الصفحة الثقافية

الرئيسية

 

| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

الأثنين 4/5/ 2009

 

حرصاً على ثقافتنا وأغانينا الإنسانية

حيـدر الوندي

في تعقيبي على مقالة الفنان الكبير جعفر حسن كنت واضحاً جداً لأن مقالته جاءت لتشفي الكثير من الجروح والشروخ التي أصابت الحركة الفنية والغناء والموسيقى بالذات ورأيته محقاً لما ذهب اليه في ذلك مع بعض الإضافات التي أضفتها من واقع عايشته وكنت أحد شهوده ولم يكن تعقيبي سوى لالقاء الضوء لتعديل بعض الخطأ الذي يحصل هنا وهناك لأننا في النهاية غير معصومين من الخطأ ( والإعتراف بالخطأ فضيلة ) وثانياً أنني امتعظت لأن أغاني فنانيننا التقدميين الذين أعطوا كل حياتهم للشعب والحزب يجب أن تغنى في هذه المناسبات وفنانيننا هم يجب أن يلقون الرعاية والتقدير والإحترام وأن نحتضنهم في كل مناسباتنا في الداخل والخارج ، فهل لي الحق لما ذهبت اليه ؟.

فأنا شخصياً قد تربيت في هذا الحزب المناضل الكبير ورشفت من ثقافته وتعلمت أول دروس الثقافة الملتزمة باتجاه الشعب مما حدا بي وحرصاً مني لأبدي ملاحظاتي حول بعض الاحتفالات التي جرت أخيراً بمولد حزب الكادحين وزعلي على ما قدم من أغاني ومغنين لأننا تعودنا على أن نسمع تلك الأغاني التي تنشد للشعب والحزب وللعمال والفلاحين والمرأة وغيرها من المواضيع الانسانية التي تميزت بها أغاني الفنان جعفر حسن التي كانت تهز المكان وزملائه من الفنانين التقدميين ، وكنا ننتظر أن نسمعها بأي شكل حتى ولو كانت عبر الكاسيتات مثل أغاني (المكبعة وابو الجاكوج ويابو علي والشبيبة ويابو مركب ولا تسألني وعمال نطلع الصبح ومساهرين)
وغيرها عديد لتذكرنا بتراثنا الفني الإنساني وأن تلك الأغاني اصبحت من تراث الحزب النضالي وباقية في وجدان الشعب، بل كنا نتوقع أن يكرم بعضاً من هؤلاء الفنانين التقدميين حتى ولو بوردة جميلة لكي يبقوا دوماً في ذاكرة الشعب، أن كل هذا الزخم قد دعاني للكتابة والتعقيب والخوف على الحزب وعلى تأريخه النضالي والفني والثقافي من أن أغانية وفنانيه يصبحون على الهامش، حيث لا يخفى على حد أن الحزب الشيوعي العراقي قاد الحركة الثقافية والفنية في العراق منذ أول يوم من تأريخه وكان الفنانون الملتزمون في طليعة الحركة الفنية العراقية ـ ولو تفحصنا الخارطة الفنية العراقية لاتضح لنا بأن أغلب الفنانين العراقيين المعروفين والذين تركوا بصمات واضحة على حركة تطور الفن العراقي وكانوا سباقين الى كل جديد كانوامن رفاق الحزب أو من أصدقائه سواء أكانوا موسيقيين ومغنين وملحنين وتشكيليين ومسرحين وكتاباً وشعراء وأدباء ومثقفين ابتداء من أغاني السجون والمعتقلات والمظاهرات التي كان يقودها الشيوعيين العراقيين ومروراً بالأغاني الوطنية بعد ثورة 14 تموز والأغاني السياسية الحديثة التي أثرت تأثيراً ايجابياً وخاصة لدى شريحة الشباب حيث كان الفنان جعفر حسن أحد نجومها إن لم يكن رائدها الأول ، فكيف لنا أن ننسى مدى اهتمام الحزب الشيوعي العراقي بالفن والفنانين ؟ صحيح أنه توجد بعض الإخفاقات وعدم الإهتمام من قبل هذا وذاك جعلت الكثير من الفنانين الجيدين الملتزمين يمتعضون ويبتعدون ولكنهم في داخلهم لا زالوا يكنون كل الإحترام والتقدير لهذا الحزب الجبار الذي بقى شامخاً رغم كل الصعاب والمحن التي مر بها العراق.

دعوتي كانت بصورة غير مباشرة للفنانين والمثقفين والحركة السياسية التقدمية والحزب الشيوعي بالذات أن يهتموا بالحفاظ على تراث الحركة الوطنية والحزب و على بقاء الفنانين العراقيين ملتصقين بهذا الحزب الشامخ لأنه بحق يستحق أن يقود الحركة الفنية والثقافية العراقية مجدداً وكما عهدناه ونحتاجه وبخاصة الآن بالذات و بعد أن بدأت البوادرتُظهر وتبشر بالسوء بعودة النازية والفاشية للمسرح السياسي من جديد ( طلعوا من الباب رجعوهم من الشباك ). لذا علينا أن نتحد جميعاً ونساهم بانتاج أغاني وفن ملتزم ونساعد فنانينا على النهوض مجدداً لمواجهة الفن الهابط ومحاربة كل أنواع التخلف الفني ، لذا أضم صوتي مجدداً وأثني على مقالة الفنان العراقي الكبير جعفر حسن.

وبهذه المناسبة أقترح أن يبادر الحزب الشيوعي العراقي والحركة الوطنية العراقية باقامة عدة مهرجانات فنية وثقافية داخل وخارج العراق للوقوف بوجه عودة الفاشية النازية والتعصب بكل أشكاله ولكي نحيي تراثنا الفني والثقافي ونمده بالحياة.

تمنياتي بالتوفيق


4/5/2009





 

 


 

free web counter