الصفحة الثقافية
الأربعاء 8/7/ 2009
أمسية دافئة للشعرالعراقي في تموز استراليا البارد
مواصلة ً لنشاطاته الداعمة للإبداع العراقي، أقام منتدى الجامعيين العراقي الأسترالي في سيدني يوم الأحد 5/7/2009 أمسية أدبية أستضاف فيها الشاعرة العراقية دنيا ميخائيل.
حضر الأمسية عدد كبير من المشاركين يجمعهم حب العراق وإهتمامهم المشترك بالأدب عامة والشعر على وجه خاص.
أفتتحت الأمسية بكلمة رئيس المنتدى الدكتور أحمد الربيعي التي تناولت الدور المشرف الذي لعبه نخبة من أصحاب الرأي والكلمة الحرة في أعتى أزمان الخوف وإغتيال الكلمة إبان الحكم الدكتاتوري لنظام البعث البائد. كما أشارالدكتور الربيعي الى مسيرة الشاعرة دنيا ميخائيل والجوائز العالمية التي حصدتها ، مثنيا ً على موقفها حين كانت في العراق حيث قضت زمنا من مسيرتها الشعرية دون أن تشترك بأي شكل من الأشكال في جوقة المطبلين والمهللين لأمجاد نظام القمع الصدامي، حتى أختارت الرحيل الى أميركا مضطرة عام 1995 ليبقى العراق وآلام أهله بين جوانحها لوعة و شعرا.
تلى ذلك مشاركة الأديب حسن ناصر رئيس اللجنة الثقافية في المنتدى واصفا دور الشاعرة، ومعها جيل كامل من أدباء الحرب وأزمان الخوف، بأنه دور الشاهد المرغم على أن يعيش ليروي الحكاية، مشبها ً هذا الدور بمهمة هوراشيو في رائعة شكسبير (هاملت)، حيث سأله هاملت وهو على وشك الموت ألا ينتحر حزنا عليه، وأن يعيش ليوضح الملابسات وينقل الحكاية بأمانة وصدق. وضح ناصر أن هذا هو دور الكاتب والشاعر العراقي في العقود الثلاثة الأخيرة من تأريخ العراق، حيث صارت الأقلام ذاكرة ً للأشخاص والأماكن والأزمان التي تعرضت لأبشع صورالمحو والتشويه والإبادة، مشيدا بدور الشاعرة التي قدمت واحدة من أنبل وأرقى شهادات ذلك العصر.
كما شارك الشاعر فاضل الخياط بدراسته التي تناول فيها شعر دنيا ميخائيل وتماهيه مع طبيعة الماء التي تحمل جملة من الصفات المتضادة بقدرته المدهشة على أن يحمل في طبائعه الرقة والقوة ، الدماثة والدمار. يرى الخياط أن شعر دنيا ميخائيل إستطاع أن يجمع بين رقة المخمل وحدة السيف في قالب ساحر يروي الشعر بلسان الطفولة وعفويتها وصدقها ، مشيرا ً الى أن قوة ذلك الشعر ظلت ماثلة في ترجمته الأنكليزية ولم تخضع للضعف الذي يشوب الشعر إثر انتقاله الى لغة أخرى.
جاء بعد ذلك دورالشاعرة دنيا ميخائيل مسكا ً للختام لتقرأ على الحضور بعضا ً من قصائدها وكتاباتها النثرية. قرأت الشاعرة قصائد وقراءات نثرية من كتابيها (الحرب تعمل بجد) و(يوميات موجة خارج البحر) كان من جملتها "صانع الأحذية"، "الحرب تعمل بجد"، "الجوهرة"، "مكتب سفريات"، "نظرية الغياب" و "أكياس العظام".
تقول الشاعرة في قصيدتها "الحرب تعمل بجد" :
كم هي مجدة الحرب
ونشطة
وبارعة
منذ الصباح الباكر
تبعث سيارات إسعاف
الى مختلف الأمكنة
تأرجح جثثا في الهواء
تزحلق نقالات الجرحى
تستدعي مطرا من عيون الأمهات
تحفر في التراب
تخرج أشياء كثيرة
من تحت الأنقاض
أشياء جامدة براقة
وأخرى باهتة مازالت تنبض...
حتى تختم قصيدتها قائلة:
إنها تعمل بجد لامثيل له
ومع هذا لا أحد يمتدحها بكلمة
أختتمت الأمسية بنقاش مفتوح أجابت من خلاله الشاعرة وكل من الأديب حسن ناصر و الشاعر فاضل الخياط عن جملة من أسئلة الحضور التي تناولت أسلوبها الشعري وجوانب من سيرتها. عبر الحاضرون أثناء ذلك عن إعجابهم بالنتاج الأدبي للشاعرة فضلا عن قوة حضورها والعفوية والبساطة التي تميزت بهما.