاقبة على خلق الآراء والأذواق الموسيقية السائدة في بلاد الرافدين بمراحل السنين الماضية.
لقد نضجت فنون حميد البصري الغنائية والموسيقية حتى صار موسيقيا جادا وباحثا ملهما وها هو اليوم يستقر في ضاحية من ضواحي الإبداع حين أنتج كتابه المسمى بعنوان ( أغان شعبية عراقية ) متضمنا نصوص ونوتات مائة أغنية .
يتضمن كتابه الجديد صلة بين العام والخاص في الموسيقى العراقية الشعبية وقد اقتطف من نسيم الهواء الموسيقي – الغنائي في بلاد الرافدين بمدنها وأريافها ، شيئا نافعا مهما مقدما للجيل الموسيقي العراقي والعربي الجديد وصفة ممتعة ونشاطا مشتركا بين النص والنوتة والتجديد ليقدم معرفة موسيقية أظنها ستكون قادرة على اجتذاب المهارات الموسيقية الشابة وعقول مبدعيها ليجمع بين مهاراتهم الشخصية ومهارات الموروث الموسيقي العراقي .
الكتاب الذي بين أيدينا اليوم هو كتاب جذاب في مضمونه المتجمع من خلال شخصية الكاتب حميد البصري وطريقته وفرديته التي قدم بها معرفة علمية موسيقية .
كما ضم الكتاب من حيث الشكل تقنية إخراجية من صنع ابن الكاتب الشاب المتعدد المواهب أور البصري .
هذان هما الأساسان اللذان قام عليهما بناء إبداعي جديد في المكتبة العراقية الحديثة .
من جديد يؤكد لنا حميد البصري انتسابه المكاني إلى الوطن الرافديني ،
ومرة أخرى يؤكد عمق المواطنة الموسيقية الأصيلة المنتجة بالإحساس المرهف والثقة بالذات ومواصلة الجوال بين منصات جينات المهرجانات الموسيقية العراقية المليئة بالعطاء والإبداع والابتداع .

تحية إلى الرجل الموسيقي حميد البصري الذي استطاع أن يجمع في كتابه بين واقع التراث الموسيقي العراقي وبين ما يتخيله لانطلاقة الأجيال الجديدة .
مبروك لنا جميعا نحن العراقيين في الغربة بصدور مثل هذا الكتاب الراسم هويتنا الغنائية الموسيقية في مسيرة طويلة تعلم انتصارات شعبنا وكبواته وتفاعلنا معها .
من المؤسف أن نسمع يوم أمس من داخل الوطن فاجعة موسيقية كبرى برحيل الفنان سلمان شكر النابع فنه الموسيقي من أعصاب الإحساس العراقي المليء بالوعي والألم .. لكن هذه اللحظة التي نعيشها هنا بين يدي حميد البصري تعوض لنا مأساة رحيل ذلك الموسيقي البارع إذ أعاد البصري بكتابه( أغان شعبية عراقية) ترتيب الكمية الثابتة من الموسيقى العراقية الشعبية ترتيبا حديثا سيبقى مؤثرا ايجابيا في المعارف الموسيقية الضمنية العراقية لمنهج زرياب والكندي ومنير بشير وجميل بشير وسلمان شكر.
سيظل حميد البصري متفاوضا باسمنا مع مستقبل الموسيقى العراقية .

بعد هذا التقديم الرائع من قبل السيد جاسم المطير ... تحدث الفنان حميد البصري قائلاً  :
اهمية جمع التراث الموسيقي : يقول الموسيقار مدحت عاصم ، عضو المجلس الدولي للموسيقى والحائز على جائزة الاتحاد السوفييتي للموسيقى ' ان التراث الموسيقي لأي مجتمع من المجتمعات ، هو الأرض الصلبة التي يقف عليها أي نمو وتطور للموسيقى في ذلك المجتمع . وللتغييرات السريعة التي تجري تحت دفع التقدم العام ، وتأثر مسامع الانسان بألوان من الأغاني المختلفة المتباينة ، تأتي أهمية حماية هذا الانسان وابقائه على صلاته الوثيقة التي تربطه بكيانه الحقيقي وتترك جذوره ممتدة في عمق تربته .
