جواد كاظم غلوم
jawadghalom@yahoo.com

 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

                                                                                  الأثنين 16 / 12 / 2013

 

وجهُ ثورةٍ مليءٌ بالتجاعيد

جواد كاظم غلوم

يعودُ الشتاءُ بقفازهِ الصوفِ
لادفْءَ يلتُّمُ فينا
الربيعُ الجميل غفا
والخريفُ اكفهَرَّ بطلعتهِ العارية
وذا الماردُ العربيُّ استكان إلى النومِ
يصحبُهُ خَدَرٌ دائمٌ
و ثوّارهُ قد أضاعوهُ في الطرقاتِ
في زحمةِ السوحِ ، في لافتاتِ الشوارعْ
يلفّهمُ الخوفُ والأملُ الذي فرَّ رعْبا
يلوحُ بأصبعهِ شاتماً ، حانقاً
أ فبرايرُ الآن يمضي شريداً ؟!
ينايرُ ليس ربيعا
أهذا شتاءُ الجليد ؟!
تعالَوا هنا .... نلتحفْ بالخمول
فمن قال :هذانِ سيّان؟
وسائدُنا من حرير التثاؤبِ
ياسادتي الثائرين
دعونا نَنمْ برهةً
فمن دقّ طبل التحرّرِ ؟؟
لاشيءَ يحدثُ ، لا عاصماً قد يجيء
سوى فوّهات اللسانِ السليطْ
مزخرفةٍ بالخداع ْ
بالكلامِ العبيطْ
وهل تستعاد بيارقُ ثورة ؟
الطوارئُ قد مُدِّدتْ أمداً
وفوضى الجماهيرِ حلاّقـةٌ
تُشذِّبُ هاماتِنا اليانعة
أ فوضى الشبابِ المكابرِ
خلاّقــةٌ من جديد ؟
تُعيد اليتامى إلى دورِهمْ
أراملُ تبحثُ عن بعْلِها
وسْطَ موتٍ رخيصْ
أيامى تعاشرُ عشّاقها
عساكرُ هذا الزمان
كما البلطچية في الحيِّ
في السوقِ ، في المعبدِ الشاحبِ اللونِ
أو في الكنائسِ والخلَواتِ
التي هجرتْ زائريها
فذاك يقايضُ أجسادَنا
وآخرُ يضربُنا في الظهورِ
برأسِ هراواتهِ الموجعة
احترامي الكبيرْ
للحرامي
لِلُّحَى الكثّةِ الزائفة
للفلولِ التي رعشتْ يدها وجَلاً
للعساكرِ تلقى الشتائمَ والبصقَ في وجهها
للنساء وهنّ يهرولْن رعباً من الغاصبين
للشباب الصغارِ رموا زناد البنادقِ
واستبدلوها بنقرٍ كثيفٍ على لوحِ حواسبهم
كي يبزُّوا الطغاةْ
ليبنوا بلاداً من الرملِ
في شاطئٍ غارقٍ بالسحالي
للفتوّةِ يسطون غصْباً علينا متى يشتهون
وقت عزِّ الضحى
في هزيعِ الليالْ
للسياسيِّ ذاكَ الوليدِ الرضيعْ
يضيقُ الخناقَ علينا
يفتشُنا
في نقاط الشوارعِ
عند الحواجزِ
في عششِ المدنِ الغافية
في سريرِ المنام
يمدُّ يديهِ لعوراتنا مثلما يشتهون
لِنسلِ بهيّةِ قد نزلوا في المقابرْ
لاعَبوا الموتَ والقهرَ والوحشةَ المرعبة
يلوكون عظمَ الجماجمِ
في كوّةِ زنزانةٍ مظلمة
أ تحريرَ قلتم ؟
أتحريكَ قلتم ؟
لأني أصمُّ الأذان
لعبَ اللغطُ في مسمعي
نعم حرروا هؤلاءِ الجناةَ من الحبسِ
إنهمُ في الشوارع يسطون جهْراً جهارا
بغاة المجون هنا ، في الميادين
يبلون دوراً عظيما
ولْتنمْ أعينُ الثائرين الكرام
في بلادٍ نسيتْ طهرَها
كفّنتْ طفلَها الحيَّ
ترضعُهُ بالدماء
ويطعمهُ العاهرون اللئام
حنظلاً ، عفَناً ، علقما
يُصبغون وسامتَهُ بالسخام
الأمرُ سيّان يا سادتي
تُصبحون على كَدَرٍ
تحت همٍّ جديد ْ
وضيمٍ عــتيدْ
إلى الملتقى .. مرةً ثانية
نشيّدُ ثورتَنا الغافية
بصحْوٍ جديدْ
ونسخٍ جديد
مثلما يشتهي سيدي
لا كما يشتهي
هؤلاءِ العبيد



 

free web counter