الصفحة الثقافية

الرئيسية

 

| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

الجمعة 6/3/ 2009

 

وقفة امام ضريح الوطن الجواهري

عادل فليح الخياط

ما اود الكتابة عنه ليس تحقيقا او زيارة استذكار وتأبين شخص يرقد كالاخرين في مقبرة ما تتقضل عليه بقراءة سورة الفاتحة سرعان ما تنسحب عنه وتلغيه من الذاكرة  .

ان ما اريد الكتابة عنه هو وقفة امام ضريح ( الجواهري ) التي تعني الوقوف امام الوطن بتاريخه النضالي والفكري والابداعي .

وقفة امام عصور نازفة وصرخات مسموعة وواعدة .

وقفة امام عراق الرافدين بعنفوانه ومجده وهو يمتد كنخلة العراق الباسقة في مقبرة ( الغرباء ) بدمشق .

وقفة امام نهار دائم الاشراق طوال عصور الظلام والتعسف والموت .

ضريح انفرد بان تشم فيه رائحة المطر والطين العراقي وتتنسم هواء كردستان ونسيم دجلة والفرات واهوار الجنوب .

انه ليس ضريحا بل خارطة وطن موسومة بوشم امهاتنا وحبنا الاول .

حينما نقف امام ضريح الجواهري نرتجف من الداخل ويصيبنا شلل تام وكأننا امام معبد موحد لسومر وبابل واشور.

حينما تدخل لمقبرة الغرباء يبدو كل شيء صامتا ولكن سرعان ما يشدك قديس يلف جسده بسعف النخيل ويداه مصبوغتان بالحناء تحملان التمر واللبن وهو يدعوك لمسامرته في غربته وانت في حالة الذهول يراودك سؤال محموم  .

أي وطن هذا الذي ينشطر الى شطرين ؟

وطن في ارض السواد ووطن في مقبرة الغرباء .

هذا الوطن ألم يستفز الغيارى والشرفاء والساسة ؟

هذا الوطن النائي أليس من حقه ان يعود لرحمه الاول ؟

تساؤلات وعلامات اسنفهام تظل تطارد كل من عشق العراق ويظل الجواهري ذلك البحر الهادر الذي يصعب العوم في ضفافه

ويبقى السؤال الكبير

هل يبقى سيد الملاحم غريبا حتى في موته ؟

ومتى يعود الوطن المغترب الى تربة الوطن الام ؟

سؤال مطروح امام كافة الاقلام الشريفة


 



 

free web counter