لهذا اهتمت معظم البلدان بالتراث الموسيقي فأنشأت له المراكز المتخصصة والمعاهد والمكتبات حتى يصبح تراث الدولة منبع صاف يغترف منه الفنانون ليصنعوا فنا جديداً متطورا ً غير منفصل عن اصالة الماضي بل يكون نمواً سليماً له . ويقول البصري
لعل الحافز المباشر الذي حملني على العناية بهذا المشروع والبدء به ، هو ما نراه الآن من نزوع لدى فرق الهواة ، وللأسف ، بعض الفنانين المحترفين ، الى عزف أغانينا الشعبية على السماع وحده ، مما يعرض الأغنية الى خطر التلاعب بالأوزان والأنغام الى حد تغيب فيه ، في بعض الأحيان ، الملامح الأساسية والخصائص المحلية للأغنية وموسيقاها . ثم اعطى بعض من
نماذج تلك الأغاني :فمثلاً الفنان الهام المدفعي ،غيير السلم الموسيقي لبعض الأغاني الشعبية العراقية ليتلائم مع الآلات التي لا يوجد بها ارباع الصوت (عمي يا بياع الورد) وكذلك الفنان أحمد الخليل ، غيير الايقاع في أغنية ( مرابط) والفنان كوكب حمزة ،قام باضافات كبيرة وتغيير الكلام ونسب اللحن له . بل تجرأ بعض الموسيقيين العرب الى نسب بعض الأغاني العراقية لهم مثل ( ربيتك زغيرون حسن ) وقام الفنان البصري باداء هذه الأغاني وفق التغيرات ، وقدم بالمقابل هذه الأغاني وفق سياقها المتوارث ولحنها الأصلي وهي مثبته ايضاً في كتابه ( اغاني شعبية عراقية) .وأستمر البصري في ضرب أمثلته قائلاً  :
حتى الموسيقيين المتخصصين أمثال العالم التونسي الأستاذ صالح المهدي الذي جاء الى العراق لكتابة المقام العراقي بالنوتة لكنه أخطأ في كتابة مقام البنجكاه فكتب سلمه ( عجم ) بينما هو ليس كذلك ، وقد ناقشته حول ذلك قبل عودته الى تونس وأقر بصدق ما ذكرته له .
والخلاصة والقول لحميد البصري ...ان في التدوين الصحيح لموسيفى الأغاني الشعبية ، يحميها من الضياع والانحلال في أنغام دخيلة ، ويساعد على انتشارها في الوطن العربي ، كما أنه يكون دليلاً لشبابنا وطلبتنا نحو الأصول الصافية لهذه الأغاني .وما زال القول للفنان البصري : يهمني ان اشير هنا الى الأسس التي اعتمدتها في تدوين اغاني الكتاب :
اعتمدت في تثبيت اللحن على عدة مصادر منها التسجيلات الاذاعية والتسجيلات الخاصة والاسطوانات القديمة وحفظة الأغاني من قدماء الموسيقيين المحترفين ومن غير الموسيقيين ، رفعت من الأغاني جميع الجمل الموسيقية المضافة ، المستساغة منها وغير المستساغة ، عدا بعضها التي تدخل ضمن اكمال المازورة، والمتفق على عزفها عند كافة الموسيقيين ، كتبت كلمات الأغاني مع النوتة تسهيلا لقراءتها مع الموسيقى ، كما رفعت الزغردات الموسيقية لكي يسهل على الأكثرية عزفها ،. ابقيت كلمات الأغاني كما هي لأنها تمثل فترة معينة من حياة شعبنا . رتبت الأغاني حسب ايقاعاتها لتسهيل قراءتها بعد المقارنة. و كتبت مع الأغاني التي تغنى بالشعر الدارمي بيتاً واحدا فقط ، وجمعت عدد منها في مكان آخر من الكتاب . آمل ان اكون قد وفقت في تقديم خدمة لشعبنا ووطننا ، كما أمل ان يكون هذا الكتاب حافزاً للجهات الرسمية المختصة في العراق لاكمال المشروع في القريب . وفي نهاية حديثه شكر الحضور الكريم والبيت العراقي على على هذه الأمسية الجميلة . وفي فترة الأستراحة قدمت الحلويات العراقية والمشروبات الساخنة والباردة ، ثم تلتها فترة النقاش والأستفسارات والأسئلة التي تمحورت حول أهمية التوثيق وحقوق التأليف والقانون الذي يحمي الأبداع ومنع السرقة .وحول ارشفة الغناء الكردي والأشوري والسومري وضرورة تأسيس معاهد تعني بالتراث القديم في الموسيقى والغناء العراقي .وان تأخذ وزارة الثقافة دورها في هذا المجال .
وتحت ضغط طلبات الجمهور العزيز غنى الثنائي الرائع شوقية وحميد بعضاً من اغاني الكتاب مع العزف على العود وترديد الحاضرين .
انتهت الأمسية في التوقيع على الكتاب والأهداء وسط العديد من الطلبات ، وفي المقدمة شراء سبع نسخ من قبل جمعية البيت العراقي تشجيعاً للأبداع والمبدعين العراقين مع باقة زهور وتمنيات بالموفقية والنجاح والتقدم والأستمرارية والسعادة الدائمة لعائلة البصري الكريمة .